بينما ينشغل العالم في حلّ مشاكله الكثيرة على ظهر الكرة الأرضية، تتجه أنظار التشيليين إلى باطنها، حيث يقبع 33 عاملاً في أحد المناجم منذ الخامس من أغسطس الماضي، على عمق 700 متر، بعد سقوط صخرة ضخمة سدت عليهم المنجم.وعلى الرغم من تمكن السلطات التشيلية من الاتصال بالعالقين والاطمئنان عليهم وإغاثتهم بالطعام والماء، فضلاً عن إمدادهم كذلك ببعض ألعاب التسلية من خلال فتحة في أعلى المنجم الغني بالذهب والنحاس، فإن الظروف القاسية التي يشهدها قعر المنجم، من ظلمة ورطوبة وحرارة تبلغ 35 درجة مئوية وقلة أوكسجين، تبعث على القلق بشأن حياتهم، بعد فشل محاولات رفعهم إلى سطح الأرض. وبالتالي، فقد لجأت السلطات التشيلية إلى طلب المساعدة الخارجية، فلبت نداءها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، التي وصل خبراء منها أمس الأول، للمساهمة في إخراج العمال العالقين تحت صحراء أتاكاما شمال تشيلي، على اعتبار أن "ناسا" لديها خبرة في ظروف الحياة خارج درجات حرارة ورطوبة وقوة الضغط الجوي على الكرة الأرضية.وقبل ذلك بساعات، كانت الحفارة الأسترالية الخاصة "ستراتا 950" بدأت حفر ثقب بعمق 15 متراً في الأرض، على أن يكمل رأس حفار جديد عملية الثقب بشكل أكبر مع ماكينة حفر أقوى، وكلاهما جديدان من ألمانيا. ومن المتوقع أن تسرّع هذه المعدات جهود الإنقاذ التي قد تستغرق من ثلاثة إلى أربعة أشهر. وعند توسيع فتحة الدخول بحيث تلائم حجم إنسان، ستظل عملية الإنقاذ بطيئة رغم ذلك.وقالت صحيفة "إل ميركوريو" إنه سيتم في بادئ الأمر إرسال ستة عمال إنقاذ في كبسولة لمساعدة عمال المنجم. وبعد ذلك سيستغرق الأمر من ثلاثة إلى خمسة أيام لسحب العمال إلى أعلى، كل على حدة، بخطى بطيئة من أجل السلامة. ووفقاً للخبراء الألمان فإنه من المقرر أن تنجَز عملية الحفر بمعدل سبعة إلى ثمانية أمتار في اليوم في منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في بلدة كوبيابو.ونفى وزير الصحة التشيلي خايمي مناليك أمس الأول، ما أشيع عن أن بعض العمال قد احتسوا كميات كبيرة من الكحول قبل محاصرتهم في المنجم. (سانتياغو - أ ف ب، د ب أ)
آخر الأخبار
عمال تشيليون يكافحون الموت في ظلمات الذهب والنحاس
02-09-2010