أصبحت كلمة كوليسترول كلمة مزعجة تثير كثيراً من المخاوف لارتباطها بالمشاكل الصحية والأمراض، خصوصاً أمراض القلب.

ما هو الكوليسترول (Cholesterol) ؟

Ad

الكوليسترول مادة تشبه الشمع بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة موجودة في الدم وجميع أنسجة الجسم. وهو عبارة عن مادة كيماوية تتكون من اتحاد مواد دهنية مع بروتينات. وتؤدي نسبة وجود كل من الدهون والبروتينات في مادة الكوليسترول دوراً مهماً في خصائصه ووظائفه وفوائده وأخطاره. وكلمة كوليسترول مصطلح يضم بروتينات عدة، لكن الشائع استخدامها كمرادف لإجمالي الكوليسترول (Total Cholesterol TC) أي يشمل جميع المشتقات. وثمة أربعة أنواع رئيسة من الدهون البروتينية المتكونة من الكوليسترول والبروتين وتسمى بمشتقات الكوليسترول، وتقسم بحسب كثافتها وثقلها الى ما يلي:

- كيلوميكرون (Chylomicrons).

- الدهون البروتينية ذات الكثافة المنخفضة جداً (Very Low Density Lipoproteins VLDL).

- الدهون البروتينية ذات الكثافة المنخفضة (Low Density Lipoproteins LDL).

- الدهون البروتينية ذات الكثافة المرتفعة (High Density Lipoproteins HDL).

أهم هذه الأنواع لصحة الجسم وسلامته نوعان هما:

1 - LDL ويسمى بالمشتق الضار أو السيئ لأنه ينقل الكوليسترول من مكان إنتاجه (الكبد) بواسطة الدم ليترسّب في الأنسجة، خصوصاً الشرايين ما يؤدي الى انسدادها وتصلبها. يمثل LDL 75في المئة من إجمالي الكوليسترول العام وهو يتكون من 22 في المئة بروتين و46 في المئة كوليسترول و22 في المئة من اللبيدات المفسفرة و10 في المئة التريغليسيريد (الجليسرات الثلاثية). وبما أن نسبة البروتين فيه منخفضة فكثافته منخفضة. وثمة كثير من الإثباتات على أن وجود LDL بنسب عالية يؤدي الى الإصابة بالأمراض القلبية.

2 - HDL ويسمى بالمشتق النافع أو المفيد لأنه ينقل الكوليسترول من الأنسجة المختلفة الى الكبد، ليتم التخلص منها مع الفضلات. ويمثل حوالى 25 في المئة من إجمالي الكوليسترول العام، وهو يتكون من 50 في المئة بروتين و20 في المئة - 25 في المئة لبيدات مفسفرة و5 في المئة تريغليسيريد و20 في المئة كوليسترول. وارتفاع نسبة البروتين في تكوينه يجعل هذا النوع عالي الكثافة. ويتفق العلماء والخبراء على أن وجود HDL بنسب عالية يقي من الإصابة بالأمراض القلبية.

معدله في الدم

معدل الكوليسترول الطبيعي يجب أن يتراوح بين 4 – 6,5 مليمول لكل لتر دم (أو ما يعادل 200 ملليغرام لكل ديسيلتر من الدم).

وقامت مجموعة من الباحثين الأوروبين بتحديد النسب التالية:

- أقل من 5,2 مليمول لكل لتر دم تعتبر مقبولة.

- ما بين 5,2 - 6,4 مليمول لكل لتر دم تعتبر مرتفعة.

- ما بين 6,4 – 7,8 مليمول لكل لتر دم تعتبر خطرة.

- أعلى من 7,8 مليمول لكل لتر دم تعتبر خطرة جداً.

فوائد

على رغم كل ما يثار من مخاوف حول مخاطره، إلا أن للكوليسترول فوائد كثيرة ووظائف متعددة. فهو مادة مهمة جداً للجسم، لذا لا تستطيع خلايا الجسم انتظار وصوله عن طريق الغذاء فيصنعه الجسم بنفسه.

ويمكن تلخيص وظائف الكوليسترول بالتالي:

- تكوين جدران خلايا الجسم والعمل دائماً على تقوية هذه الجدران وحمايتها.

- للكوليسترول دور مهم في تنشيط مناعة الجسم ضد الأمراض.

- يتواجد الكوليسترول بكميات كبيرة في خلايا المخ، ما يجعلها مخزناً للذاكرة والمعرفة.

- يدخل الكوليسترول في تركيب الغلاف المحيط بالأعصاب والذي يحافظ عليها وعلى الرسائل الكهربائية التي تنتقل اليها.

- الكوليسترول حجر الأساس لبناء الهرمونات التي تنتج في غدد جانب الكلى مثل الكورتيزول (Cortisol). كذلك يدخل في إنتاج الهرمون الذكوري التسترون (Testosterone). ونقص معدل الكوليسترول في الدم يؤدي الى نقص ملحوظ في إنتاج كثير من الهرمونات اللازمة للجسم.

- يدخل في تكوين الهرمونات الأستيرودية التي تنتج عن طريق أعضاء التناسل والغدد الكظرية.

- يدخل في تكوين أملاح الصفراء في الكبد والتي تستخدم في هضم الدهون.

- وجود الكوليسترول عامل مهم لإنتاج سائل المرارة اللازم لهضم الدهون.

- الكوليسترول مادة أساسية لإنتاج فيتامين D بالجسم، ومعروف الدور الذي يؤديه هذا الفيتامين لحماية الجسم من أمراض كثيرة، خصوصاً الإسقربوط

(Rickets).

وبما أن الجسم ينتج ما يحتاج إليه من الكوليسترول لأهميته بالنسبة إلى الوظائف الحيوية لتقوم بعملها، فإن إمداد الجسم بمزيد منه عن طريق تناول الطعام قد يؤدي إلى زيادة نسبة وجوده في الدم، ما يرهق الجسم ويعرضه للمشاكل الصحية.

نصائح

للحفاظ على نسبة الكوليسترول ضمن معدلها الطبيعي:

- التقليل من تناول الأطعمة المعروفة بغناها بالكوليسترول، مثل اللحوم والبيض ومنتجات الحليب كاملة الدسم.

- التقليل من تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالأسماك، خصوصاً التي تحتوي على الأوميغا 3 (Omega3) وهي من الدهون الحمضية التي تساعد على خفض معدل الجلسرات الثلاثية في الدم.

- التقليل من تناول الحلويات والكعك والمقليات.

- تناول الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان مثل نخالة دقيق الشوفان والبقوليات (فول – فاصوليا – بازلاء ) ونخالة الرز والشعير والفاكهة مثل الفراولة والتفاح لأنها تساعد على تقليل مستوي الكوليسترول في الدم.

- تناول منتجات الصويا لأنها تعمل على خفض معدل الكوليسترول العام والمشتق السيئ والجلسرات الثلاثية ورفع المشتق المفيد.

- تناول اللوز يعمل على تقليل مستوى الكوليسترول السيئ.

- إضافة زيت الزيتون للطعام لأنه يعمل على خفض مستوى الكوليسترول في الدم.

- تناول الأطعمة المضادة للأكسدة مثل فيتامين C و E التي تساعد على منع الكوليسترول من الحاق الضرر بجدران الشرايين.

- زيادة النشاط الرياضي والانتظام بممارسة الرياضة بمعل خمسة أيام أسبوعياً بما لا يقل عن نصف ساعة يومياً، لأن تأثير الرياضة واضح بزيادة المشتق الجيد (HDL) وتقليل المشتق السيئ (LDL).

- الامتناع عن التدخين لأنه يعمل على تدمير جدران الأوعية الدموية ويجعلها أكثر عرضة لتكوين كتل دهنية. كذلك يساعد التدخين على خفض نسبة HDL في الدم.

- الاحتفاظ بضغط دم معتدل، فضغط الدم المرتفع يدمر جدران الشرايين ويكون الجسم أكثر عرضة لتراكم الكتل الدهنية على جدران الشرايين.

- الوقاية من الإصابة بالنوع الثاني من سكر الدم الذي يظهر غالبا بعد سن الأربعين. وقد ينتج عن ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن ضيق في الشرايين.

- تجنب البدانة التي تؤدي الى زيادة الجلسرات الثلاثية وخفض HDL في الدم.

- إجراء تحليل للدم مرة كل سنة إبتداء من سن 35 سنة للكوليسترول العام ومشتقيه الجيد والسيئ.

- تفادي تعاطي أدوية الكوليسترول بقدر الإمكان إلا في حالة الضرورة القصوى لما لهذه الأدوية من آثار جانبية سيئة.

- الابتعاد عن الضغوط النفسية لأنها على المدى الطويل تسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول السيئ.

Prof-aljarida@hotmail.com