حققت الأسهم الإسلامية في يناير الماضي مكاسب جيدة، تمثلت في ارتفاع مؤشر المشورة للأسهم الإسلامية 4.3 في المئة، وكانت خسائر المؤشرين كبيرة نتيجة تراجع السوق خلال جلسته الأخيرة، بفعل أحداث مصر السياسية التي أطاحت بجميع مؤشرات الخليج.

ذكر تقرير صادر عن شركة المشورة والراية للاستشارات المالية الاسلامية أن الشهر الأول من هذا العام انتهى بمكاسب جيدة للأسهم الإسلامية، وقد أشار إلى ذلك مؤشر المشورة للأسهم الإسلامية الذي ربح 4.3 في المئة بعد إضافته 20 نقطة ليقفل على مستوى 477.77 نقطة، بينما تراجع مؤشرا السوق الوزني العام ومؤشر المشورة للأسهم المتوافقة مع الشريعة بنسبة 0.7 في المئة و0.8 في المئة على التوالي، حيث استقر الأول على مستوى 480.93، فاقدا 4 نقاط، بينما خسر مؤشر المشورة للأسهم وفق الشريعة 4 نقاط ليقفل على مستوى 566.88 نقطة.  وكانت خسائر المؤشرين نتيجة تراجع السوق خلال جلسته الأخيرة، التي شهدت تأثيرا كبيرا بفعل أحداث مصر السياسية، التي أطاحت بجميع مؤشرات الخليج خلال أولى جلسات الأسبوع الماضي.

Ad

وارتفع نشاط الشهر الماضي على مستوى الأسهم الإسلامية بنسبة 53 في المئة قياسا على شهر ديسمبر، متفوقا على مكاسب مؤشر المشورة للأسهم المتوافقة مع الشريعة التي سجلت نموا في نشاطها بنسبة 47.8 في المئة، وكذلك ارتفعت تداولات السوق الإجمالية بنسبة 35.5 في المئة، وكان التطور الأبرز في مستوى سيولة الأسهم الإسلامية التي ارتفعت بنسبة كبيرة جدا بلغت 77.6 في المئة، متفوقة بشكل واضح على نمو سيولة الأسهم المتوافقة مع الشريعة أو السوق العام، والتي جاءت ارتفاعاتها قياسا على شهر ديسمبر بنسبة 24.3 في المئة و11 في المئة، ويأتي هذا الارتفاع بدعم من نمو تداولات أسهم المصارف وسهم الافكو لتأجير الطائرات.

أخبار صفقة زين

وكانت أخبار صفقة زين هي اكبر العوامل المؤثرة التي جاءت محايدة وأبقت على التقديرات المستقبلية لانجاز الصفقة على حالها، والتي من المنتظر أن تستغرق وقتا أطول مما حدد من قبل أطراف الصفقة، وكان الترقب لإعلانات الشركات المدرجة بياناتها المالية السنوية مستمرا، غير انه لم ينجح سوى شركات محدودة جدا في الإفصاح عن بياناتها لعام 2010، وكان منها بنكان فقط جاءت نتائجهما حول التقديرات، وكان التطور الأكبر في العوامل المؤثرة على تداولات الشهر الماضي هو دخول دول عربية مرحلة جديدة من التغيرات السياسية بعد استقرار أوضاعها لعقود، انتقلت خلالها كثير من الأموال العربية للاستثمار فيها بناء على نظرة استقرار سياسي مستقبلي، غير أن ما حصل في مصر، وهي الدولة الأكثر تأثيرا على شقيقاتها العربيات، قد أثار الخوف على هذه الاستثمارات من جهة، كما أن له أثرا نفسيا بليغا على المتداولين من جهة أخرى، مما زاد من الحذر والقلق خلال آخر جلستين خصوصا جلسة الأحد التي فقد فيها السوق أكثر من 2 في المئة على مستوى المؤشر الوزني الكويتي.

وخطف المشهد السياسي العربي الأضواء من العوامل الاقتصادية المؤثرة على الأسواق العربية خلال نهاية يناير، وسوف يستمر خلال الأشهر القادمة، فالتغير كبير والاستقرار مفقود، ومن المقدر أن يستمر وقتا حتى تعود الأمور إلى الاستقرار والاطمئنان، فهي المرة الأولى ومنذ عقود التي تخرج خلالها الجماهير العربية مطالبة بتغييرات سياسية على خلفيات اقتصادية، إذن السيطرة القادمة للتطورات السياسية مع عمليات تماسك بين جلسة وأخرى قد تكون نتيجة ظهور أخبار اقتصادية محلية ايجابية تعيد اللون الأخضر إلى بعض المؤشرات على مستوى الأسواق المالية.