يرتبط مصطلح «صورة الثدي بالأشعة» أو الماموغرام (الفحص الشعاعي) بسرطان الثدي، بالتالي لا شكّ في أنه يثير الخوف لدى النساء. فقد يذهب بعضهنّ لإجراء الفحص الشعاعي وهنّ مرتاحات البال، بينما ترجئ أخريات الموعد خوفاً من النتيجة فيقلن في أنفسهنّ: «ما زلت صغيرة، ليس من الضروري أن أخضع لهذه الصورة»، أو «أخشى نتيجة الصورة الشعاعيّة، أفضّل عدم التفكير في الأمر»، أو حتى: «لا أعلم أيّ طبيب أقصد لإجراء صورة الثدي الشعاعية». تطلعنا كلّ من نور وسلوى وأمل ومنى على تجاربهن الخاصة في هذا المجال. نور (39 عاماً)«شعرت بالقلق حين قال لي الطبيب النسائي: ستبلغين الأربعين قريباً، ويجب أن تخضعي لصورة الثدي بالأشعة. فتساءلت في نفسي: ألا يمكن تأجيل هذه الفكرة، بما أنني أتمتّع بصحة جيّدة ولا يحفل تاريخ أسرتي بالإصابة بالسرطان. فغمرني الخوف لمجرّد التفكير في أنني سأدخل في هذه الدوامة من فحوصات يرافقها ترقّب قلق للنتائج. لم أكفّ عن التفكير في هذه المسألة، لا سيّما خلال الأسبوع الذي سبق موعد إجراء صورة الثدي. في النهاية، توجّهت الى العيادة. وجدت مساعدة الطبيب صعوبة في إجراء الصورة لأنّ ثديي صغير. فطلب منها الطبيب إعادة الفحص. وراحت تراودني أفكار بشعة: من المؤكد أنهم وجدوا خطباً ما، لكن لا يريدون إطلاعي عليه. أخيراً، عندما أخبرني الطبيب أنّ كلّ شيء على ما يرام، شعرت وكأن حملاً كبيراً أزيل عن كاهلي. حين خرجت من العيادة، فرحت لأني خضعت لصورة الثدي بالأشعة فاطمأنّ بالي». ينصح الاختصاصي الذي يجري الصورة الإشعاعيّة للمريضة بتحسّس الثدي من وقت الى آخر بانتظار إجراء صورة الثدي بعد سنتين. سلوى (41 عاماً)«عندما أطلعت الطبيب النسائي أن جدتي توفيت إثر اصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز الـ64 عاماً، طلب مني فوراً إجراء صورة الثدي بالأشعة. كنت حينها في الثلاثين، ومنذ ذلك الوقت أخضع لهذه الصورة كلّ سنتين. وجد الأطباء عُقيدة ثابتة على ثديي، ليست خبيثةً، لكن يجب مراقبتها دائماً. فإذا أصبت بسرطان الثدي لاحقاً، أكون قد قمت بواجبي على الأقلّ وسمحت للأطباء بتدارك آثار هذا المرض في وقت مبكر.لا أعتمد في حياتي «سياسة النعامة»، أيّ أن أخبئ رأسي في التراب حين أشعر بالخوف، فلا أضطرّ الى مواجهة الأخطار، فمع أنّ هذا الفحص مزعج نوعاً ما، اعتدت على القيام به، ولا يشكّل بالنسبة إلي مصدر قلق، بل يساعدني على حماية نفسي من التعرّض لأكثر الأمراض التي تهدّد النساء في العالم. يرتفع عدد النساء اللواتي يجرين صورة الثدي بالأشعة ما أن يبلغن الأربعين، فهي تساعد على كشف مبكر لسرطان الثدي، فتحدّ من عواقبه. أمل (47 سنة)«خضعت لأول صور للثدي بالأشعة حين كنت في الـ38 من العمر، عندما طلب مني الطبيب النسائي ذلك. لم أشعر بالقلق، وكانت أعصابي هادئة حين قصدت الطبيب للحصول على النتيجة. لعلّ سبب راحة بالي أن تاريخ عائلتي لا يحفل بإصابات سرطانية، ولأني أرضعت أولادي الأربعة وأنا أعلم أن هذه العوامل تقلّص خطر الإصابة بسرطان الثدي. وجاءت النتيجة كما كنت أرجو، فوجدت في ما بعد أنه يكفي أن تشرف عليّ طبيبة العائلة بما أنني لا أشكو من مشاكل صحيّة معيّنة. فأنا أثق بها، وألتزم بالتوصيات الخاصة بفئة عمري». تسمح صورة الثدي بالأشعة التي تستغرق حوالى 15 دقيقة، برصد أيّ آفة تبلغ ثلاث ميليمترات قد تتحول الى خلايا سرطانيّة، ويعجز الفحص التشخيصي عن كشفها. أسئلة1 - في أيّ عمر يجب إجراء أوّل فحص للثدي بالأشعة؟مع أنّ الأطباء عموماً ينصحون النساء بين الخمسين والـ75 من العمر بالخضوع لصورة الثدي بالأشعة، لا شكّ في أننا سمعنا عن إصابة امرأة شابة بسرطان الثدي. وتطرح النساء غالباً هذا السؤال على الأطباء حتى قبل بلوغهنّ الأربعين. وقد يجد بعض الأطباء أنه من المستحسن الخضوع لهذه الصورة في سنّ مبكر نظراً إلى وجود عوامل تساهم في تفاقم ظهور سرطان الثدي (تاريخ عائلي، حمل للمرة الأولى، عقم، مشاكل في الطمث، خضوع لعلاج هرموني). فضلاً عن ذلك، ينصح الأطباء بإجراء هذه الصورة قبل سنّ الخمسين، لأنّ سرطان الثدي يصيب 20% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين الأربعين والخمسين. 2 - في أيّ مرحلة من الدورة الشهرية يجب إجراء صورة الثدي بالأشعة؟إذا شعرت بأن ثدييك يؤلمانك في نهاية الدورة الشهريّة، الأفضل أن يجري الأطباء صورة الثدي بالأشعة في الجزء الأوّل من الدورة الشهرية (أي في اليوم الثامن واليوم الثالث عشر). إذ يبدو نسيج الثدي أكثر شفافيّة فيتسّم الفحص بدقة أكبر.3 - هل تختلف صورة الثدي بالأشعة من امرأة الى أخرى؟يعدّل الأطباء آلة الفحص حسب ثدي كلّ امرأة. كلّما كان الثدي صغيراً، كلّما قلّت جرعة الأشعة السينيّة، ويضطرّ الطبيب الى الضغط على الثدي أكثر. 4 - هل صورة الثدي بالأشعة مؤلمة؟غالباً، لا تسبّب صورة الثدي بالأشعة آلاماً شديدة. قد تشعرين ببعض الانزعاج لبضع ثوان حين يضغط الطبيب على الثدي ليضعه بين صفيحتين. لكن لحسن الحظ، تطوّرت آلات الفحص اليوم، وبات الأطباء يعتمدون على طرق متقدّمة لإجراء الفحص.5 - هل صورة أشعة الثدي الرقميّة أفضل من الفحوصات الأخرى في الكشف عن سرطان الثدي؟أظهرت دراسات حديثة أن صورة أشعة الثدي الرقمية أفضل في كشف حالات مبكرة للسرطان. وتشير الأبحاث الى أن تقنية التصوير الدقيق أثبتت فاعليتها لدى الشابات والنساء المتوسطات العمر (يبلغن أقل من خمسين سنة) أو اللواتي يكون نسيج ثديهنّ كثيفاً. كذلك، تستفيد النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية بشكل أكبر من التقنية الرقمية لتصوير الثدي. فيستطيع الأطباء رصد حالات السرطان بصورة أدقّ مقارنة مع الفحص المعتاد. 6 - هل يمكن للفحص التشخيصي أن يحلّ مكان هذه التقنية؟لا يسمح الفحص التشخيصي، حتى لو أجراه الطبيب، بكشف آفة في النسيج عميقة للغاية أو يبلغ طولها أقلّ من سنتيمتر قد تتحوّل الى خلايا سرطانيّة، لا سيّما إذا كان حجم الثدي كبيراً.7 - ماذا عن صورة الثدي بالموجات فوق الصوتيّة؟فحص مكمل لكشف الإصابة بسرطان الثدي. فهو تصوير للثدي باستخدام الموجات فوق الصوتية، لا الأشعة السينية. لذلك يمكن تكراره وإجراؤه أثناء الحمل والرضاعة. عادة، يصوّر الأطباء الثدي بالموجات فوق الصوتية لدى النساء دون سن الأربعين أو بعد الخضوع للماموغرام للحصول على تصوير أوضح للثدي.ينصح الأطباء النساء المعرضات كثيراً للإصابة بسرطان الثدي (أي اللواتي يعانين من تشوّه في بعض الجينيّات BRCA1 /BRCA2) بالخضوع الى تصوير للثدي بالرنين المغناطيسي. يظهر هذا الفحص الحساس وجود أيّ شذوذ خلقيّ، لكنّه قد يؤدي الى نتائج خاطئة تدفع الأطباء إلى أخذ خزع (من خلايا أو نسيج كعينة للتحليل أو الفحص في مختبر) والقيام بفحوصات غير مفيدة ومكلفة ومضنية. 8 - ماذا يحدث إذا اكتشف الأطباء وجود أيّ شذوذ جينيّ؟• من المهم في حالة مماثلة، مراجعة الطبيب النسائي فوراً. فيطلب أخذ خزع من نسيج الثدي وتحليلها. ويجري الأطباء (الطبيب النسائي واختصاصي الأشعة واختصاصي الأمراض السرطانيّة) الفحوصات الضرورية. يسمح تصوير الثدي للطبيب بكشف أورام صغيرة في مرحلة مبكرة، فتكون خيارات المعالجة أكثر وفرص الشفاء أكبر.• يؤدي إجراء تصوير الثدي في المسح إلى تحديد الأنسجة الشاذة وهي لا تزال صغيرة وفي طور التشكّل في أنابيب الحليب milk ducts. لا تسبّب هذه الأنسجة الورمية أيّ ضرر للمريضة إذا استؤصلت في مراحل مبكرة.• تتراوح نسبة التشخيص الخاطئ في المسح الشامل للكشف المبكر عن أورام الثدي بين 5% إلى 15%، وفي هذه الحالة يحتاج الأطباء إلى مزيد من الفحوصات كإعادة تصوير الثدي باستخدام الأمواج فوق الصوتية. وفي حال العثور على أيّ أورام، يجب التأكد من طبيعتها بأخذ خزعة من الثدي وفحصها. 9 - كيف أختار اختصاصي الأشعة؟الأفضل أن تثقي بطبيبك الذي يطلب منك إجراء تصوير الثدي بالأشعة، أو يمكنك أن تقصدي مركزاً متخصصاً للتصوير الشعاعي. 10 - لم يعتبر سنّ الخمسين العمر المناسب للخضوع لكشف عن سرطان الثدي؟يجد بعض الأطباء أن كشف سرطان الثدي قد يكون قبل سنّ الخمسين. لكن يرتفع خطر المرأة بالإصابة به بين سنّ الخمسين والأربع وسبعين. فيتوجّب على المرأة حينئذ إجراء صورة الثدي بالأشعة كلّ سنتين. في العالمحدّدت خمسة بلدان من أصل 24 بلداً وضعت برنامجاً لرصد سرطان الثدي، سنّ الأربعين لبداية كشف سرطان الثدي هي: أستراليا وآيسلندا والسويد والبرتغال والنمسا. فيما حددت كلّ من إسبانيا والأوروغواي وفرنسا سنّ الخمسين كبداية لكشف سرطان الثدي.
توابل - Fitness
صورة الثدي بالأشعة... لا تتردّدي في إجرائها
03-11-2010