أكدت رئيسة القسم الثقافي في إدارة الانشطة الثقافية والفنية بعمادة شؤون الطلبة بجامعة الكويت سهيلة النجدي أن الفنان لديه مساحة رائعة للتنفيث عن همومه عبر لوحاته، مطالبة بزيادة مساحة المرسم التابع للقسم بكلية العلوم الاجتماعية.

بينما يقضي بعض طلبة جامعة الكويت وقت فراغهم بين محاضرات الجامعة في الدردشة وغيرها من وسائل تمضية الوقت، تعكف كوكبة من الطلبة المبدعين على صقل مواهبها، بالرسم والإبداعات اليدوية والأنشطة الفنية المختلفة، بإشراف من رئيسة القسم الثقافي في إدارة الانشطة الثقافية والفنية بعمادة شؤون الطلبة بجامعة الكويت سهيلة النجدي.

Ad

«الجريدة» تجولت في مرسم القسم الثقافي، والتقت رئيسته سهيلة النجدي، في حوار عن انتاجات المرسم وما يحتويه الرسم من اسرار، موضحة أن مساحة المرسم لا تسمح لجميع الطلبة المحبين لهذا الفن بمزاولة نشاطهم، مطالبة إدارة الجامعة بتوفير مساحة ملائمة، وهو ما يتضح من خلال مجريات الحوار التالي:

• من أين تريدين بدء الحوار؟

- بالطبع أريد ان أبدأ بالحديث عن الرسم بشكل عام، فمنذ بداية الحضارة الانسانية، والرسم امر يرد عن احساس شخصي يقوم به صاحبه للتعبير عن كل احاسيسه سلبية كانت أم ايجابية، ويعبر ايضا عن الاحداث الواقعة على الطبيعة، ويمكن له من خلاله ان يعطي رأيا ثقافيا او سياسيا أو ادبيا، ويمكن للاخرين قراءة هذه اللوحات او الرسمات وفهم رسالة صاحبها، فضلا عن كون الرسم وسيلة للتواصل بين الناس وارسال واستقبال رسائل الاشخاص، وفي الوقت الحالي يعتبر علما يدرس وفنا يستثمر في كل انحاء العالم، فعلى سبيل المثال في جمهورية مصر العربية هناك كليات كاملة للفنون الجميلة، تخرج مدرسين وفنانين، فهو علم اكاديمي وانا شخصيا أحمل شهادة بكالوريوس الفنون الجميلة من مصر.

• ألا يوجد بالكويت قسم للفنون الجميلة؟

- بالكويت يتم تخريج مدرسي التربية الفنية وخريجي مسرح وليس خريجي فنون جميلة، ففي القاهرة يتم تدريس مواد تاريخ الفن وتشريح الفن، وتشريح جسم الانسان للتفاصيل الجسمانية للرسم، والتصميم ودراسة رسم الطبيعة أو الطبيعة الصامتة، ومواد نقد فن الرسم لكي تنتقد الرسامين، فهي عملية ليست ببسيطة.

• وما العلاقة بين الرسام والعمل الفني؟

- نعم، العلاقة بينهما ودية، فاللوحة او العمل الفني عبارة عن احاسيس ومشاعر هذا الفنان وشخصيته، وهو مرآة الفنان، فهو يعكس الصورة الحقيقية عنه سواء سلبية او ايجابية، فالفنان يقدم عمله عن طريقة لوحته الى الجمهور، فمنهم من يفهمها ومنهم من تمر عليه دون ان يدرك مدى روعة او رداءة هذا العمل، فيتم انتقاده سلبيا أو ايجابيا، وبالتالي يرجع كل ذلك على الفنان نفسه.

اضافة الى ذلك، العمل الفني له علاقة بمظهر الفنان الخارجي، فهناك فنانون يحبذون العمل بألوان معينه أو شخصياتهم تتناسب مع ألوان محددة، أو هم لا يرتاحون سوى مع نوعية معينة من هذه الالوان، فتنعكس على مظهرهم الخارجي.

• متى يلجأ الفنان إلى ممارسة هوايته؟

- الفنان يلجأ في اي وقت، واحيانا يقوم الفنان بالرسم من دون ان ينوي ذلك او يشعر، فيكون الرسم في دمه ويقوم بالرسم وزرع الخيال في اللوحة دون ما يحس، فليس له وقت محدد، ولكن هناك اشارات تساهم في انخراط الفنان في الرسم فورا، حيث يفرغ طاقاته بالرسم متى ما وجد انه محتاج لذلك الامر، فالالوان تفرغ طاقات الفنان، وتجعله يعيش في اريحية بعد ما يفرغ ما به من طاقات في اللوحة، فيكون احيانا مشحونا من موقف معين، فيلجأ الى الرسم لتحاكي اللوحة همومه.

وغير ذلك، هناك اشخاص يحبذون العمل في اماكن معينة، وفي ازمان معينة، وفي أجواء معينة، حتى يتسع خيالهم، ويبدعون في اعمالهم، فإذا كان هناك خيال متسع وإحساس أوسع يأتي الابداع في العمل، فمن الفنانين من يعتاد على اماكن مخصصة لما يجده لها من اثر بالغ في نفوسه، فمن الطلبة من يحبذ الرسم بالقسم، ومنهم من يحبذ بالمنزل ومنهم على الشاطئ، فيختلف الامر من شخص لآخر.

للعمل حدود

• هل للعمل الفني حدود؟

العمل متصل بالحرية، فما دامت هناك حرية، لا حدود للعمل، وإذا كان هناك قيود فالعمل مقترن بها، فهناك قيود اجتماعية دينية سياسية وغيرها من مختلف النواحي تقيد العمل، فلا يستطيع الفنان الإنتاج مع كل هذه الامور، لانه يراعيها في عمله، فلا يستطيع التوسع خارج هذه البوتقة.

• كيف يطور الفنان نفسه؟

- هناك عوامل تساعد على الارتقاء بالفنان، وعلى اتساع خياله، فمنها الحرية والثقافة التي تأتي إما من جوانب الحياة المختلفة، وإما عن طريق القراءة والاطلاع، فمتى ما عاش الفنان حياته بوعي اتسع نطاق خياله وأبدع اكثر، فيمكن للفنان أن يقرأ بالادب أو بالموسيقى أو بالسياسة او بأي مجال، فهذه الامور توسع من مداركه وخياله، وتساهم في الارتقاء به.

• كيف يستطيع الجمهور تذوق أعمال الفنانين؟

- هناك اعمال مباشرة، يفهمها جميع الجمهور، وهناك أعمال غامضة غير مباشرة لا يفهمها الا اصحاب المجال، فهي تعتمد على المتلقي ذاته، إذا كان مثقفا يفهمها دون معاناة، وإذا كان غير ذلك في هذا المجال، فيتوه دون أن يعرف محتوى رسالة الفنان، فهناك فنانون يرسمون اللوحة بدون عنوان، ويجعل القارئ يتفكر فيها، ويدخل في خيال واسع يستمتع بخياله في هذه الصورة، فبعض الصور تمنح الانسان ثباتا ذهنيا، وبعضها تسبب له تنافر ادراكي لا يستطيع ان يتقبل هذه الاعمال.

أساليب فنية متنوعة

• ما أساليب الرسم لدى الفنان؟

- الرسم له عدة مدارس وأساليب، فمنه الاسلوب الطبيعي ومنه الواقعي والتجريدي والتأثيري وغيرها من المدارس الكثيرة، وهناك خلط عدة مدارس في عمل فني واحد، فالفنان يعبر كيف ما يرى الموضوع من جهته، فيستطيع أن يعبر عن التراث بالطريقة الكلاسيكية ولكنه يعبر عنها بالاسلوب التجريدي، فهو يجرد العناصر من شكلها ويعطيها ما يحس فيه.

• ما مدى تأثير القيم على العمل الفني؟

- لكل عمل فني قيمه، والعمل لا يستطيع شد المتلقي الا بالقيم، فهناك فكرة، وطريقة تنفيذ، وألوان، وتصميم، والعلاقة بين الكتل الفنية، وإذا ما وجدت هذه القيم، فالمتلقي يجد في هذه الاعمال ضعفا، وخصوصا المثقفين منهم.

• ماذا عن قسم الرسم في جامعة الكويت؟

- قسم الرسم هو موجود في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت بالشويخ، ويتبع لادارة الانشطة الثقافية والفنية التابعة لعمادة شؤون الطلبة، حيث يكون في كل كلية من كليات الجامعة، قسم مخصص لنشاط طلابي معين على حسب هذه الكلية، وقد افتتح عام 2006، وله العديد من الانشطة داخل وخارج الجامعة وهي ترتكز على طلبة جامعة الكويت فقط، وهذا القسم لا يعتبر مكانا للتسلية ومضيعة الوقت، بل يعتبر مكانا فنيا تؤدى فيه المعطيات الانسانية من خلال مواهب طلابية يفرغون طاقاتهم ومواهبهم في شيء يدوم اثره معهم طويلا، ويظل شيئا مقترنا بحياتهم، بدلا من اضاعة وقتهم في امور لا تفيدهم.

• علام يعتمد قسم الرسم بالعلوم الاجتماعية؟

- يعتمد هذا القسم اولا على الطلبة المشاركين بهذا القسم، وعلى انتاجهم، فيعتبرون هم الركيزة الاساسية بالمرسم، ويأتي بعد ذلك النشاط المرتب من قبل مشرف المرسم، والعلاقة الجيدة بين المرسم وإدارة الكلية، وعلى توفير الاماكن من قبل الكلية لمزاولة الانشطة الطلابية، فضلا عن الخدمات الفنية التي تقدمها ادارة الانشطة من توفير خامات فنية وادوات مختلفة.

تفاعل مع أنشطة القسم

• هل هناك إقبال من الطلبة للمشاركة في أنشطة هذا القسم؟

- اقبال الطلبة على كافة الانشطة بالجامعة ضعيف، لكنه على هذا القسم تجده قويا نسبيا، فالقسم لا يخلو من الطلبة، ويقومون بأنشتطهم الفنية داخله دون اي تفريط، وذلك يكون في غير أوقات دراستهم او امتحاناتهم، واضافة الى ذلك، فإن المرسم صغير ويحتاج الى توسعة، لان أغلب الطلاب حينما يأتون يجدون فتيات، والعادات الاجتماعية والاعراف والتقاليد ومن بعدها قانون الاختلاط حد من مرتادي القسم، لان الشباب حينما يأتون الى القسم ويشاهدون البنات ينصرفون تلقائيا وكذا الفتيات.

• هل هناك مطالب من قبلكم للجامعة؟

- قمنا بطلب مكان اوسع من هذا القسم، لما للنشاط من مطالب تستوجب وجود مكان أكبر، يتسع جميع الاعمال الفنية ويتيح للطلبة جميعهم مزاولة اعمالهم الفنية داخل القسم، وما زلنا نبحث في اروقة الجامعة عن مكان مناسب، اضافة الى اننا طلبنا من الجامعة وضع امتيازات للطلبة، وصرف مكافآت لهم تحفزهم على الاقدام على هذا النشاط، خصوصا ان المشاركين فيه يحصدون للجامعة جوائز ودروع تقديرية من خارج الجامعة لانهم يحملون اسم الجامعة بأعمالهم خلال مشاركاتهم الخارجية في المسابقات الفنية، فمن باب أولى تصرف لهم الجامعة مكافآت.

ونود أن نقوم بإرسال مشاركين معنا الى خارج البلاد لصقل مواهبهم، حتى يحصدوا للبلاد اجمل النجاحات واسماها، فهم يرفعون اسم البلاد عبر اعمالهم علاوة على اسم الجامعة، فلذا يجب الاهتمام بهم حتى يكون لهم حافز للعمل والإبداع.