فرضت الأحداث التي تعصف بالشارع المصري تأجيل المواعيد التي كانت مقرّرة في الموسم الفني الراهن، في هذا الإطار أجلّت «أرابيكا بيكتشرز»، الشركة المنتجة لفيلم «365 يوم سعادة»، حفلة الافتتاح بانتظار عودة الهدوء الى الساحة المصرية. فهل سيجد الفيلم طريقه إلى النجاح أم {ستحرقه} الظروف الراهنة التي لم يحسب لها أحد حساباً؟ «365 يوم سعادة»، بطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم، إخراج سعيد الماروق في تجربته السينمائية الأولى التي يخوضها في هوليوود الشرق، بعدما اختارته «أرابيكا بيكتشرز» ليخرج الفيلم وهو الثاني لها بعد «الشوق» الذي نال جائزة أفضل فيلم في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ34. الماروق أحد المخرجين اللبنانيين القلائل الذين غزوا الدراما والسينما في مصر، نذكر على سبيل المثال: المخرج الراحل محمد سلمان، الرائد في هذا المجال، يوسف شرف الدين، أسد فولادكار الذي قدّم على مدى السنوات الست الماضية سيت كوم «راجل وست ستات» الذي حقّق نجاحاً واسعاً.نقلة نوعيّةفي اتصال مع «الجريدة»، أعرب الماروق عن أسفه لتأجيل عرض «365 يوم سعادة» آملاً بأن تنتهي الأزمة في أقرب وقت ليتسنى عرضه في الصالات اللبنانية والمصرية في آن، مؤكداً أن الفيلم سيحقّق نقلة نوعية له وسيقرّر على أساسها خطواته الفنية المقبلة. إنما ذلك كلّه رهن بتطوّر الأحداث في مصر. حول تقييمه لتجربته الأولى في عالم السينما، أكد الماروق أنه سعيد بالتعامل مع فريق عمل يضم نخبة من النجوم، من بينهم: أحمد عز ودنيا سمير غانم وصلاح عبد الله وشادي خلف، موضحاً أن هؤلاء يظهرون في الفيلم بشكل مختلف، إذ يخرج عز من شخصية الرجل القوي والمحبّ الذي اعتاد الجمهور رؤيته فيها ويؤدي دوراً أقرب إلى الكوميديا يصوِّر رجلاً يخوض علاقات عاطفية متعدّدة، كذلك الأمر بالنسبة إلى دنيا سمير غانم والممثلة اللبنانية لاميتا فرنجية وشادي خلف الذي اكتشفه خالد يوسف وكان يجسّد أدوار الشر باستمرار. أضاف الماروق أنه سعد أيضاً بالتعامل مع الكاتب يوسف معاطي، خصوصاً أنه عرف عنه تعاونه مع كبار الفنانين ومع شركات إنتاج كبرى، وبالتعامل مع «أرابيكا بيكتشرز» التي لم تبخل عليه ولبّت مطالبه كافة لإنجاح الفيلم. عن الصعوبات التي واجهها في مصر، قال الماروق إنه لم يلقَ سوى التعاون والمساعدة نافياً أن يكون قد تعرّض لحرب أو عرقلة من أي نوع، من هنا تفاؤله بردة فعل الجمهور عند عرض «365 يوم سعادة» كونه يقدّم سينما يعتبرها جديدة ولغة ستكون محبّبة للمشاهدين. حول مشاريعه الفنية الجديدة أشار الماروق إلى أنه، قبل اندلاع الأحداث في مصر، كان يدرس سيناريوهات لأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية إلا أن كل شيء توقّف بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في هذا البلد الذي يحبّه كل من يزوره.مغامرة جديدةمع أن أحمد عز يدخل مغامرة جديدة في «365 يوم سعادة»، إلا أنه يبدو مرتاحاً لهذه التجربة التي يتعاون فيها للمرة الأولى مع المنتج محمد ياسين و{أرابيكا بيكتشرز». بنى عز نجوميّته على وسامته وعلى موهبة بدأ ينمّيها بعد فيلم «مذكرات مراهقة»، إخراج إيناس الدغيدي، الذي شكّل ولادته الفنية، من ثم تلقّفته ساندرا نشأت وصنعت منه، بالتعاون مع المنتج وائل عبد الله، نجماً من الصف الأول.بعد انحسار سينما النجم الأول وتحوّل السينما من يتيمة إلى سينما لها أب وأم، بمعنى آخر لها كبير، فظهر الفنان محمود ياسين في فيلمَي «الجزيرة» إلى جانب أحمد السقا و{الوعد} إلى جانب الممثل الصاعد آسر ياسين، ووقف محمود عبد العزيز إلى جانب أحمد السقا في فيلم «ابراهيم الابيض»، ركب عز هذه الموجة وشارك الفنان نور الشريف في فيلم «مسجون ترانزيت». على غرار أبناء جيله، أدرك عز أضرار الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها على مصر وضرورة أن يجتمع النجوم في فيلم واحد ليشكلوا عنصر جذب للمشاهد بعد انحسار تجربة النجم الأوحد، فشارك أحمد السقا بطولة فيلم «المصلحة} على أمل تحقيق نجاح وإيرادات عالية.«أرابيكا بيكتشرز» تحاول «أرابيكا بيكتشرز» إثبات وجودها على الصعيدين الغنائي والسينمائي لا سيما أن شركة «روتانا» تعاني مشاكل مالية وتوقفت بشكل شبه نهائي عن الإنتاج السينمائي بالإضافة إلى الشحّ في الإنتاج الغنائي، كذلك الأمر بالنسبة إلى شركة «ميلودي» التي توقّفت عن الإنتاج الغنائي وتكتفي بالإنتاج السينمائي المحدود، فدخلت «أرابيكا بيكتشرز» بقوة إلى الساحتين الغنائية والسينمائية، وأنتجت أغنيات لمجموعة من المطربين وتوّجت نشاطها السينمائي بجذب أحمد عز، أحد رموز الصف الأول من جيل الشباب، والفنان العالمي عمر الشريف أخيراً من خلال إعادة تصوير فيلم «إشاعة حب».خلط الأوراقاليوم خلطت الأحداث في الشارع المصري كل الأوراق وبات التكهّن على الساحة الفنية مستحيلاً في ظل الدخان المتصاعد من هنا وهناك، ولم يعد في مقدور أحد معرفة ما إذا كانت شركات الإنتاج والقطاعات الأخرى ستعود بعد الأحداث كما كانت سابقاً، خصوصاً أن التداعيات السلبية تنذر بعواقب وخيمة تطاول المرافق الحياتية كافة. وحده الانتظار يبقى سيّد الموقف.
توابل - مزاج
365 يوم سعادة... هل تحرقه أحداث مصر؟
06-02-2011