تشهد سوق التمور حركة تجارية نشطة خلال شهر رمضان الفضيل، نظراً إلى إقبال الزبائن على شراء هذه الفاكهة، لا سيما أنها وجبة رئيسة يحرص الصائم على تناولها.«الجريدة» زارت حاج أحمد أشكناني في دكانه بسوق المباركية للاطلاع على أنواع التمور، ومدى رواجها في الشهر الفضيل. في مستهل حديثه، ذكر حاج أشكناني أن «الخلاص» السعودي أحد أبرز أنواع التمور مبيعاً خلال رمضان الفضيل، ومن بينه «خلاص القصيم» و«خلاص الإحساء»، أمّا «الرطب» فيشهد بدوره إقبالاً واسعاً أيضاً، خصوصاً في فصل الصيف. وأفضل أنواعه «الرطب الجامبو» العراقي الذي لم يعد متوافراً راهناً، خصوصاً أن التمور العراقية محظورة الاستيراد محلياً لأسباب سياسية، لذا يجلبها معظم التجار من المملكة العربية السعودية وإيران. أجود الأنواعأوضح أشكناني أن أنواع التمور تقاس بجودة تربة البلد المزروعة فيه ومناخه ومياهه، لذلك تتفوّق إيران والعراق على بقية الدول بالتمور الأفضل، مشيراً إلى أن تلك الأراضي تحديداً تمتاز برمال ناعمة، تُكسب هذه الفاكهة الرمضانية مذاقاً لذيذاً.في السياق ذاته، أكّد أشكناني أن الإقبال واسع على أنواع أخرى من التمور على مدار العام، أبرزها «العجوة» الذي يُجلب من المدينة ويتمتع بفائدة في علاج المرضى ودرء عين الحاسد والسحر، عبر تناول سبع حبات منه صباحاً على الريق يومياً، وثمة زبائن تقبل على شرائه أسبوعياً.حول أسعار العجوة، قال أشكناني إنها كانت مرتفعة قبل غزو العراق الكويت نظراً إلى قلة النخيل، فسابقاً كانت تصل أسعار الشجرة منه إلى 30 ديناراً، أما اليوم فتباع بثمانية دنانير فقط، مؤكداً على فاعلية العجوة في العلاج كما جاء في الحديث الشريف: «من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر».أضاف أشكناني أن أشجار نخيل العجوة لا تنبت إلا في المدينة، وفي حال نقلت إلى منطقة أخرى تموت، موضحاً أن الأنواع الأخرى المرغوبة هي :»العنبر، مبروم المدينة، خضر المدينة، الصقعي، ونبوت الصيف»، وكلها تمور مفيدة في الصيف، لا سيما أنها لا تشعر آكلها بالحرارة كما التمور الأخرى.كذلك أشار إلى أن مواسم جني الثمار تنحصر في ثلاثة أشهر، إذ تبدأ عملية القطف في يوليو (تموز) وتنتهي في سبتمبر (أيلول) سنوياً، وتكبس الثمار في نوفمبر، ما عدا الرطب الذي يحتاج إلى تبريد بعكس الأنواع الأخرى.وعن الخلطات، أوضح بو أحمد أنه يقدّم إلى زبائنه خدمات خاصة عبارة عن خلطات من الزنجبيل وجوز الهند وبودرة النارجيل وحبة الحلوة والدبس والسمسم، مشيراً إلى أنها تتمتّع بفوائد علاجية جمّة، ويقبل عليها معظم الزبائن، تحديداً خلال الشتاء. فوائد بحسب مصادر طبيّة محليّة، أظهرت التحاليل المخبرية أن التمر الجاف يحتوي على نسبة وافرة من الكربوهيدرات والمياه، وقليل من الدهون والأملاح المعدنية، إضافة إلى الألياف والفيتامينات A، B1، B2، وC، والكورامين والبروتينات والسكر والزيت والكلس والحديد والفوسفور والكبريت والبوتاسيوم والمغنيزيوم والنحاس والكالسيوم.كذلك أظهر التحليل أن التمر يقوي العضلات والأعصاب ويرمّم مظاهر الشيخوخة ويؤخرها، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية، خصوصاً لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً. ويزيد التمر وزن الأطفال ويحافظ على رطوبة العين وبريقها، ويمنع جحوظها ويقوي النظر والسمع، ويهدئ الأعصاب، ويحارب القلق العصبي، وينشط الغدة الدرقية. كذلك يساعد على تخفيف التوتر في حال تناوله صباحاً مع كوب حليب. إضافة إلى مفعوله في تليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء ومنع إصابتها بالالتهاب، يقوي التمر حجيرات الدماغ والقدرة الجنسية والعضلات، ويكافح التراخي والكسل لدى الصائمين والمرهقين. التمر أحد الأطعمة سهلة الهضم والسريعة التأثير في تنشيط الجسم، ويدر البول فينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يكافح السعال والتهاب القصبات والبلغم، فيما تحارب أليافه الإمساك، وتعدّل أملاحه المعدنية القلوية حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم، وإضافة الجوز واللوز إليه أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله، ولا يمنع التمر إلا عن البدينين والمصابين بالسكري.وأكدت الدراسات أن الرطب يحتوي على مادة مقبضة للرحم تشبه الأكسيتوسين، لذا يساعد على خروج الجنين وتقليل النزف بعد الولادة، ولأنه يحتوي على مواد حافظة للضغط الدموي يساعد على تقليل النزف أيضاً.التمر غني أيضاً بالفيتامين A الذي يساعد على النمو ويقي من العشا (عمى الليل)، ويحافظ على سلامة الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق. فيما يبقي الفيتامين B المتوافر في التمر أيضاً الجهاز العصبي في حالة سليمة، ويحارب توتر الأعصاب وانسداد الشهية. كذلك يساعد على هضم الأطعمة الدهنية ويحافظ على سلامة اللسان والشفتين، ويقي من الجنون والبلاجر (علة يصحبها طفح جلدي وضعف واضطراب الأمعاء والجهاز العصبي).أمّا أنواع السكر في التمر فهي الغلوكوز والليكولوز والسكاروز، التي يمتصها الجسم بسهولة، فتصل سريعاً إلى الدم، ثم إلى الأنسجة والخلايا في الدماغ والعضلات لتمنحها قوة وحرارة.
توابل
يعالج الأمراض ويقي من الحسد التمر... أنواع كثيرة وفوائد لا تُحصى
09-09-2009