بعد أن كثف المتمردون الإسلاميون في الصومال هجماتهم ضد الحكومة الانتقالية والرئيس شيخ شريف أحمد، وتمكنوا في الأيام الثلاثة الماضية من اغتيال ثلاثة مسؤولين حكوميين بارزين كان آخرهم النائب في البرلمان محمد حسين ادو، دعا البرلمان الصومالي أمس، الدول المجاورة الى نشر قواتها في الصومال فوراً لدحر "الإرهابيين"، في حين أعلنت الحكومة حال الطوارئ، مؤكدة أن البلاد دخلت في وضع خطر.وقال رئيس البرلمان ادن محمد نور في مؤتمر صحافي في العاصمة مقديشو أمس: "المتمردون أضعفوا سلطة الحكومة. نطلب من الدول المجاورة، أي كينيا وجيبوتي واثيوبيا واليمن، إرسال قوات الى الصومال خلال الساعات الـ 24 المقبلة"، مضيفا: "المقاتلون الأجانب من جميع أنحاء العالم يحاربون الحكومة". وكشف أن "قائدا من تنظيم القاعدة من أصل باكستاني يتولى حاليا قيادة المعارك في مقديشو ويتمركز في حي قريب من القصر الرئاسي". بدوره، أعلن وزير الاعلام محمد علي فرحان إن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بإعلان حال الطوارئ "لأن الصومال أصبح في خطر".ويتعين على شريف أحمد أن يصادق على اعلان حال الطوارئ، على الرغم من أن هذا القرار لن يغير كثيراً على الأرجح، حيث لا تسيطر الحكومة الضعيفة إلا على أحياء قليلة في العاصمة ومدينة حدودية.وأشارت تقارير صباح أمس، الى أن قوات من الجيش الاثيوبي اجتازت الحدود واتجهت الى مدينة بلدوين التي شهدت عملية انتحارية أدت الى مقتل وزير الأمن الداخلي الاسبوع الماضي، ولكن لم تتوافر معلومات مؤكدة عن ذلك. وفي وقت لاحق أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها لن تتدخل إلا بقرار دولي. وكانت اثيوبيا تدخلت في نهاية 2006 ومطلع 2007 في الصومال لدعم الحكومة وطرد الإسلاميين من السلطة، ولكن قواتها انسحبت في نهاية يناير الماضي. وفي مطلع يونيو الجاري أقرت اديس ابابا بأن جنودها قاموا بـ"مهمات استطلاعية" على الأراضي الصومالية.وأعلنت كينيا أمس الأول، انها لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح للوضع في الصومال بأن يتدهور بصورة أكبر لأن ذلك يمثل تهديداً للاستقرار الاقليمي، وشددت على أن الاتحاد الافريقي ملتزم بدعم بعثته لحفظ السلام المكونة من 4300 جندي في الصومال وبالمساعدة في بناء قوة شرطة صومالية.وكانت العاصمة مقديشو شهدت أمس الاول، معارك عنيفة أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، في حين فرّ الآلاف من السكان.ومنذ السابع من مايو الماضي، يشن الإسلاميون المتطرفون التابعون لحركة "شباب المجاهدين" و"الحزب الإسلامي" هجوما غير مسبوق على مقديشو بهدف الاطاحة بالرئيس الجديد. وفي 22 مايو، بدأت الحكومة الضعيفة هجوما مضادا على المتمردين، غير أنها تكبدت خسائر كبيرة.(مقديشو ـ أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ، يو بي أي)
آخر الأخبار
السلطات الصومالية تعلن الطوارئ وتدعو الجوار إلى التدخّل عسكرياً
21-06-2009