شعبيا سقطت حكومة رجال الأعمال في مصر، وأسقطت معها النظام كله، رسميا مازال الرئيس حسني مبارك يقاوم وحده، محاولا إنقاذ سفينته من الغرق تحت أمواج المتظاهرين في القاهرة والميادين العامة بكل المحافظات تقريباً.مع اندلاع ثورة الغضب في شوارع مصر، طاردت أنباء المحاكمات وشائعات الهروب كل رموز مجتمع المال والأعمال تقريباً، ومنهم حسين سالم رجل الأعمال المقرب من الرئيس مبارك، وأحمد عز رجل جمال مبارك القوي في الحزب الوطني الحاكم، صاحب مصانع الحديد الشهير، ومحمد لطفي منصور (وزير النقل السابق)، صاحب توكيلات سيارات شيفورليه، إلى الوزراء زهير جرانة وزير السياحة، وأحمد المغربي وزير الإسكان، ورشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، وغيرهم من الأسماء البارزة في عالم المال والأعمال. تاريخ سيئ شعبيا سقطت حكومة رجال الأعمال في مصر، وأسقطت معها النظام كله... رسميا مازال الرئيس حسني مبارك يقاوم وحده، محاولا إنقاذ سفينته من الغرق تحت أمواج المتظاهرين في القاهرة والميادين العامة بكل المحافظات تقريبا... والحكمة تقول «حين تحكم شعبا من الفقراء لا يصلح أن يكون رجال الأعمال هم ذراعك... وإن حاولوا فاقطع هذه الذراع فورا حتى لو حكمت البلاد بذراع واحدة... ذلك أفضل من قطع ذراعيك الاثنتين»، إذ إن رجل الأعمال ينتمي إلى ماله إلى ذاته، لذا فهو أول من يقفز من السفينة حين تواجه الغرق كي يتاجر في أطواق النجاة إن أمكن، لكنه أبدا لن يهتم بإنقاذ شركائه ركاب السفينة، هو يريد الربح حتى النفس الأخير.وليس غريبا أن يفر رجال الأعمال من مصر بسبب الظروف التي تواجهها البلاد، إن لم يكن هروبا من محاكمات قضائية شبه مؤكدة، فهي محاولة لإنقاذ رأس المال الذي جمعوه عبر سنوات طويلة من التجارة في الشعب صحة وغذاءً مأكل وملبس ومسكن، نقلا واتصالات... إلى آخر مجالات الحياة.رجال الأعمال لهم تاريخ سيئ مع الشعب المصري، خاصة تلك الفئة التي طفت على السطح نهاية السبعينيات من القرن الماضي وكذلك الثمانينيات واستمروا خلال التسعينيات، واعتلوا سدة الحكم تدريجيا مع حلول الألفية الجديدة، فتولوا مقاعد وزارية، ومناصب قيادية في الحزب الوطني الحاكم.وفي محاولة لمحاصرة النيران المشتعلة في أوصال السلطة التنفيذية، وتطويق الطعون في مشروعية السلطة التشريعية (مجلس الشعب)، لم يكن ممكنا أن تغيب السلطة القضائية عن المشهد السياسي في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، فدخلت النيابة العامة على خط الأحداث وحسمت مصير عددا من رجال الأعمال وتم وضعهم رهن التحقيق في قضايا ذات صلة بعمليات فساد واسعة جرت في مصر خلال السنوات الأخيرة، كما قررت منعهم من السفر، ومنعهم من التصرف في أموالهم، بينما تطارد الشائعات عددا آخر من رجال الأعمال.«العربية. نت» تلقي الضوء على عدد من رجال الأعمال الذين احتلوا صدارة الصورة في المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة، وتردد هروبهم من البلاد على خلفية اتهامات كبيرة تلاحقهم، سواء شعبيا أو رسميا، كما نلقي الضوء في ذات الوقت على رجال أعمال آخرين أعلنوا منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث بقاءهم في مصر وعدم هروبهم، واستمرار ضخ استثماراتهم في سوق المال والأعمال، بل انضم بعضهم إلى المتظاهرين وآذروهم ويزورنهم يوميا في موقع اعتصامهم في اللحظات الصعبة يظهر معدن الرجال. المصريون البسطاء يؤمنون بمثل شعبي يقول «الناس معادن... ومن أغلى المعادن ناس».نجيب ساويرس صاحب الاستثمارات الكبيرة والواسعة في مجالي الإسكان (أوراسكوم للإنشاءات)، والاتصالات (أوراسكوم تليكوم) يتصدر المشهد، إذ أعلن خياره منذ اللحظة الأولى، مؤكدا تضامنه مع المتظاهرين.وشدد على أنه لن يهرب باستثماراته خارج البلاد وسيظل يعمل في هذا البلد، ولما لا؟ فهو الطالب الثائر في السبعينيات الذي كان أحد قادة مظاهرات الطلاب عام 1972، كما أنه نجل رجل الأعمال الشهير أنسي ساويرس مؤسس مجموعة أوراسكوم متعددة النشاطات، صاحب الاستثمارات الضخمة في الستينيات.رجل الأعمال المصري محمد أبوالعنين، رئيس مجلس إدارة شركة كليوباترا غروب ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب، حسم مصيره أيضًا، مؤكدا بقاءه في مصر، واستمرار ضخ استثماراته في البلد رغم ما لحق بالاقتصاد المصري من أضرار، قد تستمر لفترة طويلة.شائعات الهروبوفي مقابل ساويرس وأبوالعينين الباقيين بأعمالهما في البلاد حاول الذين خرقوا السفينة، الهروب بأنفسهم، ومنهم من تمكنت منه النيابة فوضع قيد التحقيق، ومنهم من هرب ولم يعرف أحد أين هو الآن، ومازالت صورة الهاربين غير واضحة:المهندس أحمد عز، هو رجل الأعمال المقرب من جمال مبارك، ويحتل عز الذي تبلغ ثروته 40 مليار جنيه، منصبي أمين التنظيم في الحزب الوطني، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، كما أنه مهندس الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي لم يرض الشعب عن نتائجها واتهمت قطاعات واسعة في الداخل والخارج الحزب الوطني بتزويرها، وكان لها دور بارز في اندلاع ثورة الغضب يوم 25 يناير بميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية (القاهرة) ربما لهذا السبب وغيره انصبت لعنات المتظاهرين عليه.ويمتلك عز مجموعة من الشركات أبرزها شركة حديد عز، يبلغ رأسمالها المصدر نحو 2,716 مليار جنيه مصري، عبر 543,265 مليون سهم، بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم الواحد، بالإضافة إلى استثمارات في «عز الدخيلة للصلب – الإسكندرية، مصنع العز للدرفلة، المصرية الألمانية لتسويق مسطحات الصلب (فرانكو)، العز - الدخيلة للحديد والصلب - مصر، العز للصلب الجزائر، العز لصناعة الصلب المسطح».أحمد مغربي هو وزير الإسكان في الحكومة المقالة، كما أنه واحد من أكثر رجال الأعمال ثراءً في مصر، إذ يمتلك مجموعة كبيرة من الشركات التي تعمل في القطاع السياحي، مثل أكور للفنادق، فنادق سوفيتل ونوفوتل وميركور وايتاب وأيبيس وأكور وبولمان وإكسبريس.وعلى الرغم من عدم وجود أرقام واضحة ومؤكدة عن حجم ثروة المغربي، إلا أنه جاء في المركز السابع في أحدث التقارير التي نشرت عن أغنى أغنياء مصر في 2010.رشيد محمد رشيد هو وزير التجارة والصناعة في الحكومة المقالة، وقد جاء قرار النائب العام بمنعه من السفر والتصرف في أمواله مفاجئا، حيث عرض عليه الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري الجديد الاستمرار في منصبه لكنه رفض، مفضلا التفرغ لأعماله وترك الفرصة أمام وجوه جديدة ـ بحسب قوله للصحف.ويعد رشيد أحد أغنى الشخصيات بمصر أيضًا، وتقدر ثروته بنحو 12 مليار جنيه، وهو صاحب شركات فاين فودز وشركة يونيليفر مشرق، صابون أومو، مرقة دجاج كنور، شاي ليبتون، شاي بوندز، صابون ومستحضرات تجميل ريكسونا، صابون ومستحضرات تجميل صن سيلك، صابون ومستحضرات تجميل دوف، مرقة دجاج منتجات فاين فودز، صابون ومستحضرات تجميل آكس.ووصلت شائعات الهروب إلى رجل الأعمال الشهير أحمد بهجت، الذي غاب عن الأضواء منذ بداية أحداث 25 يناير، وإن كان قد استبعد تكرار سيناريو «تونس» بمصر في آخر ظهور إعلامي له.وبسبب عدم ظهوره في المشهد، لم تستثن أنباء الهروب، رجل الأعمال الشهير محمد فريد خميس، رئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشورى، صاحب شركة النساجون الشرقيون، ويعد أحد أكبر وأغنى رجال الأعمال بمصر.الزوربا ومنصوروشملت شائعات الهروب كلا من جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات المصري، وصاحب شركة النيل للملابس, ومحمد لطفي منصور وزير النقل السابق، صاحب مجموعة شركات منصور سيارات ركوب أوبل وشيفروليه وأولدزموبيل وايسوزو، سجائر مارلبورو وميريت وإل إم، سوبر ماركت مترو، معدات كاتربيلار، مطاعم ماكدونالدز، سيارات نقل شيفروليه وايسوزو، إطارات ميشلان، كمبيوتر ايسر، كمبيوتر إتش بي، أجهزة سيمينز الإلكترونية، ألبان لبنيتا، عصائر تانج، أغذية محفوظة ماركة كرافت، مياه طبيعية حياة، تونة معلبة ماركة صن شاين، كمبيوتر أي بي إم.(العربية. نت)
اقتصاد
شائعات الهروب تلاحق رجال الأعمال... والرئيس وحده تحت أمواج المتظاهرين عز والمغربي وجرانة ورشيد ينتظرون التحقيق
08-02-2011