مصممة كويتية في مقتبل العمر أثبتت، في مرحلة قصيرة، حضورها في عالم تصميم الأزياء، وأضحت مقصد المرأة الخليجية التي تبحث عن التميز والرقي سواء في الكويت أو خارجها. «الجريدة» التقت منى الكندري وحاورتها حول مشروعها الخاص «بوتيك الغرشوب».

كيف راودتك فكرة «بوتيك الغرشوب»؟

Ad

عندما خططت لتأسيس مشروعي الخاص ارتأيت أن يكون على صلة بمجال تصميم الأزياء الذي أعشقه، وكنت بدأت التأسيس له منذ سنوات من خلال تصميم «مراييل» المدرسة الخاصة بالفتيات، آنذاك لم يكن لدي محل أو حتى موظفين، فتعاملت مع مشاغل الخياطة لتنفيذ تصاميمي واستمرت هذه المرحلة حوالى خمس سنوات. في المناسبة، أشير إلى أن خوضي مجال تصميم «المراييل» جاء بمحض الصدفة ولم أخطّط له وشكّل نقطة انطلاق لي في عالم تصميم الأزياء.

كيف طوّرت أسلوب عملك؟

بعد اكتسابي خبرة في مجال التصميم، افتتحت متجراً خاصاً للعباءات، وبعد فترة بدأت تصميم الدراعات فلاقت إقبالاً ما شجّعني على المضي قدماً بمشروعي.

اتجهت إلى تصميم العباءات والدراعات تحديداً، لماذا؟

لأنها زاخرة بتفاصيل تعطي مجالاً واسعاً للإبداع والابتكار، ناهيك عن ارتفاع ثمنها بشكل مبالغ فيه في المتاجر، لذا قررنا شقيقتي بدرية وأنا افتتاح محل خاص بنا تكون أسعاره معقولة وتناسب النساء من الطبقات الاجتماعية المختلفة.

عندما انطلقت في المشروع، هل كنت ملمّة بالخياطة وإدارة الأعمال؟

لا، قد يستغرب البعض ذلك، لكني بعد سنوات من الخبرة صقلت موهبتي وثقفت نفسي ببذل مجهود مضاعف لأطلع على تفاصيل الخياطة، ما زلت لا أمارسها لكني ملمّة بها لتسهيل عقبات قد تواجهني في عملي.

تمتاز تصاميمك بخاصية انفردت بها، ما هو مصدر إلهامك؟

منذ الطفولة أعشق الدمى «الفكتورية»، وجذبتني الفساتين التي ترتديها. مع الوقت اتجهت، لا شعورياً، إلى التصميم الفكتوري الذي طورته وأضفت إليه خطوطاً من خيالي ووظّفته في الدراعات التي تحمل، بدورها، بصمة خليجية تناسب هوية المرأة الكويتية والخليجية على حد سواء.

هل نفهم من كلامك أنك لا تطلعين على الموضة أو على تصاميم المصممين الآخرين؟

صحيح، لأن المصمم يتأثر بتصاميم غيره حتى لو لم يقصد الاقتباس أو التأثر، لذا أفضل أن يكون لي عالمي وبصمتي الخاصين.

ما الأصداء التي تتلقّينها على تصاميمك؟

تُجمع الأصداء سواء من الكويت أو غيرها من دول الخليج على أن تصاميمي مختلفة ولا تشبه غيرها، فبمجرد أن ترى الزبونة قطعة على الإنترنت أو في المجلات، تعلم أنها من تصميم منى الكندري وهذا بالفعل ما كنت أتمناه وأطمح إليه.

تركّزين في تصاميمك على الدراعات، لماذا؟

لأن مفهومها اختلف عما كانت عليه سابقاً، فلم تعد تقتصر على مناسبات أو مواسم معينة بل أصبحت موضة وبات ارتداؤها مألوفاً، يعود الفضل في ذلك إلى التطوير الذي طرأ عليها لتصبح ملائمة للارتداء اليومي، لذا اكتسبت تصاميمي سمة الشمولية.

وماذا عن أزياء المرأة الحامل والمواليد الجدد؟

راهناً، أنا بصدد استحداث قسم خاص بالمواليد والأمهات بدرجات

الـ «أوف وايت».

يمتاز «بوتيك الغرشوب» بديكورات خلابة، هل هي من تصميمك أيضاً؟

بالطبع بالتعاون مع شقيقتي، كذلك صمّمنا ديكور المشغل الخاص بي الذي افتتحته أخيراً في مجمع «غاليريا 2000»، وجاء امتداداً لمجموعتي التي تحمل الطابع الفكتوري.

أن نجد فتاة كويتية في سنك ذائعة الصيت، هو تحدّ بحدّ ذاته، كيف تقيمين هذه التجربة؟

هي نتيجة جهد وتعب ومثابرة امتدت لأعوام، لم يأتِ نجاحي بمحض الصدفة ولا على طبق من فضة، أعترف بأنه عمل شاق وصعب، لكن لكل مجتهد نصيب وأنا فخورة كوني مصممة كويتية أثبت نجاحي في الكويت والخليج.

هل للإعلام دور في انتشار تصاميمك خليجياً؟

بالتأكيد، كان للقاءات التلفزيونية الدور الأبرز، إضافة إلى المنتديات المنتشرة على شبكة الإنترنت التي ساهمت في نشر تصاميمي في دول الخليج، كذلك المسلسلات التي تُعرض في شهر رمضان لما لها من دور فاعل في انتشار المصممين، وقد سنحت لي الفرصة لعرض مجموعتي الأخيرة في مسلسل «الثمن» (سيُعرض على شاشة رمضان المقبل) بطولة الفنانة لمياء طارق.

هل يزعجك التقليد؟

بالطبع، إنما أنظر إلى الجانب المشرق منه وهو أن التقليد يؤكد تميزي، لذا أنا راضية وفخورة بتصاميمي ومرتاحة لأنه يستحيل تقليدها مئة بالمئة، نظراً إلى طغيان العمل اليدوي عليها.

حدّثينا عن تصاميمك لهذا الموسم.

ليست لدي تصاميم لموسم معين، أعتمد على هاجسي الداخلي فحسب.

ما نوعية الأقمشة التي تستعملينها في تصاميمك؟

الجاكار، التفتا، الشانتون، إضافة إلى الدانتيل والتول والمشغولات اليدوية.

إلى أي مدى الأكسسوار مهم في تصميم الدراعة؟

يعود ذلك إلى التصميم بحد ذاته، قد لا يكون ضرورياً في قطع معينة وقد يساهم في إبراز التصميم بشكل واضح في قطع أخرى.

سادت أخيراً موضة الدراعة القصيرة على خلاف ما كانت عليه سابقاً، ما السبب برأيك؟

بما أن كل شيء قابل للتطوّر، استوجب تطوّر هذا الزي المحبّب محلياً وأصبح خليطاً بين الدراعات والفساتين التي تحمل الروح الخليجية المطعّمة بالحداثة. شخصياً، أفضّل الدراعة القصيرة.

برأيك، هل تثق النساء بالمصمّمة الكويتية؟

ثمة فئة كبيرة من النساء لا تثق بالمصممات الكويتيات، نظراً إلى الأسعار المبالغ فيها التي يفرضنها، وهذا ما لمسته في المنتديات النسائية على شبكة الإنترنت.

كيف تقيّمين ذوق المرأة الكويتية؟

المرأة الكويتية ذوقها صعب، فهي دائمة البحث عن القطعة المميزة والفريدة، ما يشكّل عائقاً بالنسبة إلي لأنني صريحة إلى أبعد الحدود مع زبوناتي ولا أمانع من تكرار القطعة في حال كانت مميزة.

ما الذي أضافه إليك «بوتيك الغرشوب» على الصعيد الشخصي؟

سمح لي باكتشاف موهبة كامنة في داخلي منذ سنوات وهو متنفّسي الوحيد من ضغوط الحياة، فقد بدأت أشعر بمتعة أكبر يوماً بعد يوم.

كيف تقيّمين أداء المرأة الكويتية في ميادين العمل المختلفة؟

المرأة الكويتية طموحة ولديها إصرار على تحقيق النجاح حتى لو لم تجد من يدعمها لتحقيقه.

لكل من يودّ أن يكون لديه مشروع خاص به، ما النصيحة التي توجهينها إليه؟

تحديد أهدافه ومن ثم العمل على تحقيقها خطوة خطوة وعدم اليأس أو الخوف من الفشل. العمل هو سلسلة من النجاحات والكبوات وصولاً إلى تحقيق الأهداف.