الـ ميني ألبوم... تقليد أعمى للغرب أم محاولة لتحريك سوق الكاسيت الراكد؟

بعدما فشل «ميني ألبوم} عمرو دياب «أصلها بتفرق» في تجاوز مبيعاته الـ30 ألف نسخة و{ميني ألبوم} أنغام «محدش يحاسبني» الـ10 آلاف نسخة و{ميني» ألبوم كلّ من عمرو مصطفى ومحمد حماقي في تحقيق أي مبيعات تُذكر، تُطرح جملة تساؤلات حول أسباب فشل تجربة الـ{ميني ألبوم»، هل هي واحدة أم لكلّ تجربة خصوصيتها وظروفها التي ساهمت في هذا الفشل؟

يعتمد الميني ألبوم في الأساس على قدرة صنّاعه على جذب الناس من خلال أغنية واحدة في توزيعات مختلفة أو ثلاث أغنيات على الأكثر. في الدول التي تحترم حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلني، تنجح مثل هذه التجارب، لأن من الطبيعي والعادي أن يشتري هذا الشخص أو ذاك ألبوم نجمه المفضّل مع أنه يحتوي على أغنية واحدة فحسب.

في مصر الأمر يختلف كلياً، ذلك أن أياً من الناس لن يتحمّس لشراء أغنية نجمه المفضّل طالما أن لديه ملايين السبل للاستماع إليها بطريقة مجانية، في مقدّمها تحميلها من مواقع الإنترنت في أقل من خمس دقائق، أو عبر إحدى الإذاعات التي تذيع الأغنية الواحدة على فترات متقاربة.

أزمة وتقليد

المؤكد أن منتجي الألبومات الغنائية ليست لديهم القدرة على قراءة السوق ومتطلّباته بشكل سليم في ظل سعي نجوم الغناء إلى تقليد كل تقليعة غربية جديدة بغض النظر عن ملاءمتها لآليات السوق المصري.

في هذا الإطار، يوضح الموزّع محرم عبد الغفور أن المغني في العالم يقدّم ميني ألبوم يتضمن أغنية في ثلاثة توزيعات مختلفة: موسيقى الهاوس، موسيقى الهيب هوب، موسيقى سلو أو غيرها... لكن الأغاني التي صدرت أخيراً في مصر تتشابه توزيعاتها، فلماذا يشتري الجمهور الألبوم إذن؟

يضيف عبد الغفور: «ينطبق هذا الأمر على عمرو دياب ومحمد حماقي أما أنغام وعمرو مصطفى فيتضمّن ألبوم كلّ منهما ثلاث أغنيات، علماً أن ألبوماتهما المليئة بالأغاني لا تحقّق مبيعات عادة فهل من الطبيعي أن تباع ألبوماتهما وفيها ثلاث أغنيات فحسب؟» يشير عبد الغفور إلى أن آخر ألبوم لأنغام أحدث ضجة كان «سيدي وصالك»، أما ألبوماتها التالية ففشلت في تجاوزه.

بدوره، يؤكّد الموزّع عادل مهنا أن ألبومات الـcollection التي تحتوي على أجمل أغاني الموسم هي السبب في القضاء على ظاهرة الميني ألبوم، يقول: «يسأل المستهلك عن الكوكتيل الذي يحتوي على أغنية عمرو دياب المنفردة ومعها مجموعة أخرى من الأغاني لمغنين آخرين، فلماذا يشتري ألبوم دياب بعدها؟ بالإضافة طبعاً إلى أن تحميل الأغاني من على الإنترنت «خرّب بيت» المنتجين، لذا كان من الأولى التفكير في طريقة لحلّ الأزمة بدلاً من زيادة الخراب بالميني ألبومات التي تحتوي على أغنية واحدة يستمع إليها الناس في الإذاعات وعلى فترات متقاربة».

ظاهرة مفيدة

خلافاً لكلّ ما يشاع، يصرّح المغني عمرو مصطفى بأنه راضٍ عن توزيع ألبوماته بنسبة كبيرة وعن ردة الفعل على الميني ألبوم الذي قدّمه، ويرى أن هذه الظاهرة مفيدة للمغني لأنها تمكّنه من أن يكون موجوداً في السوق على فترات متقاربة من خلال أغنيات قليلة يضمّها ألبوم واحد.

بدوره، يشير الفنان خالد سليم إلى أن ظاهرة الميني ألبوم مفيدة للمغني الذي يعرف كيف يستغلّها ويقدمها بشكل فني جيد وليس لذلك الذي يرغب في تحقيق الحضور على الساحة الفنية بأي طريقة.

في هذا السياق، يرى الفنان هشام عباس أنه لم يفكر في هذه الخطوة لغاية اليوم ولا يعرف إن كانت مناسبة للسوق في الوقت الراهن، إذ يحتاج الأمر، برأيه، إلى دراسة مبدئية يتحدّد على أساسها إن كان الميني ألبوم سيحقق مبيعات.

أما مي كساب فتشبّه ظاهرة الميني ألبوم بظاهرة السيت كوم باعتبار أن كلاً منهما يحمل مفردات جديدة على السوق المصري، مشيرة إلى أن بعض هذه الأعمال جيد وبعضها تافه، ما يعني أن الأمر لا يمكن الحكم عليه عموماً بل على كل تجربة على حدة.