يجسد مؤتمر جدة مرحلة مهمة في تاريخ الكويت، وتعد اللحظة التي جدد فيها الحاكم والمحكوم نهج الدستور في تبادل المسؤوليات والواجبات بإطار تعاقدي رائع وجو تشاوري حجب عنه النور سنوات بمنزلة اعلان متكامل لوصول الإغاثة إلى بلد كثرت فيه "مسكنات" الدستور، الى ان اجتيحت اراضي الكويت الطاهرة لتنذر الجميع بان لا مخرج للشعوب الحيّة سوى الدستور والنظام الذي يحافظ على نسيج مجتمعي متماسك لا تجرحه عوامل تعرية ولا تكسره الريح.

Ad

وبينما تبقى ذكرى مؤتمر جدة خالدة وفيها من العبر ما يكفي لاستعادة لؤلؤة الخليج، ما زلنا نخشى رياح الطائفية والعنصرية ولا نقوى على مقاومة اي عامل تعرية يطل علينا في كل يوم، وننساق وراء دعوات فئوية تافهة ثم يعود بنا آخر بمطالبات رجعية لتغيير الدستور اثناء اجواء محتقنة.

ورغم ان جو الإحباط الذي يتسيد كل اطياف الشعب، يلوح في الأفق بريق من الأمل ونداء وطني علا صوته عاما بعد عام واثبت بسواعد شبابه انه مؤتمر سنوي جدير بالاحترام، ودعّناه العام الماضي برقم قياسي وحضور فاق حضور مؤتمر جدة، ونستقبله كل عام بمزيد من الفعاليات والخطابات الجادة والصريحة، التي تنطلق من أرضية لا تدع للمجاملة طريقا اليها، وتجعل المؤتمر من خلال الشخصيات المختارة بحذر ساحة إرادة تجبر المخطئ على التراجع وتدفع المحق الى مزيد من التقدم.

وقد لا يتفق الكل مع تطلعات المؤتمر السنوي لاتحاد طلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الاميركية، الا ان الجميع يقر بأن مدينة ميامي شهدت مؤتمرا وطنيا وطلابيا ضخما وراقيا، يحمل في كل فقراته المتنوعة روح مؤتمر جدة ولا تهزه ريح لاحقة. وانطلقت فعاليات مؤتمر اتحاد اميركا بحفل افتتاحي كبير في فندق حياة بميامي - فلوريدا، وبحضور طلابي متوقع ان يفوق الف طالب وطالبة، واعلن الاتحاد تسجيل اكثر من ١٠٠٠ طالب وطالبة للمشاركة في فعاليات المؤتمر وتحديدا التصويت في انتخابات الهيئة الادارية ووفد المؤتمر.

وكان لافتا الجو الاسري الذي اجتمع فيه الطلبة وبعض أهاليهم فضلا عن الرعاية الأبوية للمستشارين والملاحق الثقافية الذين حرصوا على الوجود مع ابنائهم الطلبة، في فندق حياة رجنسي الذي بات ومع انطلاق المؤتمر محافظة كويتية سابعة تجمع كل اطياف المجتمع الكويتي من طلبة وسواح كويتيين.