بعد أن قدّم فيلم «عصافير النيل» مع والده المخرج مجدي أحمد علي، اتجه أحمد مجدي إلى نوع آخر من السينما، إذ شارك أخيراً في أكثر من تجربة سينمائية حلّقت بعيداً عن السائد والمتداول، أبرزها «ميكروفون» الذي حصل على جائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير، وقدّم فيه دوراً مختلفاً أشاد به الجميع.

عن هذا الفيلم وخطواته المقبلة كان اللقاء التالي مع مجدي.

Ad

في البداية حدّثنا عن اختيارك لفيلم «ميكروفون»؟

أعرف المخرج أحمد عبد الله منذ فترة وتجمعنا صداقة قوية. عندما عرض عليّ الدور وقرأته وجدته قريباً مني جداً، فمجدي الذي جسدت شخصيته شاب يخرج أفلاماً سينمائية ويحلم بسينما مختلفة وهو يشبهني تماماً.

هل يعني ذلك أنك لم تبذل مجهوداً في أداء الدور لقربه منك؟

بالفعل. الشبه كبير بيني وبين «مجدي» وإن كان ثمة بعض الاختلافات في التفاصيل.

وهل تصوِّر أفلامك متخفياً كما فعل بطل «ميكروفون»؟

نعم، حدث ذلك أثناء تصويري فيلماً عن الشباب الذين يقيمون سباقات بسياراتهم في الشوارع، لكن الفيلم توقّف وسأحاول استكماله لاحقاً.

شعرنا أثناء مشاهدتنا «ميكروفون» بالصدق في جميع الشخصيات، فهل كان الحوار ارتجالياً أم مكتوباً بالكامل؟

لم يكن الحوار مكتوباً بالكامل بل كانت ثمة مساحة كبيرة للممثلين كي يرتجلوا الكلام المناسب للموقف، كذلك ترك لنا أحمد عبد الله مساحة كبيرة في تفاصيل الشخصية مثل الشكل وغيره.

هل كان عدم التقيّد بالسيناريو صعباً؟

بل كان سهلاً لأنه جعلنا نتعامل على طبيعتنا بعيداً عن الكليشيهات.

وماذا عن تجربة العمل مع خالد أبو النجا؟

خالد فنان متميز وعاشق للسينما فهو يعمل على دعم الشباب الجدد، وقد كان متعاوناً معنا الى أقصى درجة وساعدنا كثيراً في الفيلم.

اشتكى البعض من أن الفيلم مدته طويلة، ألا ترى أنه كان يمكن اختصاره قليلاً؟

إنها وجهات نظر وبالطبع تختلف من شخص الى آخر.

هل كنت على معرفة سابقة بالفرق الغنائية التي ظهرت في «ميكروفون»؟

كنت أسمع عنها وأعرف أسماءها، إلا أنني بعد التعامل مع أعضائها اكتشفت أنهم موهوبون جداً ويستحقون فرصة كبيرة.

تملك خلفية غنائية فقد كنت تغني مع إحدى الفرق، هل ساعدك ذلك في الفيلم؟

بالتأكيد، فعلى رغم عدم احترافي الغناء، إلا أنني أفهم الموسيقى وأحبّها، لذلك تفاعلت مع هذه الفرق وأحببت الفيلم بشدة.

هل كنت تتوقع فوز «ميكروفون» بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة؟

كلا، لكني كنت سعيداً باختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان القاهرة كونه أحد أهم المهرجانات الدولية، ومجرد المشاركة فيه شرف لنا جميعاً.

ماذا كان رأي والدك المخرج مجدي أحمد علي بالفيلم؟

أشاد به كثيراً، وقد أسعدني ذلك لأنني كنت قلقاً من ردة فعله.

متى سيُعرض الفيلم تجارياً، وهل تعتقد أنه سينجح في تحقيق إيرادات؟

سيُعرض في إجازة نصف العام وأعتقد أنه سيحقق إيرادات لأنه يتحدث بصدق عن الشباب، وعن فرق موسيقية سيتفاعل هؤلاء معها، إضافة إلى أنه سيُعرض على نطاق واسع إذ وفّر المنتج محمد حفظي أكثر من 35 نسخة لعرض الفيلم ما سيتيح مشاهدته في أماكن كثيرة.

هل ستكرر التجربة مع أحمد عبد الله وخالد أبو النجا؟

أتمنى ذلك، لكن عبد الله ما زال مشغولاً بـ{ميكروفون» ومشاركاته في عدد كبير من المهرجانات.

يعتقد كثر بأن السينما المستقلة هي الأمل للخروج بصناعة السينما من أزمتها، فهل توافق هذا الرأي؟

لا بد من أن تتوافر أنواع مختلفة من السينما لا نوعاً واحداً، وهذا ما يحدث في العالم كله .

وهل ستساهم هذه النوعية في التقليل من أجور النجوم الفلكية؟

بالتأكيد، إذا حدث إقبال على هذه النوعية ستقل أجور النجوم تلقائياً، خصوصاً بعدما فشلت نظرية التكلفة العالية ولم تعد الضمانة لنجاح الفيلم، بل إن أجور النجوم الفلكية كانت سبباً في تدمير صناعة السينما.

درست القانون فلماذا اتجهت الى السينما، وهل كان لوالدك دور في ذلك؟

لم يتدخل والدي في مسيرتي نهائياً حتى أنه لم يكن يبدي رأيه في ما أفعله بل يترك الاختيار لي دائماً، لأن ذلك برأيه أفضل لبناء الشخصية، لكن ربما كان دوره غير مباشر من خلال وجودي معه في أماكن التصوير وتأثري به.

ولماذا لم تدرس السينما؟

فكّرت في دراسة السينما قبل الالتحاق بكلية الحقوق، إلا أنني لم أتمكن من ذلك فقمت بدراسات حرة من خلال مدرسة «الجيزيوت» التي أفادتني بشدة في هذا المجال.

أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة الناجحة التي شاركت في مهرجانات دولية عدة، فلماذا قرّرت الاتجاه إلى التمثيل؟

أعشق السينما بكل حالاتها سواء الإخراج أو التمثيل وعندما أجد دوراً مناسباً لن أتردد في أدائه.

وهل ستبتعد تماماً عن الإخراج؟

لا يمكنني الابتعاد عن الإخراج، والدليل أنني أحضّر راهناً لمشروع روائي طويل أكتبه مع مجموعة من الأصدقاء بعنوان «بين الأحلام». يناقش العمل الضياع الذي يعاني منه الشباب راهناً وذلك من خلال مجموعة من الشباب والمفارقة بين أحلامهم وبين واقعهم المؤلم.

وماذا عن التمثيل؟

أستعد لبطولة فيلم «فن الطيران» وسنبدأ تصويره خلال أيام، من تأليف كريم حنفي وإخراجه وهو منحة من وزارة الثقافة ويدور حول شاب يحلم منذ طفولته بتصنيع طائرة ورقية لكنه يفشل دائماً في تحقيق هذا الحلم. يرمز الفيلم إلى جميع الأحلام المجهضة.