أهل الكويت من آبائنا وأجدادنا، رحمهم الله جميعاً، عاشوا فترة لا يمكن أن تعود، ولا يمكن أن نتصورها إلا من خلال الصور والانطباعات المرسومة في أذهاننا. كانت البساطة شعارهم، والتواضع صفتهم، والتآزر سمتهم، ويكفي أن ترى ملامح وجوههم لتعرف الصدق، والأمانة، والإخلاص، والسمو، والكبرياء، واضحة جلية فيهم. عاشوا حياة مليئة بالأخطار فلم يتذمروا، وركبوا البحر العميق فلم يتهيبوا من أهواله، وسافروا على الإبل عبر الصحاري إلى أبعد الأماكن فلم يترددوا في ذلك. كانت الرجولة فيهم أهم الصفات، وكان الولد فيهم رجلاً وهو ابن العاشرة أو الحادية عشرة، ويتحمل المسؤولية ويشتغل في أي عمل، فكان منهم البائعون في المحلات والمتاجر، وكان منهم البناؤون، وكان منهم الحمارة، وكان منهم الغواصون، وكان منهم المزارعون، وكان منهم أصحاب الحظور، وكان منهم الطواشون، وكان منهم المعلمون والعلماء في الدين، وكان منهم التجار، وكان منهم الصناع في مختلف المهن كالقلاليف، والنجارين، والخياطين، والخبازين، وغير ذلك.

Ad

صورة اليوم تعكس شيئاً من بساطة الماضي وتواضع أهل الكويت، ففيها يبدو ياسر إبراهيم الحجي، رحمه الله، مع مجموعة من زملائه أمام أحد المخازن التجارية، وهم يلبسون الغترة والبوالطو في لقطة في الخمسينيات. والسيد ياسر الحجي من مواليد عام 1934 في فريج الزهاميل بالحي الشرقي في مدينة الكويت القديمة، وهو أحد رواد سباق الدراجات الهوائية، إذ فاز عام 1954 ببطولة الكويت ولسنوات متتالية، كما كان بطلاً في سباق الجري لمسافة 1500 - 5000 متر، وشارك في البطولة العربية الثالثة بالمغرب عام 1961، وتوفي رحمه الله عام 2000.