استغلّ الملا عمر مناسبة انتهاء شهر رمضان ليتوجّه إلى الشعب الأفغاني ليدعوه إلى الانضمام إلى حركة «طالبان» التي يتزعمها، زاعماً أن قوات حلف شمال الأطلسي تخسر الحرب في أفغانستان ومصيرها الفشل الكامل.

أعلن زعيم حركة «طالبان» الملا عمر أن الغرب يخسر الحرب في أفغانستان، ودعا الأفغان إلى طرد «الغزاة الكفار».

Ad

وقال الملا عمر الذي يُعتقد أنه يختبئ في باكستان، في رسالة أصدرها أمس الأول، بمناسبة انتهاء شهر رمضان إن الخبراء الاستراتيجيين الذين يقفون وراء الحرب في أفغانستان المستمرة منذ تسع سنوات أدركوا أنهم يواجهون «فشلاً كاملاً».

وبحسب موقع «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية، أعلن الملا عمر عشية عيد الفطر «أن انتصار الأمة الإسلامية على الغزاة الكفرة بات وشيكاً الآن». وأضاف «أن هؤلاء الخبراء العسكريين الذين وضعوا استراتيجيات غزو أفغانستان أو الذين يسعون حالياً إلى وضع استراتيجيات أخرى، يقرون بأنفسهم أن استراتيجياتهم فاشلة».

وفي هذه الرسالة التي نشرت بالانكليزية ولغة الباشتون على منتديات جهادية والتي تعذر التأكد من صحتها، توجه الملا عمر إلى المواطنين الأميركيين. وقال: «ينبغي أن تدركوا أن قادتكم لايزالون يروون لكم أكاذيب منذ بداية العدوان على أفغانستان حتى اليوم. لقد بددوا مليارات الدولارات من ضرائبكم ويواصلون تبديدها».

وحذر الملا عمر قائلاً: «أنتم محكومون بأن تعيشوا أزمة اقتصادية أخرى» في حال مواصلة الحرب، وحضّ حلفاء الأميركيين من جهة أخرى «على سحب قواتهم من افغانستان في أسرع وقت».

وشجع أخيراً الجنود الأفغان على الانشقاق والانضمام إلى صفوف المتمردين.

والملا عمر الفار منذ 2001 والذي لا توجد صور كثيرة له، هو زعيم «طالبان» الأفغانية التي تولّت الحكم في أفغانستان منذ عام 1996 إلى نهاية 2001 عبر تطبيق الشريعة الإسلامية الأكثر تشدداً.

غارات أميركية

ميدانياً، قُتل ما لا يقل عن ستة متمردين فجر أمس، في غارة شنتها طائرة بدون طيار على شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الافغانية، بحسب ما أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون.

وقال مسؤول امني باكستاني من بيشاور (شمال غرب) أن «طائرتين اميركيتين بدون طيّار اطلقتا ثلاثة صواريخ. علمنا أن ستة متمردين قد قُتلوا».

واستهدف القصف منطقة في ضاحية ميرانشاه، كبرى مدن اقليم وزيرستان الشمالية.

وكان قُتل امس الأول، ما لا يقل عن 18 متمرداً بغارات صاروخية شنّتها طائرات أميركية بدون طيّار على نفس المنطقة القبلية في إقليم وزيرستان الشمالية الذي يعتبر معقلا لحركة «طالبان» الباكستانية المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» الذي يقوده أسامة بن لادن ومع «طالبان» أفغانستان.

كذلك،  قُتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح العشرات بانفجار وقع أمس، في وسط منطقة كرّام القبلية شمال غرب باكستان.

وذكرت محطة «جيو» الباكستانية أن عبوة ناسفة فُجّرت عن بُعد بحافلة ركاب صغيرة على طريق بلوزيني وسط كرّام القريبة من الحدود الأفغانية ما أدى إلى تدمير الحافلة.

وأدى الانفجار إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح عدد آخر نُقلوا إلى المستشفيات.

وفي منطقة كويتّا قُتل 12 شخصاً وجُرح عدد آخر في انقلاب حافلة ركاب صباح أمس، أيضاً.

الإفراج عن صحافي

في غضون ذلك، أفرجت مجموعة من المتمردين الإسلاميين عن الصحافي البريطاني أسد قرشي الذي كانت تحتجزه رهينة منذ مارس الماضي في شمال غرب باكستان مع عميل استخبارات باكستاني سابق أُعدم في أبريل بحسب ما أعلنت السفارة البريطانية.

وأعلن المتحدث باسم السفارة البريطانية في إسلام آباد جورج شريف: «لقد أُطلق سراح أسد قرشي وهناك فريق تابع لقنصليتنا يقوم بمساعدته في الوقت الحالي»، من دون أي يعطي تفاصيل أخرى.

وأفادت عائلة الصحافي بأن أسد قرشي خطف مع خالد خواجه المسؤول السابق في الاستخبارات الباكستانية وعقيد متقاعد من الجيش الباكستاني قريب من المتمردين الإسلاميين، في مارس بينما كانوا يريدون تصوير شريط وثائقي في ولاية وزيرستان الشمالية معقل حركة «طالبان» باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة وبـ»طالبان» افغانستان.

وأعلنت مجموعة إسلامية متمردة مجهولة تدعى «النمور الآسيوية» مسؤوليتها عن عملية الخطف.

(كابول ــ أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)