تنطلق يوم الاثنين القادم القمة الخليجية الثلاثين في بلدنا الغالي الكويت، ولأن بلدنا غالٍ علينا وكذلك دول أشقائنا الخليجيين أهلنا وأبناء عمومتنا، فإن أنظارنا تتجه جميعا إلى هذه القمة ونعقد عليها الكثير من الآمال رغم كل ما يحدث في بلدنا الحبيب من تأزيم وصراع وقلب للمفاهيم والحقائق، ونأمل مع هذه القمة الثلاثين لقادة المجلس أن نجد نتائج إيجابية تأخرت كثيراً ولم تر النور منذ سنوات طويلة. في القمة الخليجية من المفترض أن يتم الانتهاء من الاتفاق على توحيد العملة النقدية، ومشروع الربط الكهربائي الموحد، والتوصل إلى حلول بشأن سوق العمل، والوقوف على حقيقة ما يحدث في دولنا بسبب الأزمة المالية الاقتصادية العالمية، وغيرها من الأمور المهمة الأخرى، لكن ما يلفت انتباهي هو تصريح لبعض السياسيين الكويتيين بأن أزمة ديون دبي لن تناقش في هذه القمة.هذه التصريحات الأخيرة الخاصة بعدم مناقشة ديون دبي من الأمور التي توضح الحقائق المهمة التي نحاول منذ سنوات أن نتغاضى عنها، فالقمة لا تريد مناقشة موضوعات حساسة، وما يحدث يؤكد أن هذه القمة وغيرها هي فقط من أجل ذر الرماد في العيون ومن أجل أن نثبت للعالم أننا متحدون، ولدينا مجلس يجمع أبناء العمومة وأصحاب الأنساب في هذه البقعة من العالم.ما يثير انتباهي أن القمم تتعمد عدم الإحراج وعدم مواجهة المشاكل الصعبة، وأن هناك أموراً مهمة نتجاوزها بداعي عودة كل قائد إلى بلده دون أن يعكر صفوه أو يشحذ ذهنه في التوصل إلى حلول عملية لمشاكلنا، فالكويت ودول الخليج لديها الكثير من الهموم والمشاكل التي إن تركناها اليوم، فإنها ستكبر ككرة الثلج، ولن يفيد العلاج في المراحل النهائية من المرض.لذلك أرى أنه من الضروري جداً مناقشة هذه الهموم ومساعدة بعضنا بعضاً لتجاوزها.وأول ما يمكن مناقشته في القمة ديون دبي ومساعدتها على الخروج من هذه الأزمة التي قد يصل تأثيرها ليشمل دول الخليج كلها وبشكل موجع، كذلك علينا أن نناقش الخلافات بين دول خليجية وإن كان أطرافها معروفين، إلا أن الجميع يؤثر السلامة وعدم التطرق إليها رغم أن العكس هو الصحيح والمفيد للجميع.وأما فيما يخص العملة الخليجية، فأستغرب أن نطبق هذا القرار في دول بينما تمتنع الأخرى، وأستغرب أن توافق الكويت في ظل امتناع الإمارات مثلا على الرغم من أن سعر العملة الكويتية أكبر من الإماراتية ومن عملات كل دول العالم، فكيف هذا الذي ربما لا يكون في مصلحة الاقتصاد الكويتي بالشكل الذي وصفوه؟ فنحن نفهم أن تتحد دول الخليج ونوافق على ذلك، لكن شريطة ألا يؤثر ذلك فينا سلباً.نريد من قادة الخليج في هذه القمة أن يخرجوا لنا بنتائج فعلية، وألا تمر القمة كسابقاتها دون نتائج ملموسة؛ اللهم باستثناء بعض القرارات القليلة التي كانت في مصلحة المواطن الخليجي.ونقول لقادتنا نحن معكم ونقف خلفكم لندفع بكل ما لدينا من طاقة لمستقبل أفضل لأبنائنا، كما نأمل أن نتحد فعلياً وألا يظل هناك تيار من الذين يتبعون مبدأ «خالف تعرف»، وأن تقف الأمور عند حدها، ويعرف كل ذي قدر قدره من أولئك الذين يحاولون أن يوهموا العالم بأنهم أصحاب خبرة وتجربة ومشورة وعلم لا يتوافر سوى لديهم.ونقول للقادة في النهاية وفقكم الله لما فيه مصلحة البلاد والعباد، واعلموا أن ما تقدمونه لشعوبكم لن ينسوه أبداً، وسيظل التاريخ يذكر إنجازاتكم، ونرجو أن تخرجوا علينا، يرحمكم الله، بنتائج إيجابية ملموسة وفاعلة.خارج نطاق الموضوع:المادة الخامسة عشرة من الدستور:تعنى الدولة بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة.
مقالات
المطلوب من اصحاب القلوب؟!
10-12-2009