انتهت الوقفة التضامنية التي دعا اليها حزب الأمة أمس للتضامن مع الشعب المصري بهدوء وبمشاركة اقل من 100 مواطن ومقيم في بدايته لينتهي الى 30 مشاركا بعد صلاة الجمعة التي أقيمت في المسجد الكبير بحضور ما يقارب سبعة آلاف مصل، وطوقت الأجهزة الأمنية محيط المسجد الكبير تحسبا لأي خروج عن القوانين خلال الاعتصام.

ورفع المنظمون لافتتهم التي قد كتب عليها "وقفة تضامنية مع الشعب المصري، حزب الامة الكويتي يعلن انضمامه إليكم"، إلا أن قيادات الشرطة ومن بينهم وكيل المرور اللواء محمود الدوسري ومدير امن العاصمة اللواء طارق حمادة ومساعده العميد حسين الشيرازي، حاولوا فض التجمع وإزالة اللافتة، إلا أن امرأة كويتية تعمل طبيبة واستاذة جامعية كانت من بين الحضور أمسكت باللافتة ورفضت ان تتركها، فيما كان الشرطيون يحاولون إزالتها عن طريق التحاور معهم.

Ad

ووقف منظمو التجمع وقفوا بجانبها ويقولون "نحن قد اتصلنا بوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود وأذن لنا بالتجمع السلمي ورفع اللافتات، وأن المادة 44 من الدستور تسمح لهم بإقامة هذا التجمع والتعبير عن آرائهم"، فيما كان يرد عليهم رجال الامن "نحن نوافقكم الرأي، ولكن رفع اللافتة لا يصح ونحذركم من التمادي في التجمع، خصوصاً ان لدينا أوامر بفض التجمع بأي وسيلة لكننا نحترمكم ونودكم فأنتم إخواننا ولا نريد إيذاءكم".

وبين هذا وذاك، ارتفعت الاصوات بين الفريقين، وحدث نوع من المشادة الكلامية بين الطرفين، كان رجال الشرطة يحاولون التهدئة، حتى تركوهم في حال سبيلهم يقيمون تجمعهم شريطة الا يتعدوا الى الشارع، وأنهم سيقفون بأمتار ليست ببعيدة عنهم حتى ينهوا تجمعهم بسرعة وبدون أي مشاكل.

بدأ المنظمون بتبادل الكلمات المنددة بنظام الرئيس المصري، والتضامن مع الشعب المصري بمطالبه، حينما قام ممثل حزب الأمة الدكتور عواد الظفيري وقال إن "المادة 44 من الدستور الكويتي نصت على الحريات والتعبير عن الرأي، ونحن اليوم (أمس) نعلن عن رأينا الحر بالتعاون مع الشعب المصري ودعم مطالبه إزاء النظام الحاكم الظالم، الذي اضطهد الشعب الحر على مدى ثلاثين عاماً ماضية"، ومضى بالقول" ونحن إذ نعلن اليوم أنه قد حان موعد التغيير والانتفاضة المصرية إزاء نظامهم الرئاسي المستبد، وندعم إخواننا في مصر بكل ما يقومون به من اعمال تحررهم من قيودهم الى الحرية".

صبر الشعب

ثم انتقل الحديث الى ممثل المنبر الديمقراطي الكويتي نافع الحصبان، حيث قال "مخطئ من يظن ان الشعب المصري العربي عاش طيلة هذه الفترة المتواصلة بصمت ثم ثار فجأة ضد نظامه انه خوف وخضوع للنظام البائد، لكنه في الحقيقة انه شعب صبور وحريص على امته من الشتات، فهو يحرص دائما على امن بلده ولا يحب الفوضى التي ستحل به لحظة الخلل بالنظام"، مضيفاً أنه "لا يحب الاستبداد، فهو شعب اجدر بأن يكون كريماً حراً أبيا".

وأشار الى ان "الشعب اعلن مطالبه المشروعة التي أوصلها وتحت ضغط الثورة عن طريق نائب الرئيس الى النظام الحاكم، بما فيها مطلبه بإزاحة الرئيس الحالي واتخاذ الاجراء اللازم إزاء المجلسين المزيفين الحكومي والبرلماني، ومسألة حالة الطوارئ".

وأعلن عن توجيه رسائل الى الفاسدين وسراق المال العام قائلاً "مطالب الثورة المصرية لن تتوقف أبداً الا بتطبيقها كاملة، كما أن وعي الشباب المصري لا يسمح ابداً بالقفز عليه للوصول الى مقاصد غير مشروعة".

وبين انه "وقفنا اليوم (أمس) وقفة وفاء واعتزاز بالشعب العربي المصري، ولا ننسى وقفتهم معنا ضد النظام الصدامي البائد فترة الغزو، كما نذكر ثورة تونس التي تؤكد للعالم حرية العرب وعدم رضائهم بالاستبداد".

ووافق كلام المتحدثين السابقين ممثل الحركة الدستورية أسامة الشاهين وقال "إذا كانت الجهات الرسمية والحكومات تضع اعتباراتها ومصالحها قبل اعتبارات المطالب المشروعة للشعب المصري، فإن الشعوب يسعها ما لا يسع للحكومات في التضامن مع الشعب المصري وتحريره من الاستبداد الطويل، فيسعها ايضا ان تتظاهر وتتجمع وتعتصم وتطالب حكوماتها بالضغط على الحكومات العالمية بتحرير الشعب المصري من الظلم والاضطهاد الذي يحل به".

وتساءل: "لماذا مثل هذا التحسس والمعارضة من قبل الحكومات على شعوبها المناصرة لإخوانهم المصريين في مطالبهم المشروعة؟" وأضاف: "نتمنى ان تنجح ثورة المصريين، وان تكون ثورة انتصار وتحقيق الصالح من الامور لما يصب لها من الخير الوفير حتى ترتوي من ظمأ الحرية الذي سلبه النظام البائد".

تطعيم "المصريين"

وأكد ان "المصريين لهم الفضل الكبير بعد الله على تعليمنا وتطعيمنا من الجدري فاليوم لهم منا التطعيم من الاستبداد الذي يعانونه"، مضيفا "وكما علمونا الف باء الابجدية الان يعلموننا الف باء الحرية".

ومن جهته قام احد المشاركين بالتنظيم وهو إمام وخطيب كويتي ليقول "كما نمنع الظلم على انفسنا فنحن نمنعه أن يحل بإخواننا المصريين، فنحن إخوة ويجب ان نتكاتف لنصرتهم والسعي لمطالبهم المشروعة"، وأضاف "خطابنا لاهل مصر ونطلب منهم (السموحة) عن البعض الصامت أو المتصمت، لكننا نحن معكم ونعلن ذلك أمام الملأ، ونسأل الله عز وجل لكم النصرة والثبات".

معارضة

وقال الدكتور مناور الراجحي استاذ الاعلام بجامعة الكويت والناشط السياسي: "انني مع ما تقومون به، لكن ليس هذا وقت ما تقومون به، فنحن نمر بوقت احتفالات واعياد وطنية خصوصا مع ما حصلنا عليه من مكرمة اميرية بالعفو عن الدكتور عبيد الوسمي والمكرمة من قبل رئيس الوزراء بالتنازل عن قضايا الرأي التي تعرض لها شخصيا"، وأضاف "بدلاً من أن تقوموا بعمل مسيرات شكر وعرفان لهذا الخلق الكريم من الامير ورئيس الوزراء تقومون بهتافات تنديد وشحن من جديد، كفانا فوضى".

كادر

تأكيد وزاري

عاد الوكيل الدوسري بعد إجراء مكالمة مع الوزير الحمود الى المنظمين وبين لهم حقيقة ما يقولون بأن الوزير الحمود اذن لهم بالتجمع، ولكنه يأمرهم بعدم الاطالة وعدم التمادي بها الى الشارع، وأن يكون تجمعهم سلمياً حتى لا تتخذ القوات الامنية إجراءاتها الامنية.

تلميحات خطيب المسجد

كان خطيب المسجد الكبير الدكتور وليد العلي يلمح في الجزء الثاني من الخطبة انه على المواطنين الحفاظ على الامن العام وعدم تأجيج الامور في البلد، والتعاون مع رجال الامن في ما يصب في صالح البلاد والعباد، وقال "يجب ان يكون لسان الحال نحري دون نحرك يا أمن بلادي"، وعدم الرضى بالفوضى وضرورة طاعة ولي الامر.