سنوات طويلة ظل تنظيم «القاعدة» لغزا محيرا، ليس فقط لدول العالم التي أذهلتها جرأة هذا التنظيم وقدرته على توجيه ضربات موجعة في أكثر من عاصمة كبرى، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، ولكن ظل «القاعدة» لغزا يستعصي على الفهم لكثير من الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات، بفضل التنظيم المعقد لهذا التنظيم، وانتشار خلاياه على رقعة جغرافية ممتدة، لذا فإن سقوط أحد قيادات التنظيم يمثل «كنزا معلوماتيا» للأجهزة الأمنية التي تسعى إلى حل شفرة «القاعدة» واختراق هذا التنظيم العنيد.

Ad

ومثّل سقوط القيادي البارز بتنظيم «القاعدة» في اليمن إبراهيم محمد صالح البناء (54 عاما) انتصارا كبيرا لأجهزة الأمن اليمنية، ليس فقط لوصفه واحدا من أهم قيادات التنظيم، ولكن لأنه شغل العديد من المناصب القيادية في الجماعة، منها رئاسة وحدة الاستخبارات في التنظيم، ورئاسة تنظيم «القاعدة» في اليمن عدة سنوات، فضلا عن كونه مسؤول التدريب وإعداد المقاتلين الجدد وتوزيعهم على خلايا التنظيم في اليمن وأفغانستان وباكستان والسعودية وغيرها من دول المنطقة.

وكان البناء المسؤول عن تدريب عبدالمنعم البدوي الذي أصبح في ما بعد أبوأيوب المصري زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق، الذي يعتقد أنه لقي حتفه في أبريل الماضي، وكان البناء هو من رشحه لتولي هذا المنصب البارز بحكم قربه من الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري.

وإبراهيم البناء حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، وأسرته مقيمة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية بدلتا النيل، وسافر إلى اليمن عام 1993 للعمل مدرسا هناك، بعد تعقب أجهزة الأمن المصرية له على خلفية اتهامه في الإعداد لاغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق د. عاطف صدقي.

وتنفرد «الجريدة» على مدى حلقتين بنشر نص التحقيقات مع إبراهيم البناء والتي أجرتها سلطات الأمن اليمنية، وأرسلت نسخة منها إلى نظيرتها المصرية بناء على طلب الأخيرة، والتي يكشف فيها الكثير من الأسرار حول تنظيم «القاعدة» باليمن، وتأسيس التنظيم بالجزيرة العربية، وطرق تهريب الأسلحة من السودان وتوجيهها إلى باكستان وأفغانستان.

وتقول محاضر استجواب البناء التي حصلت «الجريدة» على نسخة منها إن قوات الشرطة اليمنية قد تمكنت من القبض على المتهم إبراهيم محمد صالح البناء (54 عاما) وتم أخذ أقواله بعد إثبات الاسم والعمر ومحل الإقامة وإثبات جميع البيانات على النحو التالي:

• متى وكيف دخلت الأراضي اليمنية؟

- حضرت إلى اليمن آواخر عام 1993 هربا من ملاحقة الشرطة المصرية لأعضاء تنظيم «الجهاد» و«طلائع الفتح» الذي تم تأسيسه عام 1992، بعد أن بدأ التنظيم في تنفيذ هجمات انتقامية ضد النظام المصري، أشدها كان تنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي، فقمنا بتحرير أوراق مزورة واستخدمناها في دخول الأراضي اليمنية، وأقمنا في صنعاء في منطقة بير عبيدو.

• ومن الذي حرر الأوراق المزيفة التي استخدمتموها في دخول اليمن؟

- أنا الذي قام بتزييف الأوراق والمستندات وجوازات السفر إذ قمت بتغيير بيانات جوازات السفر الحقيقية الخاصة بنا، وساعدني في هذا الأمر أحمد النجار عضو التنظيم ورفيقي في السفر إلى اليمن.

• ومن كان في استقبالكم في صنعاء؟

- كان في استقبالنا محمود الديب ومحمد الظواهري، وقام بتوفير سكن لنا في منطقة بير عبيدو ومنطقة السواد، ووجدت هناك مجموعة من شباب التنظيم، وكان محمد هو المسؤول الأول عن جمع شباب التنظيم وتوفير الإعاشة لهم بمساعدة عدد من المصريين المقيمين منذ زمن بعيد في اليمن.

• وماذا فعلتم بعد ذلك بالتفصيل؟

- استمرت الحالة على ما هي عليه، وفي منتصف عام 1994 انتقلنا إلى محافظة عمران، وهناك استأجرنا مزرعة كبيرة، وعملنا بها وكنا نعيش من موردها ونسدد إيجارها، وكانت ملتقى لشباب التنظيم، وكان محمود الديب هو قائد التنظيم وتولى عبد العزيز الجمل «4» مسؤولية التدريب العسكري لأعضاء التنظيم، ثم القائد العسكري العام، وتوليت أنا مسؤولية الدعوة والتثقيف وتحرير الوثائق والأوراق الرسمية، وبدأنا في إعادة تنظيم الجماعة من الداخل، وفي آواخر عام 1994 جاء الدكتور أيمن الظواهري إلى اليمن وتولى قيادة التنظيم.

• متى جاء أيمن الظواهري إلى اليمن؟

- جاء أواخر عام 1994 تقريبا واستمر حتى أواخر عام 1995 ثم سافر إلى باكستان بعد أن ولى أحمد النجار مسؤولية قيادة التنظيم، وقام بتنفيذ عملية تفجير السفارة المصرية في إسلام أباد، كما أنه خطط لتنفيذ عملية استهداف الفوج السياحي الأميركي في خان الخليلي في القاهرة في نفس الوقت.

• من الذين سافروا مع أيمن الظواهري إلى باكستان؟ ومن الذين سافروا إلى القاهرة لتنفيذ عملية خان الخليلي؟

- عملية خان الخليلي نفذها أخوة من الذين ظلوا في مصر وعاونهم مجموعة من الذين فروا إلى السودان ولا أعرف تحديدا أسماءهم، أما باكستان فقد سافر إليها أيمن الظواهري وعبد العزيز الجمل وخالد بكر ويوسف محمدين وإبراهيم كريم وحسن عبادي وخليل نور الدين.

• ومن تولى قيادة التنظيم في اليمن بعد رحيل أيمن الظواهري؟

- كما ذكرت منذ قليل أيمن الظواهري سافر إلى باكستان بعد أن ولى أحمد السيد النجار مسؤولية قيادة التنظيم، وكانت مهمتنا استقبال المصريين القادمين من القاهرة وتدريبهم وإرسالهم إلى حيث يخطرنا الدكتور أيمن الظواهري، ثم أضيفت لنا مهمة جمع السلاح وتوريده إلى شباب الجماعة في كل مكان.

• منذ متى وأنتم تجمعون السلاح؟

- منذ عام 1998 ونحن نتعامل مع تجار سودانيين ويمنيين، ثم اتجهنا بشكل كامل إلى السودان ومازلنا حتى يوم القبض علينا نشتري السلاح من السودان.

• وكيف كنتم تدخلونها إلى البلاد؟

- كنت أنا المسؤول عن ذلك، وكنت في بادئ الأمر أسافر بنفسي إلى السودان، وكنت أتعامل مع شيخ يدعى درديري، وكان شيخ قبيلة كبيرة في دارفور، وكان هو الذي يتولى عملية بيع السلاح لنا، وبعد حوالي عام واحد أصبح يرسل لنا السلاح في اليمن، وكنا نتحرك عن طريق مراكب الصيد، وحتى يوم القبض علينا كان الشيخ درديري يرسل لنا السلاح عن طريق مراكب الصيد وكانت تصلنا إلى المزرعة عن طريق رجاله.

• ومن أين كنتم تحصلون على أموال السلاح؟

- عندما كنا نتبع تنظيم «الجهاد» ثم تنظيم الحفاظ على المقدسات بقيادة أيمن الظواهري كان المسؤول عن توريد أموال السلاح لنا هو الظواهري نفسه، لكن بعد الاندماج في تنظيم «القاعدة» أصبح زعيم التنظيم المجاهد أسامة بن لادن هو المسؤول عن توريد الأموال لنا، ثم عاد الأمر من جديد ليتولاه الظواهري مرة أخرى.

• وما نوعية السلاح الذي كنتم تشترونه؟

- جميع أنواع السلاح الخفيف وقاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والألغام.

• إلى أين كنتم تحملونها؟

- إلى قيادة التنظيم في باكستان ثم أفغانستان بعد ذلك.

• وكم شحنة وصلت إليكم؟

- آلاف الشحنات، وصعب جدا أن أتذكر العدد تحديدا.

• ومن تولى تدريب الوافدين إلى الجماعة؟

- أنا من تولى تدريب الوافدين، ثم اخترت من بين الموجودين الذين دربتهم عبد المنعم البدوي ليتولى هو تدريب الوافدين، ثم قمنا بتأسيس جناح مخابرات، ودربناه على أعمال التجسس والتخفي بناء على تعليمات من أيمن الظواهري، واستطاع عبد المنعم أن يعد جيشا قويا خاصة فصيل المخابرات الذي ظل يقوده إلى أن تولى قيادة التنظيم في العراق خلفا لأبو مصعب الزرقاوي.

• معنى ذلك أن عبد المنعم البدوي كان هو أبو أيوب المصري قائد تنظيم «القاعدة» في العراق؟

- نعم، اسمه الأصلي كان عبد المنعم عز الدين علي البدوي وكنيته الحقيقية أبو الدرداء، وقبل أن يسافر إلى أفغانستان عام 2000 قمت بتزوير جواز سفر له باسم شريف هزاع، وشريف شخصية حقيقية وهو معتقل حاليا في مصر وهو أيضا أبو أيوب المصري الحقيقي، وقد انتحل عبد المنعم اسمه وكنيته أيضا.

وفي أول عام 1996 عندما تكاسل أحمد النجار عن قيادة الجماعة ولم يحقق النتائج المرجوة، قام المجاهد أيمن الظواهري بإقصائه وأمر بترحيله إلى تيرانا وأقام بمنطقة روبا برزول، وأسند قيادة التنظيم لي، ووقتها أعددت له جواز سفر باسم أحمد رجب محمد فودة، وسافر ومعه عدد من الشباب وقمت أيضا بتزوير جوازات سفرهم، وانضموا جميعا إلى الجماعة في ألبانيا.

• وماذا فعلت بعد أن توليت قيادة الجماعة في اليمن؟

- اتحدنا أنا وعبدالمنعم وأسسنا الجماعة على نهج منظم جدا، وبدأنا في التغلغل بين القبائل في اليمن، وكونا شبكة علاقات لا بأس بها بمشايخ القبائل البدوية، خاصة الحوثيين، وكنا نبيع لهم السلاح ونستعين بهم في تدبير المأوى لأفراد الجماعة ثم التنظيم حتى وقت قريب، وأيضا تمكنا من ضم عدد كبير جدا من أبناء القبائل اليمنية والمجاهدين اليمنيين والهاربين من سلطات الأمن اليمنية.

• مع من تحديدا كنتم تتعاملون من مشايخ القبائل؟

- جميع مشايخ قبائل الجنوب.

• ومتى اندمجتم في تنظيم «القاعدة»؟

- في مارس عام 1998 وكان التنظيم في بادئ الأمر يحمل اسم جبهة تحرير المقدسات الإسلامية بزعامة أسامة بن لادن ومقره أفغانستان، وقبل الدكتور أيمن الظواهري الاندماج في هذه الجبهة لأن هدفنا كان واحدا، فالمجاهد أسامة بن لادن كان هدفه هو العمل على تحرير المقدسات الإسلامية وضرب المصالح اليهودية والأميركية على مستوى العالم وكسر شوكة الهيمنة الإسرائيلية والإميركية إذ إن توجهات قادة الجماعات المختلفة تتحد وتعمل تحت مظلة وهدف واحد ومن خلال أدوات كي تستطيع الجبهة تنفيذ دورها، وقد أعلن المجاهد أيمن الظواهري قبولنا كتنظيم «الجهاد» للدخول في مظلة هذه الجبهة ووجه لنا رسالة قال فيها إن هذا الاتحاد سيعود بالنفع على التنظيم، فالأهداف قريبة الى حد بعيد، بالإضافة إلى أن الوجود في أفغانستان سيعطي الفرصة لتدريب عناصر جديدة وتوفير الدعم المالي المناسب وتوجه مجهودات وأموال التنظيم وأشخاصه إلى الأماكن التي يستضعف فيها المسلمون مثل البوسنة وكوسوفو، وطالبنا بتأييد اتحاد الجماعات بعضها مع بعض تحت مظلة أسامة بن لادن لكي يشتد فيها العمل الجهادي ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية على مستوى العالم أجمع، وهو ما حدث بالفعل، وبعدها اتصل بي المجاهد أيمن الظواهري وقال لي إن التنظيم سوف يتولى قيادته في اليمن قيادي يمني يدعى محمد عمير العولقي لأنه يملك القوة والمال والعلاقات الكافية لجعل التنظيم أكثر قوة وبأساً، وطالبنا أن نبايعه، وهو ما فعلناه.

• وهل انضم العولقي منفردا إلى الجماعة أو التنظيم في ما بعد؟

- لا، كان معه عدد كبير من المجاهدين التابعين لجبهة المجاهد أسامة بن لادن، وكانوا منتشرين في طول البلاد وعرضها.

• وماذا فعلتم بعد أن اندمجتم في التنظيم؟

- تولى قيادة التنظيم محمد العولقي، وأنا وعبدالمنعم تولينا تدريب المجاهدين عسكريا ومخابراتيا، وتولينا أيضا عمليات التسليح وتوريد السلاح للتنظيم في كل مكان، وتولى العولقي تدبير المأوى واستقطاب المجاهدين ونشر التنظيم على طول البلاد وعرضها.

• وما علاقتكم بتفجيرات برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر عام 2001؟

- لم نشارك نهائيا في هذه العملية.

• وهل قمت بتدريب أحد أفراد تنفيذها؟

- لا أعلم عنها شيئا ولا أعرف من قام بتنفيذها.

• إلى متى تولى العولقي قيادة التنظيم في اليمن؟

- تولى العولقي قيادة التنظيم حتى عام 2006 إلى أن عاد ناصر الوحيشي للتنظيم بعد أن هرب ومعه 20 مجاهدا من سجن صنعاء، وتولى هو قيادة التنظيم وبايعناه جميعا بناء على طلب المجاهد الدكتور أيمن الظواهري.

• ولماذا الوحيشي؟

- لأنه الأجدر على قيادة التنظيم.

• لماذا؟

- لأنه الأقدم والأكثر خبرة بالقبائل اليمنية والأكثر قربا من الشباب والفتيان خاصة بعد أن توسعت قاعدة الشباب داخل التنظيم.

• وهل معنى ذلك أنه كان معروفا بشكل جيد للظواهري؟

- بعد أن غادر عبدالمنعم اليمن ومعه محمد الظواهري واستقرا في أفغانستان قبل أن يغادرا إلى العراق، كان عبدالمنعم هو المرجع المعلوماتي بالنسبة لقيادة التنظيم في أفغانستان عن اليمن، وكانت جميع المعلومات عن التنظيم يستقيها المجاهد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري من عبدالمنعم ومحمد الظواهري وكان الوحيشي يحظى بشعبية كبيرة خاصة لدى عبدالمنعم، خاصة أن عبدالمنعم كان إلى أن استشهد في العراق هو قائد الفصيل المخابراتي على مستوى جميع الدول، ولهذا السبب رشحته ودعمته لدى المجاهد أيمن الظواهري لكي يتولى قيادة تنظيم العراق خلفا للزرقاوي.

• لماذا؟

- عبدالمنعم كان قد وصل إلى مرحلة أنه كان يعلم ما يدور داخل قصور الأمراء والملوك والرؤساء العرب، فقد كان قائد فصيل مخابرات قويا جدا وكان المجاهد أسامة بن لادن يطلق عليه لقب «الأسطورة» بسبب قدرته الفائقة على معرفة الأخبار وجمع المعلومات بمنتهى الدقة.

• وأين ذهب العولقي؟

- تولى قيادة التنظيم في الشمال وكان مسؤولا عن توطيد العلاقة مع قبائل الشمال وخاصة الحوثيين.

• لماذا؟

- لأنه كان على علاقة جيدة معهم من قبل وكان يجيد تسويق السلاح بينهم.

• وهل اشترى الحوثيون منكم سلاحا؟

- نعم.

• كم مرة وعبارة عن ماذا هذا السلاح؟

- مئات المرات وجميع أنواع السلاح.

• كم كان عدد الأجانب داخل التنظيم وقت تولى الوحيشي قيادته؟

- لا أعرف تحديدا لكن كان عدد الأجانب قد تقلص جدا خاصة المصريين، لكن كان هناك مجاهدون سعوديون وسوريون ومصريون وكان الساعد الأيمن للوحيشي سعوديا وكان يدعى سعيد الشهري.

• وماذا كان موقعه التنظيمي؟

- نائب رئيس التنظيم، ومازال حتى الآن.

• ماهي عدد العمليات التي قمت بها في اليمن؟

- لم أرتكب أو أشارك في أي أعمال جهادية نهائيا لأن دوري كان مقصورا فقط على التدريب كما سبق وأن أشرت.

• إذاً من الذي قاد وشارك في العمليات؟

حـ: لا أعرف.

• وهل شارك معكم أي من عناصر الحوثيين؟

- علاقتنا بالحوثيين كانت لتوريد السلاح لهم فقط، وتأمين السكن لنا في أغلب الأحيان وتهريب عناصرنا إلى السعودية.

• أي رسل؟

- رسلنا إلى قيادة التنظيم في أفغانستان أو العراق لجلب الأموال أو توريد السلاح أو ما شابه.

• وكيف كانوا يهربون الرسل؟

- لا أعرف لأنهم لم يهربوني من قبل.

• معنى ذلك أن بن لادن كان يرسل لكم المال؟

- ليس بشكل دائم لكنه كان يرسل لنا المال وقت الحاجة الملحة.

• وفي حالة عدم إرساله للمال ماذا كنتم تفعلون؟

- كنا نداهم محال النصارى واليهود في جميع مدن اليمن ونحصل على المال.

• من الذي كان يختار أماكن تنفيذ عملياتكم الإرهابية في اليمن؟

- أبو عمير كان هو المسؤول عن مثل هذه الأمور.

إلى هنا انتهت التحقيقات في اليوم الأول مع البناء وتم توضيح ذلك في المذكرة المرسلة من السلطات اليمنية إلى الحكومة المصرية، مشيرة إلى أنه أضرب عن الطعام ورفض الخضوع للتحقيق مرة أخرى، وفي ما يبدو أن حالته الصحية قد ساءت إلى حد ما، لكنه بعد يومين عدل عن إضرابه وعاد من جديد لاستكمال التحقيق بعد أن علم بشأن إلقاء القبض على عدد من شباب التنظيم واستجوابهم أمام نفس جهة التحقيق، وهو ما تسبب في موافقته على استكمال التحقيق معه «لسبب ما في ذهنه» وتمت مواجهته بأقوال شباب التنظيم المضبوطين، وإخطار السفارة المصرية باستئناف التحقيق مع البناء ووعد بإخطارهم بنتيجة التحقيق فور الانتهاء منه.

(غداً: حلقة ثانية وأخيرة)

ناصر الوحيشي

تاريخه غامض وسيرة حياته لا يعرف عنها الكثير، كان الوحيشي الملقب بأبي بصير قد هرب من سجن الأمن السياسي في صنعاء في فبراير 2006 لينتخب بعدها زعيماً لفرع «القاعدة» في اليمن في أكتوبر من نفس العام خلفاً لفواز الربيعي الذي لقي مصرعه. بعدها أعلن الوحيشي عن توحيد نشاط «القاعدة في جزيرة العرب» تحت قيادته، ليشهد تنظيم «القاعدة» نشاطاً داخل الأراضي اليمنية والسعودية تحت مسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وتتردد أخبار شبه مؤكدة أن الوحيشي قد لقي مصرعه في ديسمبر 2009 إثر غارة جوية استهدفت اجتماعاً قيادياً لـ»القاعدة» في محافظة شبوه.

محمود الديب

من قرية كرداسة (مدينة كرداسة حاليا) في محافظة أكتوبر في مصر، وانضم الى تنظيم «الجهاد» في قريته تحت قيادة عادل السوداني عام 1988 وظل ناشطا في هذا التنظيم وتعرض للعديد من مرات الاعتقال، كما فر في مرات عديدة من مطاردات الشرطة له إلى أن سافر إلى خارج مصر في عام 1993 بجواز سفر مزور، وتلقى تدريبا عسكريا متقدما لمدة عام هناك ضمن معسكرات تابعة لتنظيم «الجهاد» بقيادة أيمن الظواهري واستقر به المقام بعد التدريب في اليمن وقيل إنه شارك في الحرب بين اليمنين الجنوبي والشمالي لكن لم يتأكد ذلك، وعاد محمود الديب الى مصر في عام 1995 بهدف القيام بعمليات مسلحة ضد أجهزة الدولة بتنسيق وتكليف من قبل قيادة تنظيم «الجهاد» في الخارج لكن تم قتله في اشتباك مع الشرطة دون أن ينفذ أي عمليات مسلحة داخل مصر، وتم اعتقال أكثر من سبعين من أبناء قريته وتمت محاكمتهم عسكريا في ما عرف بقضية كرداسة عام 1997 وصدرت ضدهم أحكام مختلفة، وكان أبرز الحاضرين في القضية عادل السوداني القيادي الأخطر في تنظيم الجهاد الذي صدر ضده حكم بالإعدام وتم تنفيذه عام 1998.

أحمد النجار

من قرية ناهيا في محافظة أكتوبر (الجيزة سابقا) انضم إلى تنظيم «الجهاد» بقيادة محمد عبدالسلام فرج وعبود الزمر في أوائل عام 1980، ذلك التنظيم الذي قام في ما بعد باغتيال الرئيس أنور السادات، الأمر الذي أعقبه محاكمة النجار بصحبة زملائه من تنظيم «الجهاد» في ما عرف باسم قضية «الجهاد الكبرى» التي انتهت عام 1984 بأحكام عدة وكان نصيب النجار فيها الحبس لمدة ثلاث سنوات انتهت وقت المحاكمة، فأفرج عن النجار ضمن من أفرج عنهم وزاول النجار نشاطه ضمن تنظيم «الجهاد» واعتقل عدة مرات كل مرة لعدة شهور وفقا لقانون الطوارئ وفي نهاية عام 1992 أصبح النجار مطلوبا للقبض عليه من قبل أجهزة الأمن المصرية، ففر داخل مصر إلى أن تمكن من الهروب من مصر في الشهور الأولى من عام 1993 بجواز سفر مزور إلى الأردن الذي قضى به عدة أيام لينتقل منه إلى اليمن، حيث تلقاه قادة الجهاد المصري الذين كانوا مقيمين وقتها في اليمن وبعد فترة إقامة في اليمن انتقل الى السودان، حيث التقى بالظواهري الذي عينه عضوا بمجلس الشورى الذي يقود تنظيم «الجهاد» المصري، كما عينه مسؤولا عن التنظيم المدني بتنظيم «الجهاد»، وتردد بعدها النجار على دول عديدة في آسيا وإفريقيا وأوروبا كما تردد على اليمن، وذكر النجار نفسه أنه اشترك في حرب اليمن بين الشمال والجنوب لصالح قوى الشمال، وتم القبض على أحمد النجار في صيف 1998 في دولة ألبانيا وتسليمه لمصر ومعه عدد من قادة الجهاد بواسطة المخابرات المركزية الأميركية، وقامت مصر بإعدامه عام 2000 تنفيذا لحكم سابق كانت قد أصدرته ضده غيابيا محكمة طوارئ عسكرية عام 1997.