تعد صناعة الحديد الصلب عماد معظم الصناعات الاخرى إن لم يكن كلها، إذ تدخل هذه الصناعة في مختلف الصناعات، وتقوم هذه الصناعة الأم على عنصرين أساسيين الطاقة والخام.

تعتبر صناعة الصلب في اية دولة مؤشرا قويا على تقدم هذه الدولة التي ربما يكون لها فاتحة خير لقيام صناعات اخرى ثقيلة وخفيفة.

Ad

وتمتاز الموارد المالية لدى دولة الكويت بأنها قوية جدا في ظل توافر فائض مالي يتيح لها إقامة صناعات تكون الاساس لانطلاقة صناعية اسوة ببقية الدول التي ليس بها نفط، والتي نهضت نهضة فاقت الكثير من الدول التي اعتمدت على النفط كمورد دخل يتيم.

وتعد صناعة الحديد الصلب كما يطلقون عليها الصناعة الام، عماد معظم الصناعات الاخرى ان لم يكن كلها إذ تدخل هذه الصناعة في مختلف الصناعات، وتقوم هذه الصناعة الام على عنصرين اساسيين الطاقة والخام. وفي الوقت الذي ستبقى فيه الطاقة العنصر الاساسي لهذه الصناعة العملاقة، تغير وضع الخام لينافسه تراكمات وبقايا ونفايات انتاج المعادن على مدى اعوام طويلة. وهو ما يطلق عليه في الاسواق مصطلح السكراب من بقايا المعادن المستخدمة. والتي يتراكم منها كل عام كميات كبيرة في الاسواق العالمية تقدر بملايين الاطنان.

واصبحت الان بعد معالجتها واعادة صهرها وسبكها مصدرا اساسيا في صناعة الصلب يفوق بكثير اهمية خام الحديد وذلك لما يوفره من نفقات ومراحل التعامل مع الخام، وهذان العنصران متوفران وبكميات هائلة في دول الخليج وعلى وجه الخصوص في دولة الكويت والتي تمتلك 14 في المئة من الاحتياطي العالمي للغاز، والسكراب الذي تتراكم منه كميات كبيرة من بقايا الآلات والسيارات والمعدات والاجهزة ومخلفات عديدة اخرى داخل دولة الكويت وحسب الاحصاءات الرسمية في الاعوام العشرة الماضية ارتفعت صادرات الكويت من السكراب عام 1996 الى اكثر من 218 ألف طن، وفي عام 1997 بلغت صادراتها 265 الف طن بينما بلغت في عام 1998 حوالي 340 الف طن، وتشير هذه البيانات بوضوح الى كميات السكراب الذي يخرج من الكويت.

أهمية المشروع

تنبع اهمية مشروع حديد الصلب لأنه من المشاريع النادرة في دول الخليج والهامة بالنسبة للاقتصاد الخليجي، حيث تقوم هذه الصناعة على تدوير السكراب واعادة تصنيعه، حيث توجد فروق كبيرة بين استيراد الحديد المصنع من الخارج، وتدوير السكراب الذي يختصر مراحل عديدة في انتاج الحديد باعتماده على حديد موجود وليس خاما ولا يحتاج سوى عمليات الصهر والتشكيل النهائية مما يقلل بشكل كبير من تكاليف الانتاج، حيث ان لدى الكويت كميات هائلة من السكراب لان استخدامات الحديد فيها يشوبه شكل كبير من الهدر والاهمال، وموقع دولة الكويت في منطقة الخليج وقربها من الاسواق العربية يجعلها مركز جذب كبيرا ودائما للخردة والسكراب، وان تدوير السكراب يحتاج الى مصادر طاقة اقل من تصنيع الخام وتحافظ على البيئة، حيث تخلو صناعة الحديد (الصلب) المعتمدة على تدوير (السكراب) بشكل كبير من التلوثات الناتجة عن صناعة الحديد المعتمدة على تصنيع الخام ويعود ذلك ككل على دعم الاقتصاد القومي. اما بالنسبة للعنصر الثاني الطاقة فهي متوافرة في دولة الكويت وبكميات كبيرة سواء الغاز او النفط.

أهداف المشروع

 تبين الدراسات ان مشروع مصنع الصلب يهدف الى:

- انتاج الحديد الصلب حديد التسليح والواح الحديد من الحديد السكراب.

- التقليل من حجم الفجوة السوقية على الحديد وتقليل الاعتماد على الواردات.

- خلق فرص استثمارية جديدة وذات مردود جيد.

- تحقيق عائد جيد لصاحب المشروع.

- تشغيل الايدي العاملة، وتحسين من مستواه الاقتصادي والاجتماعي.

و المشروع هو عبارة عن انشاء مصنع لانتاج الحديد الصلب من السكراب باستخدام اخر ما توصلت اليه تكنولوجيا تقطيع وصهر وتشكيل منتجات الحديد الخام، حيث سيقوم المصنع المقترح بانتاج الحديد الصلب بمقاسات مختلفة مثل حديد التسليح والقضبان والواح الحديد وغيرها.

وحول واقع التصنيع في الكويت فإن الدراسات الرسمية تؤكد ان هناك مجموعة من القيود التي تحد من حرية الاقتصاد الكويتي وطرق تنميته. ومن اهم تلك القيود ضيق السوق المحلي، ومحدودية الموارد البشرية نوعية وكمية، في مقابل ذلك تتوافر مزايا طبيعية تتمثل في الوفرة النسبية للنفط والموقع الجغرافي للنشاط التجاري والخدمات البحرية. ومن الامور الاقتصادية المهمة في هذا المجال نحو تحقيق تكامل اقتصادي محلي لسلسلة من الطاقة المتاحة وبخاصة الموارد النفطية، وعدم التركيز السلعي في القطاع الاول (النفط) نحو تحقيق قاعدة صناعية قوية للحديد (الصلب) وايضا نحو تحقيق تكامل خليجي عربي للتغلب على مشكلة ضيق السوق الكويتي.

 وفي قراءة للوضع الحالي للصناعة في الكويت فقد بينت الدراسات الرسمية انه كان لارتفاع اسعار الحديد خلال الاشهر الماضية بواقع 60 في المئة تأثير مباشر على حركة البناء والانشاءات في الكويت وارباك العديد من ملاك الفلل والمباني السكنية مما دفعهم الى ايقاف اعمال البناء مؤقتا، ومن المتوقع بقاء اسعار الحديد مرتفعة لفترة طويلة وتقوم الحكومة بتقديم مجموعة من حوافز الاستثمار الصناعي تتمثل في انشاء المناطق الصناعية والدعم المالي، والمساعدة الفنية في مراحل ما قبل الاستثمار والاعفاءات الجمركية والضريبية وتشجيع الصادرات الصناعية والحماية الجمركية وتفضيل المنتجات الوطنية في مشتريات الحكومة وتوفير التدريب والتعليم التطبيقي.

خدمات المشروع وتصنيفها

يقدم المشروع خدمات هامة على مستوى الاقتصاد القومي فهو يساهم في تزويد السوق المحلي بمنتجات الحديد (التسليح وشبكات المسبيات والواح الحديد ومبسطات الحديد) التي تدخل في مختلف انواع الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات من منتجات الحديد للحد من حجم الفجوة السوقية وخلق وتوفير فرص عمل مما يساهم في خفض نسبة البطالة.

تتم صناعة الحديد على مستوى محدود في الكويت، وتتم تغطية جزء من حاجة السوق المحلي عن طريق الكميات المنتجة محليا.

  الاستيراد

تزايد الكميات التي تم استيرادها من الحديد المصنع (حديد التسليح والواح الحديد الصاج والزوايا الجديدة والمبسطات) وهو ما يحتم زيادة الانتاج من خلال موافقة الجهات الرسمية كالهيئة العامة للصناعة على تخصيص اراض لإقامة هذه الصناعة الهامة على مستوى الدولة والافراد وذلك لسد الفجوة الحاصلة في الطلب على منتجات الحديد بدولة الكويت وتقليل من حجم الواردات.