نبيهة لطفي مخرجة تسجيلية من طراز رفيع وأفلامها لا تمر مرور الكرام، وقد لاقى فيلمها الأخير «تحية كاريوكا» اهتماماً كبيراً عند عرضه خصوصاً بعد أن مثّل مصر في عدد من المهرجانات العربية والعالمية.عن اختيارها تحية كاريوكا تحديداً والصعوبات التي واجهتها أثناء تنفيذ الفيلم كان اللقاء التالي. لماذا اخترت تحية كاريوكا لتكون موضوع فيلمك الأخير «تحية كاريوكا»؟لمكانتها كفنانة وراقصة من جهة ولشخصيتها من جهة أخرى، إذ تميزت تحية بشخصية كاريزماتية مؤثرة في كل المحيطين بها، كذلك تتضمن حياتها تفاصيل كثيرة تصلح كمادة ثرية لفيلم تسجيلي.ماذا عن علاقتك بها؟ عملت معها في عام 1968 كمساعدة في فيلم «لعبة كل يوم»، من إخراج خليل شوقي، إلا أنني عرفتها عن قرب خلال إضراب الفنانين ووجدتها شخصية محبوبة من جميع المتعاملين معها.هل قابلتك مشاكل أثناء تنفيذ الفيلم؟ واجهت مشاكل خاصة بالإنتاج والوقت، إذ أوكلت شركة الإنتاج بعض الأعمال لأشخاص لا علاقة لهم بالفن التسجيلي، فتسبب ذلك بضياع المادة بعد الاتفاق عليها ثم البحث عنها مجدداً، كذلك غيّرنا أماكن المونتاج لأسباب متعلّقة بالإنتاج أيضاً، لذلك طال وقت تنفيذ الفيلم كثيراً.هل أثرت هذه المشاكل برأيك على جودة الفيلم؟ بالتأكيد، فقد أثرت سلباً على النتيجة النهائية، وأخرت عرض الفيلم كثيراً، إذ انتظرنا أكثر من عام لإتمام الطبع والتحميض.هل تعاون معك ورثة كاريوكا أم كانت لديهم تحفظات؟ كان التعامل مع أقاربها ممتعاً، إذ كانت لديهم رغبة في صنع فيلم جيد.لماذا جاءت الجرعة السياسية في الفيلم كبيرة، على رغم أنه يتناول حياة شخصية هي راقصة أساساً؟ لم أقصد أن تكون الجرعة السياسية كبيرة، لكنّ كاريوكا كان لها تاريخ سياسي معروف للجميع، لذا كان لا بد من لقاء بعض من عاصروها للحديث عن فترة اعتقالها وحقيقة انتمائها السياسي.لكننا وجدنا شخصيات تتحدث عنها في الفيلم لا تربطها بها أي علاقة مثل جلال أمين وعادل السيوي؟ جلال أمين كتب عنها فصلاً كاملاً في أحد كتبه، بما يعني أنه درس الشخصية جيداً ويستطيع التحدث عنها، وهذا ما حدث فعلاً، أما عادل السيوي فرسم لها أكثر من بورتريه، فهو يعشقها وبإمكانه وصفها والحديث عن رقصها.ولماذا لم نجد راقصات في الفيلم مثل لوسي أو فيفي عبده أو نجوى فؤاد؟حاولت معهنّ جميعاً إلا أن ظروفهن لم تسمح بالتسجيل، فاضطررت الى الاستغناء عنهن والاكتفاء بوليد عوني، لأنه تحدّث عن رقص كاريوكا من موقع الاختصاصي. لماذا كانت الإشارات إلى زيجات كاريوكا عابرة، ولم تتعرض لها بالتفصيل؟لأنني أقدِّم فيلماً تسجيلياً محكوماً بوقت معين، ولا يمكن أن أتطرق فيه الى جميع زيجات كاريوكا بالتفصيل، كونها تزوجت 13 مرة، لذلك اكتفيت بالإشارة الى تلك الزيجات كافة مع بعض التفصيل عن تلك المؤثرة في حياتها.لكنك لم تتعرضي لزواجها من فايز حلاوة بالتفصيل على رغم أنه أكثر الزيجات طولاً في حياتها وقد انتهى بشكل مأساوي؟ يتضمن زواج كاريوكا بحلاوة تفاصيل شائكة كثيرة لم أشأ الخوض فيها، أولاً لأن حلاوة أصبح في ذمة الله، وقد فكرت في الحديث مع المذيعة فريال صالح التي تزوجها حلاوة بعد انفصاله عن كاريوكا لأذكر جميع الآراء، إلا أنني تراجعت لأن هذا ليس موضوعنا الأصلي ولا علاقة له بفن كاريوكا، موضوع فيلمي الأصلي.هل ترين أن السينما التسجيلية تأخذ حقها الإعلامي في مصر؟ للسينما التسجيلية جمهور خاص وتقام عروضها في الأماكن التي تحتملها مثل النقابات أو نوادي السينما، وهذا الأمر لا يحدث في مصر فحسب بل في جميع بلاد العالم أيضاً.لماذا لم تتجهي الى إخراج الأفلام الروائية الطويلة على رغم أنك عملت كمساعدة في البعض منها في بداياتك؟ عملت فعلاً كمساعدة في بعض الأفلام الروائية الطويلة، إلا أنني وجدت نفسي أتجه أكثر إلى السينما التسجيلية التي أعشق العمل فيها.ماذا عن مشاريعك القادمة؟أجهز راهناً لإخراج فيلم عن المخرج الكبير شادي عبد السلام وقد بدأت فعلاً في تجميع المادة اللازمة لتنفيذه، وهو من إنتاج المركز القومي للسينما. كذلك، أحضِّر لإخراج فيلم عن الممثلة القديرة نادية لطفي، لأنها فنانة وإنسانة متميزة جداً ولها نشاطات سياسية واجتماعية كثيرة الى جانب أعمالها الفنية، وثمة أيضاً فكرة فيلم عن الفنان وليد عوني.
توابل - سيما
مخرجة تحية كاريوكا نبيهة لطفي: نادية لطفي عملي المقبل
17-08-2010