بعد أكثر من 60 عاماً على رأس إمارة رأس الخيمة، توفي الشيخ صقر بن محمد القاسمي أمس، عن عمر يناهر الـ90 عاماً، ليخلفه ولي العهد نجله الشيخ سعود، الذي حصل على مباركة من المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

Ad

وكانت رأس الخيمة أصبحت تحت قيادة الشيخ سعود (54 عاماً) منذ صدور مرسوم بإقصاء أخيه غير الشقيق والأكبر منه الشيخ خالد (67 عاماً) من ولاية العهد عام 2003.

وذكر شهود عيان أن وحدات عسكرية توجهت من أبوظبي إلى رأس الخيمة وتمركزت قرب قصر الحكم للمساهمة في الحماية وإشاعة أجواء الاطمئنان إلى التغير الهادئ في البلاد.

وفي شريط فيديو بث على موقعه على الإنترنت أمس، أشار الشيخ خالد، الذي قام بحملات عديدة لاستعادة القيادة، إلى "حقه القانوني" في قيادة رأس الخيمة.

وقال الشيخ خالد: "في الأيام والأسابيع المقبلة سنقوم بالاجتماع بالعائلة والأصدقاء وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وتحديد جدول أعمال المئة يوم الأولى من قيادتنا القانونية ومتابعة تنفيذ قرار والدنا في إيصال إمارة رأس الخيمة إلى ذروة العلا".

ورأس الخيمة إمارة صغيرة تتمتع بموقع استراتيجي قبالة إيران، وهي تسيطر على المدخل الجنوبي لمضيق هرمز الذي يعبر منه أكثر من 60 في المئة من الاستهلاك العالمي من النفط.

وشهدت الإمارة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، ولا تملك نفطاً، تنمية سياحية وصناعية خصوصاً مع انتشار مصانع الأدوية والسيراميك (الخزف) والأسمنت، وذلك في ظل قيادة الشيخ سعود.

ولد الشيخ صقر عام 1920 في مدينة رأس الخيمة، وعُرف عنه اعتزازه الشديد بتاريخ أجداده الذين بنوا أكبر قوة بحرية عربية في المنطقة، كما عُرف عنه ولاؤه لأمته العربية ونصرته قضايا الحق والعدل والسلام.

وتولى الشيخ صقر الحكم في إمارة رأس الخيمة في 17 يوليو 1948، وعمل منذ ذلك التاريخ على إرساء قواعد الوحدة الوطنية بين القبائل في الإمارة وجمع شملها والتأليف بينها وجعلها وحدة متماسكة.

وساهم الشيخ صقر مع رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحكام الإمارات في تخطي كل العقبات وتحقيق الوحدة، إذ شهد يوم الثاني من ديسمبر 1971 ميلاد دولة حديثة أصبحت يوم إعلانها الدولة الـ18 في جامعة الدول العربية والعضو 132 في الأمم المتحدة.

(دبي - أ ف ب، رويترز)