بعد مرور خمسة أيام على كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب جزيرة هايتي، استمر أمس تدفّق المساعدات المالية والعينية وسط سوء تنسيق التوزيع، في حين قدرت الحكومة أن يصل عدد قتلى الزلزال إلى 200 ألف.

ويصل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى العاصمة المنكوبة بور أو برنس اليوم، للإعراب عن تضامنه مع شعب هايتي، وتقييم حجم الدمار والجهود الدولية المبذولة للمساعدة، في وقت تزايدت احتمالات وقوع أعمال عنف في شوارع العاصمة المنكوبة مع استمرار معاناة المواطنين في الحصول على الطعام والماء والدواء.

Ad

وإزاء تنامي مشاعر الغضب وسط السكان الجائعين بسبب شح مواد التموين، تخشى الحكومة انفجار أعمال عنف واسعة، بينما تبقى أطنان المعونات التي وصلت إلى البلاد حبيسة الحاويات في المطار، بانتظار إقامة نظام منسَّق للتوزيع، لإيصال المساعدات إلى المحتاجين.

وسمحت حكومة هايتي للولايات المتحدة بالسيطرة على الميناء الجوي الرئيسي في البلاد، لتنظيم الرحلات الجوية التي تنقل المساعدات من أنحاء العالم والإغاثة السريعة إلى الدولة المنكوبة.

وتوجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بور أو برنس أمس، على متن طائرة نقلت بعض الإمدادات وستنقل معها عدداً من الأميركيين من الجزيرة.

وقالت كلينتون قبل سفرها: "سنوضح بشكل مباشر للغاية وشخصي لشعب هايتي دعمنا المستمر له على المدى الطويل".

في هذه الأثناء، استمرت الشاحنات في نقل الجثث إلى مدافن جماعية تمّ حفرها على عجل خارج المدينة، لكن يُعتقد أن آلاف الجثث لاتزال مدفونة تحت الأنقاض. وأعلن وزير الداخلية في هايتي أنطوني باين-ايمي: "جمعنا بالفعل نحو 50 ألف جثة ونتوقع أن يكون هناك في المجمل ما بين 100 ألف و200 ألف قتيل رغم أننا لن نعرف قط العدد على وجه الدقة".

في موازاة ذلك تأكد حصول أعمال نهب وعنف في بعض أنحاء العاصمة.

وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن زلزال هايتي، شكّل أسوأ كارثة شهدتها المنظمة الدولية في تاريخها لأنها دمّرت مقارها في الجزيرة.

وأفادت المتحدثة باسم مكتب التنسيق اليزابيث بيرز: "لم نواجه يوماً مثل هذه الكارثة التي ليس لها مثيل في تاريخ الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أنه خلافاً  لـ"تسونامي" الذي ضرب آسيا في عام 2004، وأسفر عن نحو 140 ألف قتيل، لم يبق سوى بنى تحتية محدودة في هايتي لدعم تقديم المساعدة الأجنبية.

(بور أو برنس ــ أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)