بعد الإحباط الذي انتابه من ردة الفعل السلبية على دوره في فيلم «سكوت هنصوّر» للمخرج يوسف شاهين، ابتعد أحمد وفيق عن الأضواء فترة وهو يعود اليوم في جملة من المشاريع بينها مسلسلات وأفلام سينمائية.

Ad

عن أسباب انسحابه من الوسط الفني بعد تجربته مع الرائد يوسف شاهين وسرّ عودته، كان الحوار التالي معه.

كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم «سكوت هنصوّر»؟

شاهدني المخرج الكبير يوسف شاهين في إحدى المسرحيات التي شاركت فيها مع جلال الشرقاوي ورشّحني لبطولة فيلم «المصير»، إلا أن نحافتي آنذاك لم تمكّني من أداء البطولة، فرشّحني بعد ذلك لبطولة فيلم «سكوت هنصور».

أديت دوراً رائعاً في «سكوت هنصور» مع ذلك انسحبت وعدت إلى المنصورة، ما السبب؟

على رغم إشادة يوسف شاهين بأدائي في الفيلم، إلا أن ردة فعل الوسط الفني كانت محبطة، بداية من «شركة أفلام مصر العالمية» التي لم تضع اسمي على الملصق، مع أنني أؤدي دور البطولة، مروراً ببعض الفنانين ووصولاً إلى الصحافة والنقاد الذين هاجموني وأجمعوا على أنني لا يجب أن أمثل أصلاً، مع أن مجلة «فارايتي» أشادت بأدائي.

يضاف إلى ذلك أن البعض لم يفصل بين شخصيتي الحقيقية والدور الذي أديته في «سكوت هنصور» فتعامل معي باعتباري «شريراً»، وحده المخرج خالد يوسف وقف إلى جانبي فغيّر إعلان الفيلم ووضع صورتي فيه. لهذه الأسباب وغيرها آثرت الانسحاب.

هل دفعتك هذه التجربة إلى الشك في موهبتك؟

أبداً، لأن كبار الفنانين، الذين أدين لهم بالفضل، أمثال يوسف شاهين وجلال الشرقاوي ومحمد صبحي أشادوا بموهبتي.

ماذا تعلّمت من هذه التجربة؟

أن أكون مقاتلاً وأكثر قدرة على التعامل مع الوسط الفني، إضافة إلى ضرورة الاجتهاد لتحقيق حرفية أكبر. تغيرت فيَّ أمور كثيرة إلا أنني لم أتخلَّ عن صفاتي الأصيلة مثل الطيبة والتعامل الحسن مع الناس وعدم المجاملة في اختيار الأدوار، فأنا أرفض أداء دور بهدف المال أو الشهرة فحسب، خصوصاً أن التمثيل ليس مصدر رزقي.

ما هدفك من الفن؟

إشباع هواياتي وتقديم أعمال جادة تبقيني في ذاكرة الجمهور.

متى قررت العودة إلى الساحة الفنية؟

عندما تأكدت أنني وُلدت لأكون فناناً، بالإضافة إلى عرض «سكوت هنصوّر» بكثافة على قناة «روتانا»، ما أدى إلى توسيع آفاق شهرتي، ثم رشّحني المؤلف محسن رزق للمشاركة في مسرحية يؤدي بطولتها عزت العلايلي وياسمين النجار إلا أنها لم ترَ النور، بعد ذلك رُشحت لمسلسل «الحب موتا» مع ممدوح عبد العليم وجمانة مراد ومن خلاله عدت إلى التمثيل.

هل كانت هذه العودة مرضية لك؟

بالطبع. جسّدت في «الحب موتا» شخصية الشاب الطيب الشهم الرومنسي، وهذا ما كنت أتمنى تقديمه لأخرج من شخصية الشرير التي عُرفت بها في «سكوت هنصور».

شاركت في أربعة مسلسلات دفعة واحدة، ألم يقلقك هذا الأمر؟

لا، لأنها كلّها متنوعة، وقد اخترتها بعناية من بين سيناريوهات 12 مسلسلاً عُرضت علي.

ما جديدك التلفزيوني؟

مسلسل «سمارة». أشارك فيه مع الفنانة غادة عبد الرازق، كذلك رشّحني المخرج سامح عبد العزيز للمشاركة في مسلسل {مبروك أبو العلمين».

والسينمائي؟

أصوّر دوري في فيلم «حفلة منتصف الليل»، إخراج محمود كامل، بطولة حنان مطاوع، رانيا يوسف، عبير صبري وإدوارد. كذلك، أستعدّ لتصوير فيلم «الحياة حلوة» مع المخرج هشام الشافعي، إنتاج حسين القلا، بطولة محمد فرج، طارق لطفي، صبا مبارك ومنى هلا.

ما الدور الذي تتمنى تقديمه؟

شخصية جمال عبد الناصر. أعشق هذا الزعيم الذي حقق إنجازات عظيمة لمصر، وقد ورثت هذا العشق من والدي الذي كان في «منظمة الشباب» التي سُمي أعضاؤها «أبناء عبد الناصر»، وإحدى المفارقات أن يوم مولدي هو يوم مولد الزعيم نفسه.

برأيك، هل يقضي نجاح مسلسلات البطولات الجماعية، مثل «أهل كايرو» و{الحارة»، على ظاهرة النجم الأوحد؟

لا، لأن المنتجين يتعاملون مع من يحقّق نجاحاً عبر البطولات الجماعية على أنه نجم ويتصرفون معه على هذا الأساس، ما يضر بالدراما التلفزيونية بشدة، بدليل أن أعمالاً كثيرة أُعلن عنها لن تصوّر بسبب مشاكل إنتاجية.

لست ضد فكرة «الشللية» في الوسط الفني، كما تؤكد، فهل أصبحت لك «شلة»؟

الشللية مشروعة لأنها تساعد الفنان على تعزيز حضوره عبر العمل مع مجموعة من الأصدقاء. بالنسبة إلي، ليست لي «شلة» بعينها ولا أحب حصر نفسي مع مجموعة محددة إنما أفضّل التنوع والاختلاف.

صرحت مراراً بأن جيلك الأكثر موهبة في السينما المصرية ما أغضب كثيرين من الأجيال السابقة.

هذه هي الحقيقة من وجهة نظري. الجيل الذي سيأتي لاحقاً سيكون أكثر موهبة منا، وهذه طبيعة الأمور، لأن كل جيل يتعلّم من الجيل الذي سبقه ويضيف إليه. يطاول هذا الواقع المجالات كافة مثل الطب والهندسة وغيرهما.

من هم أبرز مواهب هذا الجيل من وجهة نظرك؟

أذكر على سبيل المثال لا الحصر محمد سعد، فهو إحدى أهم المواهب التي ظهرت في مصر، إلا أنه لم يقدم سوى 5% من موهبته، ربما لأنه لا يعلم قدرها أو لأنه بذل مجهوداً كبيراً للوصول إلى النجاح الذي وصل إليه لذا يخشى المغامرة.المؤكد أنه يهدر طاقة إبداعية كبيرة، لذا عليه أن يسلّم نفسه لشركة توجّهه في المسار الصحيح.

ابتعدت عن المسرح على رغم أن بداياتك كانت مسرحية، لماذا؟

عُرضت عليّ في الفترة الأخيرة بطولة سبع مسرحيات، إلا أنني رفضتها على رغم عشقي للمسرح فإما أن أقدم مسرحاً حقيقياً أو لا. للأسف، لم يعد لدينا سوى أطلال مسرح.

ما الذي أوصل المسرح إلى هذا المستوى المتردي؟

يتعامل المسؤولون عن وزارة الثقافة في مصر مع المسرح على أنه مجرد خانة عليهم ملؤها فحسب، ثم المسرح هو جزء من حالة البلد العامة وليس غريباً بالتالي أن يصل إلى هذا المستوى.

بعد حصولك على الثانوية العامة التحقت بكلية التجارة بدل معهد التمثيل، هل ثمة ظروف فرضت عليك خيارك هذا؟

أؤمن بأن التمثيل موهبة ثم ممارسة وليس دراسة فحسب. كنت شغوفاً بدراسة الفنون الجميلة لتتكون لدي رؤية بصرية تساهم في إتقاني الإخراج، إلا أن والدي لم يرضَ بأن أنتقل إلى القاهرة خصوصاً أن سمعة الفن في تلك المرحلة كانت سيئة ومرتبطة بتعاطي المخدرات والزواج الفاشل وغيرهما من المشاكل، فقررت الالتحاق بكلية التجارة في جامعة المنصورة.

لماذا كلية التجارة بالذات?

لأنها كانت تضمّ أحسن فريق تمثيل على مستوى الجامعات، مع أنني كنت في قسم أدبي في الثانوية العامة وأكره الأرقام بشدة. شهد مسرح كلية التجارة بدايتي الحقيقية في الفن، إذ عملت في التمثيل والإخراج والديكور وإعداد النصوص، ما أكسبني خبرة واسعة أهّلتني الالتحاق بمسرح الفنان محمد صبحي في ما بعد، ثم اتجهت إلى القطاع العام وقدمت مسرحية «بكره» وقد اختارني من خلالها الفنان جلال الشرقاوي للمشاركة في إحدى مسرحياته.

أنت متزوّج من الفنانة ياسمين النجار، فهل الزواج من الوسط الفني يحدث نوعاً من التفاهم؟

اختياري لياسمين لم تكن له علاقة بالفن بل لأنها تتمتع بأخلاق عالية ناتجة من تربيتها في أسرة عريقة، وهي تحبني بشدة لدرجة أنني عندما خيّرتها بين الزواج وبين الفن اختارت الزواج والأسرة، وعندما تأكدت أنها تفضّل الأسرة والمنزل تركت لها حرية الاختيار.