تحدّى أنصار المعارضة الإيرانية أمس رفض السلطات الرسمية منحهم الترخيص لإقامة تجمّع للصلاة على أرواح ضحاياهم الذين سقطوا في التظاهرات التي انطلقت عقب صدور نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، والتي أدّت إلى فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.

وأصرّ زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي على أن ينضما إلى مناصريهم، للصلاة أمام مدفن ندا آغا سلطان، الناشطة الشابة التي قتلت خلال إحدى التظاهرات، وأصبحت رمز المعارضة الإيرانية بعد انتشار صورها أثناء الاحتضار، على شبكة الإنترنت.

Ad

وأفاد شهود عيان بأن الشرطة الإيرانية، التي عمدت إلى تفريق المحتجّين بالقنابل المسيلة للدموع، وضربهم بالهراوات وتكسير زجاج السيارات التي تطلق أبواقها، كعلامة لدعم المعارضة، طلبت من موسوي الذي وصل في فترة ما بعد الظهر إلى مقبرة "بهشت الزهراء" (جنوب طهران)، مغادرة المكان فوراً.

وبحسب الشهود، فإن موسوي نجح في الخروج من سيارته، وسلوك الممر المؤدي إلى قبر ندا.

وذكر شاهد أن عناصر الأمن "لم يسمحوا له بتلاوة الآيات القرآنية كما هي العادة في هذه المناسبة، وتم تطويقه مباشرة من شرطة مكافحة الشغب التي ردته إلى سيارته"، وأضاف: "كان الناس يهتفون يا حسين، مير حسين والله أكبر".

وقال الشاهد، الذي كان في الموقع، "في الوقت نفسه طوّق المتظاهرون سيارته (موسوي) كي لا يغادر المكان، فبدأت الشرطة بدفع المتظاهرين، وبعدها غادر موسوي. وقد طوّق نحو 150 عنصراً من مكافحة الشغب، إضافة إلى عناصر من قوات الشرطة المربع (الذي دفن فيه ضحايا تظاهرات الأسابيع الأخيرة في مقبرة بهشت)".

إلى ذلك، رشق متظاهرون بالحجارة عناصر الشرطة الذين طوّقوا الشيخ كروبي بُعيد وصوله إلى المقبرة.

وقال الشهود إن الشرطة أوقفت عددا من المتظاهرين، كما بدأ عناصر الشرطة باستخدام الهراوات والعصي والأحزمة لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يعتزمون التجمع من جديد في المقبرة.

من جهة أخرى، أفاد شهود بأن بعض المحتجين أشعلوا النيران في صناديق القمامة في شارع في وسط طهران حين حاولت الشرطة منعهم من التوجه إلى مكان الاحتفال.

وقال شاهد: "أحرق المحتجون العديد من صناديق القمامة في شارع تخت تافوس. يوجد في المنطقة المئات من رجال الشرطة لمنعهم من التوجه إلى المصلى".  وكان متظاهرون آخرون يسيرون في جادة "ولي العصر"، أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة طهران، إذ كان مئات السائقين يطلقون العنان لأبواق سياراتهم.

وفي وقت سابق أمس، اعتقلت الشرطة مخرجي أفلام إيرانيين حينما حاولا وضع الزهور على قبر ندا، وكان أحدهما هو جعفر باناهي المعروف بإخراجه فيلم "الدائرة"، الذي يتضمن نقداً لما تتلقاه المرأة من معاملة في ظل النظام الإيراني، وقد مُنع ذلك الفيلم من العرض داخل إيران، كما اعتُقلت معه مخرجة الأفلام الوثائقية مهناز محمدي، التي كانت برفقته.

(طهران - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)