من المرجح أن يجدد إعلان العراق أمس زيادة احتياطياته النفطية القابلة للاستخراج بنسبة 25 في المئة إلى 143 مليار برميل الجدل بشأن حجم الاحتياطيات العالمية الحقيقية من النفط والغاز.

Ad

وكانت فنزويلا قالت في يوليو الماضي إنها تأمل في أن تتجاوز السعودية قريباً كصاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، كما قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الشهر نفسه إن احتياطياتها النفطية المؤكدة ارتفعت أربعة في المئة في 2009 إلى 1.06 تريليون برميل تقودها زيادة في احتياطيات فنزويلا.

وتقدر شركة النفط البريطانية العملاقة "بي.بي" الاحتياطيات العالمية بما يتجاوز 1.33 تريليون برميل تعادل استهلاك أكثر من 40 عاماً بالمعدلات الحالية.

وبينما يشكك كثير من المحللين في قطاع النفط في تلك الأرقام قائلين إنه "ربما يجري تضخيم التقديرات لأسباب متعددة"، يواجه أعضاء "أوبك" ضغوطاً يمكن أن تؤثر في الإبلاغ عن احتياطيات النفط والغاز.

ومنذ الثمانينيات يعمل أعضاء "أوبك" وفق نظام يحدد أهداف الإنتاج في محاولة للتأثير في أسعار النفط، كما أن حصصهم تتوافق من حين إلى آخر مع حجم احتياطياتهم الرسمية على نطاق واسع.

وتقول "أوبك" إن احتياطيات دول، بينها الكويت والإمارات العربية المتحدة ونيجيريا، لم تتغير منذ عدة سنوات، وهو، حسب بعض المراقبين، يثير شكوكاً بشأن الأرقام. وفي يناير 2006 قالت نشرة "بتروليوم انتيليجنس ويكلي" الرائدة في قطاع النفط إنها اطلعت على سجلات داخلية كويتية تظهر أن الاحتياطيات النفطية الكويتية الفعلية أقل بكثير من التقديرات الرسمية المعلنة والبالغة 99 مليار برميل.

وأضافت النشرة أنها اطلعت على أدلة على أن الاحتياطيات المؤكدة للكويت تبلغ 24 مليار برميل وغير المؤكدة 24 ملياراً. وإذا صحت تقديرات النشرة فإن ذلك سيعني أن الكويت متأكدة من امتلاك ما يكفي إنتاج تسع سنوات فقط بمعدل الإنتاج الحالي البالغ حوالي 2.7 مليون برميل يوميا. ونفى مسؤولون كويتيون الخبر الذي نشرته "بتروليوم انتيليجنس ويكلي".

وأجرى عدد من أعضاء "أوبك" تعديلات ملموسة على بيانات الاحتياطيات خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، ففي عام 1985 أبلغت الكويت عن زيادة في الاحتياطيات إلى 90 مليار برميل من 64 ملياراً، رغم أنها تقول إن الحقول لم تشهد تغيراً جذرياً.  وبحلول 1989 كانت الكويت تقول إن احتياطياتها تبلغ نحو 97 مليار برميل، وزاد الرقم إلى أكثر من 101 مليار برميل في نهاية العام الماضي. وفي عام 1988 رفعت أبوظبي تقديراتها للاحتياطيات إلى 92 مليار برميل من 31 ملياراً. ورفعت دول أخرى أيضا تقديراتها للاحتياطيات بشكل حاد، وزادت إيران احتياطياتها إلى 93 مليار برميل من 49 ملياراً.

وكان العراق قد رفع تقديراته للاحتياطيات إلى 100 مليار برميل من 47 ملياراً، وقال امس إنها تبلغ 143 مليار برميل.

وقفزت احتياطيات فنزويلا إلى 56 مليار برميل من 25 ملياراً بما في ذلك خامات ثقيلة لم تكن تحسب في السابق، وقالت حكومة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في يوليو إنها تأمل في إنهاء عام 2010 بإضافة احتياطيات مؤكدة أخرى تبلغ 105 مليارات برميل ليبلغ الاحتياطي الإجمالي لديها 316 مليار برميل، ولتصبح صاحبة أكبر احتياطيات مؤكدة من الخام في العالم.

وأعلنت السعودية عن احتياطيات رسمية تبلغ نحو 260 مليار برميل على مدى السنوات العشرين الماضية، رغم أنها تنتج ما يصل إلى أربعة مليارات برميل سنوياً من حقولها مكتملة التطوير.