لا شك في أن حبكة هذا الفيلم باتت مألوفة وحواره مستهلكاً. لكن وعلى رغم أن مدته تُقارب الساعتين، ينجح Battle: Los Angeles في تشويق المشاهد وشدّه الى متابعة الأحداث (خصوصاً في جزئه الأول)، ما يبعده عن فئة الأفلام المبتذلة التي تتحدث عن تدمير لوس أنجليس ويجعله مستحقاً أن يُعرض في صالات السينما، علماً أن فيلمي 2012 وIndependence Day لا يزالان يناضلان لبلوغ هذه المصاف.

Ad

يؤدي آرون إيكهارت دور مايكل نانتز، نقيب يخدم في جنوب كاليفورنيا سيتقاعد مبكراً بعد أيام عقب المهمة الفظيعة التي أداها في بلد أجنبي وفقد خلالها عدداً من رجاله. لكنه لا ينال مراده. إذ لا يتمكن من خلع الزي العسكري بسبب وابل غريب من النيازك التي تنهمر على لوس أنجليس. ويتبيّن لاحقاً أنها طلائع هجوم تنفّذه قوات فضائية.

توكل إلى نانتز ووحدته مهمة إنقاذ مجموعة من المدنيين عالقة في مركز للشرطة خلف خطوط الأعداء في سانتا مونيكا. وأمامهم ثلاث ساعات لإخراج المدنيين لأن القوات الجوية تخطط لتحويل هذه المدينة الساحلية إلى أرض جرداء تمحوها القنابل.

لكن فرقته تتألف بالتأكيد من جنود لا يصلحون لهذه المهمة. فبينهم المبتدئ المتوتر (نويل فيشر، The Pacific)، المضطرب نفسياً (جيم باراك، True Blood)، العريس المقبل (المغني ني- يو) الذي ما زال أمامه الكثير ليعيش لأجله، والملازم الثاني الواسع الاطلاع (رامون رودريغيز، The Wire)، إلا أنه يفتقر إلى الخبرة الفعلية ولا يملك أدنى فكرة عن القتال الحقيقي.

على رغم ذلك، تنجح هذه الفوضى والتصوير الواقعي مع اهتزاز الكاميرا من حين إلى آخر (مع أن بعض المشاهد يذكّرنا بفيلم Cloverfield) في استقطاب اهتمام المشاهد، خصوصاً أنه لا يعلم بعد شكل الكائنات الفضائية وماذا تريد. فكل ما يعرفه أنها قوات شريرة تنوي محو حمضنا النووي عن وجه الكوكب.

يعرب إيكهارت عن الخشونة الضرورية التي يتحلى بها الجندي. ويبدو الفيلم عموماً ناجحاً. فقد أبدع المخرج جوناثان ليبسمان (The Texas Chainsaw Massacre: The Beginning)، الذي عمل انطلاقاً من سيناريو وضعه كريستوفر بيرتوليني، في تدمير لوس أنجليس. لكن الفيلم صوّر في لويزيانا. غير أن عنوان Battle: Baton Rouge (المعركة: باتون روج) لن يكون لها الوقع عينه كما Battle: Los Angeles (المعركة: لوس أنجليس).

تفادى ليبسمان المشاهد المعهودة التي تظهر فيها الأبنية والنصب الشهيرة وهي تتحوّل إلى رماد، بل يجعل من المدينة بأسرها كابوساً من الجسور المحطّمة والنيران التي تشتعل في الأفق.

لكن مع تكشّف تفاصيل هذه القصة والانتقال من معركة إلى أخرى، يصبح Battle: Los Angeles أقل إثارة. فيغدو أقرب إلى لعبة إطلاق نار تضم ممثلين بارعين. أما إذا كنت تبحث عن تداعيات اجتماعية كثيرة، على غرار التي شاهدناها في District 9 (الذي تجمعه بهذا الفيلم بعض أوجه الشبه البصرية) أو حتى Space: Above and Beyond (المسلسل الذي لم يُعرض طويلاً على شاشة فوكس في تسعينيات القرن الماضي ويتحدث عن جنود يُقاتلون كائنات فضائية لا وجه لها وتشبه الحشرات)، فسيخيب أملك بالتأكيد.

لكن لا أهمية لذلك كلّه. فالفكرة تستوعب دخول سفينة أخرى تحمل كائنات فضائية غريبة لصناعة جزء ثانٍ.