يسمي العرب القطعة التي يضعونها على رؤوسهم الوشاح، وفي مصر تسمى عمامة وفي الشام والعراق يطلق عليها البعض كوفية، أما عندنا في الخليج فتسمى شماغا إذا كانت حمراء اللون، وغترة إذا كانت بيضاء.

Ad

وفي الكويت يغلب لبس الحمراء في الشتاء، بينما تكون البيضاء سائدة على الرؤوس في الصيف، على الرغم من أن البعض يضع الشماغ في كل أوقات السنة، وكذلك من يحبون لبس الغترة.

ويفرح البعض بلبس الوشاح الأبيض بسبب طريقة لبسه التي تكون في احيان كثيرة اكثر مهابة... وجمالا، فضلا عن الإيحاء الذي يصدر منه، عن لابسه حيث يخفي بعض سنوات عمره التي لا يريد ان يظهرها للآخرين.

الا ان الغترة سهلة الاتساخ اذا ما تعرضت لأي عوامل خارجية، مثلا اذا لبسها مدير إدارة تملكه الغرور حتى اعتقد انه وليام وان زوجته كيت، تجد اطرافها دائما ما تكون وردية، والرائحة الفرنسية تفوح من مقدمتها! اما اذا كان هذا المدير منافقا و»مساح جوخ» ويتملق من هم اكبر منه فتجدها على الجانبين مبللة ومائلة الى السواد!

ولا يقتصر حب «البيضاء» على المديرين بل نافسهم في ذلك صغار الموظفين، واذا دخلت اي جهة حكومية فأول ما يسقط عليه ناظراك ما اعتقدت في البداية انها طيور النورس! وبعد اقترابك اكتشفت انها غتر ممسوحة بمادة النشاء لتكون نوعا ما يابسة... لزوم «السبعة»! التي تكون سببا في تأخير المعاملات، إذ ان الموظف، وطبعا دائما ما يكون محاطا بزملائه، يضطر الى الالتفاف بجسده من اجل مخاطبة واستلام المعاملة من المراجع... وتستغرق هذه العملية فترة ليست بالقصيرة لكي تظل الغترة كما كانت قبل الالتفافة! اما اذا كان الحديث بين الزملاء شيقا سواء كان رياضيا عن «البرشا» و»الريال» او عن ايهما أفضل «البروجيه» أو «الدنهل»... فلابد ان تتحلى بالصبر لأن صاحبنا يتمتع بتحريك الغترة يسارا ويمينا حتى يتعب ويتكاسل من العودة الى وضعه المقابل لشباك المراجعين الذي أصبح خلفه... وعاش الاصلاح والتقدم!