كتب: لافي الشمري

Ad

ضمن خطة دار الآثار الإسلامية المهتمة بالمحافظة على شكل العمارة الأصلية التقليدية وترميمها وإعادتها لتصاميمها القديمة، انبثقت فكرة تحويل المستشفى الأمريكاني إلى مركز ثقافي عالمي.

اختير مبنى مستشفى الارسالية الأميركية أو "المستشفى الأمريكاني" نظراً إلى الموقع الاستراتيجي المتميز، إذ يقع على شارع الخليج العربي بجوار مبنى مجلس الأمة ومقابل الكنيسة الإنجيلية، مقدماً ملمحاً لتطور الحياة في الكويت وشاهداً على إرساء قواعد صلبة للتسامح الديني وحرية الأديان والمعتقدات وراصداً ما يدور في الحقل السياسي والحياة الديمقراطية في هذا البلد، إضافة إلى إطلالته على ساحل الخليج العربي الزاخر بأهازيج أهل البحر القدماء الذين مخروا عباب البحر بحثاً عن الرزق، متسلحين بإرادة قوية ترفض التقاعس وتدعو إلى البحث في الأفق عن مجد يخلده التاريخ لهذا البلد.

أهمية تاريخية

وفي كلمتها خلال حفل افتتاح المركز الأمريكاني الثقافي، أكدت المشرف العام على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح الأهمية التاريخية للمستشفى الأمريكاني، مشيرة إلى مكانة هذا الصرح المعماري في وجدان أهل الكويت، مشددة على ضرورة التواصل الثقافي بين الشعوب.

كما عبرت الشيخة حصة الصباح عن سعادتها بافتتاح هذا المركز الثقافي الذي سيعمل على رفد الحقل الثقافي في الكويت ودعم الفنون كافة، قائلة:" أعتز جداً بتحويل المبنى التاريخي للمستشفى الأمريكاني الى مركز ثقافي، لأن جدران هذا المركز شهدت تطور الطب في الكويت، وها هي الآن تشهد مولد فريق من مؤرخي الفن وأمناء المتاحف والمرممين، وأهم من ذلك الفنانون ومحبو الفنون".

احتفالات وطنية

واستطردت الشيخة حصة الصباح مؤكدةً حرصها على تزامن حفل الافتتاح المبدئي للمركز مع احتفالات الذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، وكذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لاستقلال دولة الكويت وذكرى عيد التحرير العشرين.

مبنى المركز

يتألف المركز من مجموعة قاعات وصالات موزعة على طابقين إذ يوجد معرض الأمريكاني وهو عرض سمعي بصري لتاريخ مستشفى الإرسالية والرعاية الصحية في الكويت، كما يشاهد الجمهور في هذا المكان عرضاً وثائقياً سينمائياً ووسائل أخرى.

ويشتمل المركز على مسرح قاعة المحاضرات، الذي يسع مئتي كرسي وقسماً للتعليم ومعملاً للترميم.

على صعيد آخر، ينظم المركز فعاليات ثقافية وفنية كما يستضيف الأنشطة المتعلقة بالفنون، وسيعمل على تأهيل وتدريب المهتمين بالعلوم المتحفية, بما في ذلك الترميم.

أما معرض ذخيرة الدنيا فهو يقدم فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي التي تتضمنها مجموعة الصباح لفنون العالم الإسلامي، وقد عرضت هذه القطع النادرة في كثير من المتاحف العالمية في أوروبا وشمال أميركا وآسيا، وحقق عرضها أرقاما قياسية في أعداد الزوار في باريس وموسكو وكوالامبور.

أقسام المعرض

التنوع في الترصيع بالأحجار الكريمة، الأحجار شبه الكريمة المطعمة، النقش بالطرق على المعادن الثمينة، المجوهرات بظهر من الذهب المنقوش بالحفر، الأحجار الكريمة على أرضية مزخرفة بالأزهار، تطور الطلاء بالمينا، الفولاذ المموه بالذهب، التعبيرات ثلاثية الأبعاد، الزخرفة بالنحت النافر، الأحجار الكريمة المنحوتة، أشكال الأحجار الكريمة، الأحجار الكريمة الملكية المنقوشة، روائع مرصعة بالجوهر.

القطاع الطبي

تروى قصة المستشفى الأميركي, الذي يعرف في الكويت بالأمريكاني, من خلال معرض لوسائط الميديا المتعددة، تبدأ بوصول الأطباء الغربيين الأوائل في الكويت وتنتهي بتقديم نظرة إلى مساهمات الكويت في تطوير الرعاية الصحية في الدول النامية، كما يلقي المعرض الضوء على تطور القطاع الطبي في البلاد.