أعاد الرئيس المصري حسني مبارك افتتاح متحف الفن الإسلامي أمس، أكبر وأهم متحف من نوعه عالمياً في وسط القاهرة الإسلامي، بعد إغلاق استمر منذ عام 2003 لإجراء أعمال ترميم.

وقام وزير الثقافة فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس، باهداء مبارك درع المتحف المصنوع من البلاتين.

Ad

وكان المجلس الأعلى للآثار أغلق المتحف الإسلامي عام 2003 من أجل ترميم المبنى الذي شيّد في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1903، إلى جانب ترميم عدد كبير من القطع الأثرية الموجودة فيه والتي يصل عددها الى 103 آلاف قطعة مختلفة.

واستغرق ترميم مبنى المتحف والقطع الأثرية حوالى ثمانية أعوام بتكلفة اجمالية وصلت الى 58 مليون جنيه مصري (10 ملايين و180 الف دولار أميركي).

وعرضت إدارة المتحف ما يقارب الفي قطعة أثرية من أهم القطع التي يضمها المتحف، داخل خزائن وفي جدران المتحف الى جانب الساحة الامامية المفتوحة للمتحف.

وتعرض القطع الاثرية على أساس الحقبة التاريخية والموضوع والنوع الفني إلى جانب استخدام الساحة الخارجية للمتحف لعرض قطع اثرية هامة.

ومن أبرز القطع المعروضة أبريق آخر خلفاء بني امية مروان بن محمد وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سنتيمتراً وقطره 28 سنتيمتراً ويعود لسنة 132 هجرية.

ومتحف الفن الاسلامي شيد في قلب القاهرة التاريخي ويضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال إفريقيا والاندلس وغيرها من دول العالم الإسلامي.

ويعد هذا المتحف أكبر متحف إسلامي فني في العالم قد افتتح في 28 ديسمبر 1903 في ميدان "باب الخلق" أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، وبجوار أهم نماذج العمارة الأسلامية في عصورها المختلفة مثل جامع ابن طولون ومقام السيدة زينب ومسجد السلطان حسن ومسجد محمد علي بالقلعة وقلعة صلاح الدين ومسجد الرفاعي.

ويكتسي المتحف ايضاً أهمية ثانية لجهة أنه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الاسلامية وما يعرف بالفن الاسلامي ككل فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث انواع الفنون المختلفة كالمعادن والاخشاب والنسيج والسجاد والحجر والبناء وكذلك من حيث بلد المنشأ.

ويضم المتحف مجموعة نادرة من المنسوجات والاختام والسجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني ومجموعة نادرة من ادوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الاسلامية المزدهرة.

يضاف الى ذلك اساليب قياس المسافات وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط والخزف ذي البريق المعدني الفاطمي.

ويحتفظ متحف الفن الاسلامي بمجموعات متميزة من الخشب الاموي ومنها افاريز خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلى بدايات القرن الثامن.

ويضم كذلك اخشابا من العصر العباسي في مصر وخصوصاً من العصر الطولوني الذي يتميز بزخارفه التي تسمى "طراز سامراء" وهو الذي انتشر وتطور في العراق ويستخدم الحفر المائل أو المشطوف لتنفيذ العناصر الزخرفية على الخشب أو الجص وغيرها.

ومن المعادن يوجد في المتحف مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الاشرف شعبان ودينار من الذهب يعود الى عام 697 ميلادية (77 هجرية) وترجع اهميته الى كونه اقدم دينار اسلامي تم العثور عليه الى الآن. بالاضافة الى مجموعة متميزة من المكاحل والاختام والاوزان تمثل بداية العصر الاسلامي الأموي والعباسي ونياشين وانواط وقلائد من العصر العثماني واسرة محمد علي.

كما يضم مجموعات قيمة من السجاد من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى الميلادية.

(القاهرة- أ ف ب)