تنطلق في مدينة سرت الليبية غداً، القمة العربية الـ22، في حين هيمنت الأجواء الضبابية على التحضيرات، لناحية المواضيع المتفق على مناقشتها وحجم المشاركة.

ولم يتضح بعد هل سيحضر العاهل السعودي الملك عبدالله القمة، في ظل غياب الرئيس المصري حسني مبارك بداعي العلاج، ومقاطعة الرئيس العراقي جلال الطالباني والرئيس اللبناني ميشال سليمان.

Ad

وبينما كان متوقعاً أن تنعكس المصالحات العربية التي تحققت أخيراً على انطلاق القمة، وأن تحتل الأوضاع في فلسطين، وخصوصاً في القدس، الأولوية في جدول أعمال النقاش، شهد اجتماع وزراء الخارجية العرب في سرت أمس، خلافاً بشأن استضافة العراق للقمة المقبلة.

وقال مصدر مشارك في الاجتماع إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تمسَّك بحق العراق في استضافة القمة المقبلة، بتأييد من الدول الخليجية وأغلبية الدول العربية، بينما رفضت دول أخرى، منها سورية، هذا الأمر.

وأوضح المصدر أن الخلاف قد حُسِم بالاتفاق على ترك الأمر للعراق ليقرِّر استضافة القمة في ضوء ظروفه السياسية والأمنية.

وخرج زيباري من الجلسة الصباحية للاجتماع، ولكنه عاد ليشارك في الجلسة المسائية، بينما قالت مصادر عراقية لـ«الجريدة»، إنه سيغادر ليبيا اليوم، ولن يشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة.

وكانت بغداد أعلنت أمس الأول، أن الرئاسات العراقية لن تحضر القمة، وذلك احتجاجاً على استضافة الزعيم الليبي معمر القذافي لوفدٍ «بعثيّ». وذكر مصدر دبلوماسي أمس، أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري مغادرة ليبيا فور انتهاء اجتماع الوزراء العرب، على أن يُمَثَّل العراق من خلال مندوبه لدى الجامعة العربية.

وتَمسَّك مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، برفض بلاده استضافة العراق للقمة المقبلة.

واعتبر، على هامش الاجتماع الوزاري، أن «تحقيق قمة عربية صالحة يأتي بأن يكون مكان انعقادها محققاً لجميع الشروط، وأولها الشروط الأمنية، بحيث لا يكون البلد واقعاً تحت الاحتلال الأجنبي».

وبشأن معالجة الخلافات العربية - العربية وبخاصة تلك القائمة بين بلاده ومصر، قال أحمد إن الشروط الموضوعية قد لا تساعد على إنجاز هذه المصالحة في هذه القمة، باعتبار «أن عدداً من القادة المعنيين بهذه المصالحة قد يغيبون»، في إشارة إلى غياب الرئيس المصري.

وقرَّر الوزراء العرب في اجتماعهم الصباحي أمس، تشكيلَ لجنة صياغة لوضع الصيغة النهائية لمشروع القرار الخاص بالقدس تحت عنوان «إنقاذ القدس» ليأخذ في الحسبان كل الملاحظات المهمة التي تقدَّم بها الوزراء.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي إن «هناك اتجاهاً عربياً عاماً إلى اتخاذ موقف عربي يرتقي إلى مستوى التحديات التي تفرضها الإجراءات الإسرائيلية في القدس»، مشيراً إلى وجود مقترح من وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط بإطلاق اسم «قمة القدس» على القمة العربية الحالية.

ونفى زكي ما تردد من حديث عن سحب المبادرة العربية للسلام أو تعديلها.

إلا أن رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف أكد أن «موضوع مبادرة السلام العربية من أهم المواضيع التي سيناقشها القادة العرب لتحديد التحرك المطلوب في ظل التصعيد الإسرائيلي وخرق إسرائيل لكل القوانين الدولية».

وعن سؤال هل تحفَّظت مصر عن دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى تفعيل العلاقات والحوار مع دول الجوار خاصة إيران؟ أجاب زكي: «الدعوة نفسها تحتاج إلى بلورة وفهْم معنى التفعيل».