أكدت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام أنها من عشاق صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأنها تداوم على مطالعة سيرتهم والتعلم من مواقفهم، وكلما تقرأ القرآن الكريم تستوقفها سورة «عبس» فتقف كثيراً عند الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم الذي نزلت فيه هذه السورة الكريمة، وذلك عندما جاء إلى النبي يسأله مسألة، وبسبب انشغاله (صلى الله عليه وسلم) بسادة قريش أعرض عنه، فأنزل الله سبحانه وتعالى سورة عبس معاتبا رسوله الكريم، قال تعالى: «عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى» عبس 1:3 إلى آخر الآيات، وذهب عبدالله بن أم مكتوم حزينا من إعراض الرسول الكريم عنه وعن مسألته، وجاءت هذه الآيات لتوضيح مكانة هذا الصحابي الجليل عند الله عزَ وجل، كما أن دلالتها أيضا لتبين نظرة الإسلام العظيمة للإنسان المعوق، فلا فرق بين مبصر وغير مبصر، كما لا فرق بين أسود وأبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) كلما رأى سيدنا عبد الله بن أم مكتوم قال له «تعال يا من عاتبني فيه ربي».

وأضافت أنها تعتبر إصرار ابن مكتوم على التغلب على إعاقته وطلب العلم مثالاً يجب أن يحتذي ويقتدي به كل مسلم ابتلاه الله عز وجل بالإعاقة، ولذلك فإنها تحرص على تذكير المعاقين دائماً عندما تقابل أحداً منهم ويكون غاضباً من إعاقته على أن تقص عليه قصة هذا الصحابي الذي سعى إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) طلبا للعلم والتفقه في الدين، حيث رفع صوته إلى رسول الله قائلا: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، ولم يبال الرجل بسادة قريش الذين أقبلوا يتجادلون مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فوصفته الآيات الكريمة بأنه جاء راغبا في التزكي والتذكر، ووصفته بالسعي إلى العلم والخشية من الله تعالى، فهذه جميعا صفات الإنسان المؤمن.

وأوضحت أنه بعد وفاة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يركن ابن أم مكتوم للبقاء والجلوس في المدينة ولكنه كان يخرج ويشارك في كثير من الغزوات، أسرع للمشاركة في معركة القادسية، تلك المعركة الحاسمة التي قادها سعد بن أبي وقاص بين المسلمين وأعداء الإسلام، فقد استشهد فيها كثير من المسلمين ولولا إيمان الرجال وعزمهم لانسحب المسلمون من هذه المعركة، ويسرع عبد الله بن أم مكتوم متكئا على ذراع أحد المسلمين ويقف فوق مكان عال مناديا بأعلى صوته، يقول: ادفعوا إليَ اللواء... إني أعمى لا أستطيع الفرار... وأقيموني بين الصفين، ويحاول المسلمون أن يثنوه عن عزمه وهو يصيح ويطالب باللواء ويقاتل ابن أم مكتوم مسترشدا ومستضيئا بنور بصيرته حتى نال الشهادة في معركة القادسية.

Ad