تنتهج الحكومة الاردنية خطوات عدة لتشجيع السياحة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، بعد خفض الضريبة من 16 إلى 8 في المئة وخفض رسوم دخول المواطنين العرب إلى المرافق السياحية إلى دينار واحد للفرد أسوة بالأردنيين.

في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة في أكثر من عاصمة عربية وانعكاسها على تلك العواصم التي كانت قبلة السياح الخليجيين، فإن المملكة الأردنية، وعلى خلاف ذلك، تسعى لاستثمار حالة الاستقرار فيها من اجل تدعيم فرص استقطاب السياح الجدد لها والمحافظة على المرتادين لها سنويا، وعلى وجه الخصوص خلال فترة الصيف في برنامج تسويقي متكامل كشفت عنه وزير السياحة والآثار الأردنية د. هيفاء ابوغزالة.

Ad

وشددت أبو غزالة على الارتباط بين التسويق السياحي والنشاط الاستثماري للدول الخليجية، مشيرا الى بلوغ الاستثمارات الكويتية في الاردن خلال العام الماضي الى نحو 215 مليون دولار وهو الاستثمار الأكبر بين الاستثمارات العربية والأجنبية بعد المملكة العربية السعودية.

جاء ذلك خلال استقبالها الوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور عمان حالياً بدعوة من هيئة تنشيط السياحة الأردنية معلنة عن جوله خليجيه لها خلال هذا الاسبوع تزورخلالها الكويت الاربعاء المقبل من اجل الترويج للسياحة في الأردن واصفة العلاقات الكويتية الأردنية بأنها متينة ومتميزة في مختلف المجالات.

خفض الضريبة 

وقالت ابوغزاله ان الحكومة الاردنية تنتهج خطوات عدة لتشجيع السياحة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص بعد تخفيض الضريبة من 16 إلى 8 في المئة وتخفيض رسوم دخول المواطنين العرب إلى المرافق السياحية المختلفة إلى دينار واحد للفرد أسوة بالمقررة على المواطنين الاردنيين.

ولفتت الى سماح الحكومة الاردنية بدخول الخدم المرافقين للعائلات العربية إلى المملكة الأردنية بدون تأشيرة دخول وتسهيل إجراءات الدخول في جميع المعابر الحدودية وكذلك إجراءات دخول سيارات المواطنين العرب.

وقالت ان سياسة الأردن الحالية تتركز على السياحة العائلية باستثمار العديد من المنتجات والفعاليات التي تناسب هذه السياحة، اضافة إلى الفعاليات الرسمية التي تبدأ منتصف يونيو واستئناف مهرجان جرش السياحي منتصف يونيو ويستمر حتى بداية شهر رمضان المقبل.

فئة الشباب 

وبينت ابوغزاله في وصفها لحجم السياحة الكويتية أن معدل إقامة السائح الكويتي في الاردن بلغ 14,6 ليلة سنوياً ، وأن الفئة العمرية الاكثر ترددا على الأردن هي فئة الشباب التي تتراوح بين 25 و 44 عاماً حيث بلغت نسبتهم 67.7 في المئة، فيما بلغت الفئة العمرية بين 45 و 64 نسبة 19.7 في المئة.

وقالت ان الاحصائيات الرسمية تشيرا الى ان عدد السياح الكويتيين الذين ترددوا على الاردن خلال اربع مرات بلغ 39 في المئة في حين تردد 26 في المئة منهم على الاردن ثلاث مرات، مشيرة الى ان 64.4 في المئة من السياح يفضلون الاقامة في الفنادق، فيما يفضل 13.3 في المئة منهم الاقامة في أجنحة وشق فندقية.

وبسؤالها حول استعدادات الاردن لاستقبال السياح العرب على اعتبار أنها الوجهة السياحية الوحيدة في ظل الظروف السياسية التي تشهدها المنطقة قالت الوزيرة الأردنية ان وزارة السياحة والهيئة العامة لتنشيط السياحة بدأت اجتماعات متواصلة للتحضير لهذا الموسم السياحي من خلال تنشيط سلسلة الفنادق الموزعة في جميع أنحاء البلاد والمواقع السياحية المختلفة، اضافة إلى تجهيز سلسلة المطاعم المتميزة التي هي في غالبها من فئة الخمس نجوم، فضلا عن توفر الاندية والمجمعات التجارية التي تناسب مختلف احتياجات ورغبات السياح بجميع فئاتهم، حيث تم اختيار 22 موقعا سياحيا من بين العديد من المواقع السياحية المعروفة.

وفي ردها على سؤال آخر يتعلق بمدى استعداد الاردن لاستيعاب الأعداد الكبيرة من السياح العرب خلال موسم الصيف الحالي قالت ان الأحداث السياسة أثرت في السياحة في كل المنطقة العربية إلا أنه ونظرا لتمتع الاردن بالاستقرار السياسي والامني، فإن ذلك جعل منها وجهة للسياحة في المنطقة، وأن المملكة قادرة على استيعاب أعدادا مختلفة من مواطني الدول العربية.

وأوضحت أبو غزالة أنه رغم انخفاض السياحة في الأردن بواقع 6.6 في المئة من الزوار خلال الربع الاول من العام الحالي فإن هذا المؤشر ليس بالامر السيئ في ظل الاوضاع العامة التي تشهدها المنطقة.

استقبال الوفود 

وأضافت انه رغم ما صوره الإعلام الغربي للمنطقة العربية على أنها منطقة ملتهبة سياسيا، وأن ما يجري في بعض الدول العربية تم إسقاطه على جميع دول المنطقة، فقد شرعت وزارة السياحة الاردنية باستضافة العديد من الوفود الاعلامية والاوروبية لنقل الصورة الحقيقية عن الواقع السياسي والامني الاردني إلى مواطنيهم.

من جانب اخر، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز ان المملكة الاردنية تستعد في فترة الصيف الحالي لاستقبال المواطنين العرب، خاصة في ظل ما تتمتع به من طقس متميز، مبينا ان الهيئة تستعد للقيام بجولة خليجية لترويج السياحة في المملكة برئاسة وزيرة السياحة والآثار، كما أعدت الهيئة برامج سياحية خاصة لبدء عملية الترويج السياحي في المنطقة العربية بشكل أوسع.

وذكر الفايز أن معدل السياح الكويتيين الذين يصلون إلى المملكة سنوياً يصل إلى 90 ألف سائح سنوياً في ظل المساعي التي تبذلها الهيئة للتسويق الالكتروني للوصول إلى السائح حيثما وجد، مشيرا الى أن الهيئة تتطلع لاستقبال الزوار على مدار العام للتعريف بالمنتج السياحي الاردني (العلمي والعلاجي والديني).

وكشف عن اهتمام الهيئة بتسويق السياحة الدينية في المملكة الاردنية كرافد رئيسي من روافد الاستقطاب السياحي في المملكة بالاضافة إلى السياحة العلمية والسياحة الطبية، على أساس ما تحمله السياحة الدينية من تواصل بين الاديان وتقارب بين الحضارات، لافتا إلى أن الاردن بلد غني بالمواقع الدينية الهامة للمسلمين والمسيحيين، خاصة بعد زيارة بابا الفاتيكان للاردن.