انتهى مؤتمر الهيئة التنفيذية في جامعة الكويت بخلاف آخر، وهجوم جديد على اتحاد الأردن الذي رفض التعامل مع الهيئة التنفيذية في الكويت أخيراً، وعلى حساب أعمال ومطالبات الوفود التي أتت من كل مكان في الأرض للمطالبة بأبسط حقوقها.

Ad

مر مؤتمر الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت كعادته دون انجاز، واجتمع مع الوفود التي أتت من شتى بقاع الأرض لمتابعة عمليات القضاء على اتحاد "الأردن"، الذي أصبح أخيرا غير تابع للهيئة التنفيذية بالكويت صاحبة الأغلبية في مقاعد المؤتمر ولا يأتمر بأمرها، فاستغلت وقت مناقشة وتعديل بعض بنود الدستور لإعطاء مزيد من الحريات الطلابية وكفل حقوق الأقليات من الوفود الأخرى وبسط العدالة كأساس للتعامل بين الوفود، بعمل اجتماعات مكوكية لاقناعها بمقاطعة اتحاد الأردن ومحاربته حسب مصادر مقربة من الهيئة التنفيذية.

وتجلى ذلك من خلال مذكرة وفد اتحاد بريطانيا الذي طالب بمناقشة اشهار الاتحاد الوطني لطلبة الكويت كرد فعل لهجوم اتحاد فرع الأردن -الغائب عن المؤتمر- الذي كان يرتكز في مقاطعته للهيئة التنفيذية في الكويت على أنها غير مشهرة ويريد الاستقلال بذاته، فضلا عن أن اتحاد بريطانيا وقف إلى جانب الهيئة التنفيذية بعدم تعديل نسب تمثيل الاتحادات الخارجية في مؤتمر الهيئة التنفيذية بالاتفاق مع باقي الوفود الأخرى باستثناء وفد اتحاد أميركا، الذي كانت له مواقف سابقة برفض التعديلات التي أقرت في مؤتمر 2005.

ويسجل لوفد الكويت خلال المؤتمر الذي عقد الاسبوع الماضي امتناعه عن التصويت على اقتراح وفد أميركا الذي طالب بإعادة تعديل نسب تمثيل الوفود، وخرج من قاعة المؤتمر بعد إعلان رفضه التعديلات ليرمي الكرة في ملعب الوفود، وليؤكد أن القرار كان للوفود وأن وفد الكويت يملك أغلبية ساحقة، لكنه آثر الخروج من القاعة ليعطيها حق تقرير مصيرها، لكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجأة، ونتيجة تصويت تحسب على الوفود التي صوتت بالأغلبية على بقاء الوضع كما هو عليه ورفض مقترح اتحاد أميركا، رغم أنه كان من شأنه أن يعطي حقوقا واسعة لهم، سلبت منهم قبل أربعة أعوام.

وبالنظر إلى حقيقة الأمر، فإن وفد الكويت كان يعلم قبل خروجه من قاعة التصويت بالنتيجة، وإلا لما خرج، لأن الاقتراح لو مر كان ليزيد مقاعد الوفود الأخرى على حساب وفد الكويت وبالتالي سيقود قرارات المؤتمر وبيانه الختامي إلى شيء آخر قد لا يريده وفد الكويت في الاعوام المقبلة، ولكنه نجح الآن بالخروج من الصراع، وترك اتحاد أميركا وحيدا أمام باقي الوفود، التي فضلّت بقاء علاقتها متينة مع وفد الكويت على حساب مكتسبات طلابية أصيلة.

ورغم كل شيء فإن وفد الكويت غير معفى مما يحدث، لأن أساس الديمقراطية هو احترام رأي الأقلية قبل اعتماد رأي الأغلبية، وعليه فإن وفد الكويت كان حريا به التقدم بهذا الاقتراح والمبادرة بإعطاء كل ذي حق حقه، وليس الاختباء خلف عباءة الحيادية، وإعطاء الوفود حق تقرير المصير، في ظل عدم رغبة بعض الوفود في خسارة وفد الكويت لأنه من خلال أغلبيته يحدد من ينتخب للمجلس الإداري، وبعض الوفود تريد المناصب.

السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا يعمل وفد الكويت على اشهار اتحاد الطلبة؟ ولماذا تجده في كل عام يكوّن جبهة ضد أحد الفروع؟ والإجابة بسيطة، وهو أن الاتحاد الحالي بقيادة القائمة الائتلافية يريد ابقاء إدارة الانتخابات تحت يده، ويحارب كل فرع يشكك في شرعيته، ولكن هذه الحقيقة تأخذنا إلى تساؤل آخر مفاده هل استفادت الهيئة التنفيذية للاتحاد من إدارة الانتخابات وبقاء الاتحاد الوطني تحت سيطرتها؟

التاريخ لا يرحم، وكذلك الهيئة التنفيذية لا ترحم، وحوادث كثيرة أكدت نوايا خطيرة مورست ومن الممكن أن تستمر، هدفها الابقاء على القائمة الائتلافية في قيادة الاتحاد، ولا يخفى على أحد تقاعس الهيئة التنفيذية من خلال وفد الكويت بعدم اعتماد فرع اتحاد للطلبة الدراسين في لبنان، والسبب يعود في ذلك إلى أن الأغلبية الطلابية هناك تتجه إلى تشكيل مجاميع طلابية لا تتفق في التوجه مع القائمة الائتلافية، ولا يمكن استبعاد هذا الاحتمال لأنه انعكس في حادثة اتحاد الاردن الذي تبرأت منه الهيئة التنفيذية لأنه غير تابع لهم في التوجه والأفكار، وبالطبع إلى جانب إسقاط كل مقترحات وفد أميركا التي طالبت كذلك بإنشاء اتحاد للطلبة الدارسين في كندا.

والتاريخ لا ينسى كذلك طرد مناديب للقائمة المستقلة في انتخابات اتحاد جامعة الكويت في عام 2000، والذي توقع البعض أن يكون عام الإطاحة بالقائمة الائتلافية، لكن الهيئة التنفيذية أخذت تدابيرها وطردت مندوبة من قاعة فرز في كلية التربية وارتفع في فترة طردها عدد المقترعات بشكل مريب، وهي حادثة من حوادث مشابهة عديدة وقعت في الأعوام التي تلتها، لتأتي النتائج وتعلن الفارق الكبير للائتلافية عن القائمة المستقلة في كل عام، بالإضافة إلى منع مرشحة القائمة المستقلة من التصويت في انتخابات الاتحاد رغم أنها مرشحة عن كلية الحقوق، والهيئة التنفيذية اعتمدت ترشيحها ولم تسمح لها بالتصويت!

ولم تقف هذه التدابير حتى مع زيادة الصحف في الكويت وإطلاق القنوات التلفزيونية، التي كثفت بطبيعة الحال متابعة الأحداث الطلابية وتسجيلها في صفحات التاريخ، لتعود الهيئة التنفيذية مرة أخرى إلى استغلال إدارتها للانتخابات ومنع 197 طالبا وطالبة من التصويت في انتخابات اتحاد أميركا، وهو الامر الذي رجحت الأوساط الطلابية أن أغلبيتهم من أنصار قائمة الوحدة الطلابية، وهي قائمة مخالفة تماما لتوجه القائمة الائتلافية في الكويت، فكان الحرمان من أجل الإطاحة بها، ولصالح قائمة أخرى كانت ترفض الاعتراض على آلية التصويت وحرمان 197 طالبا أثناء عملية التصويت.

لا يمكننا الجزم بأن هناك عمليات تزوير للانتخابات، أو أن الهيئة التنفيذية تتعسف باستخدامات سلطاتها وبشكل واضح للبقاء في قيادة دفة الهيئة التنفيذية، ولكن لماذا يحدث كل ذلك؟ ولماذا في كل مؤتمر تزداد صلاحيات وفد الكويت على حساب الآخرين؟ ولماذا وصلت الحال ببعض الوفود لتصبح ذيلا لوفد الكويت من أجل مناصب لا تسمن ولا تغني من جوع؟ وإلى متى يبقى مؤتمر الهيئة التنفيذية لحل خلافات اختلقها البعض من أجل البقاء وعلى حساب إشهار الاتحاد أو إعلان تأسيس اتحاد في الدول التي يدرس فيها الطلبة الكويتيون بأعداد كبيرة لمتابعتهم وحل مشاكلهم؟ وأين المؤتمر الاخير مما يحدث في المجتمع على مستوى كل الصعد؟ ألا يعد ممثلا لشباب الكويت؟ وأليس المستقبل بيد الشباب؟