في انتظار إعلان المفوضية القومية للانتخابات السودانية بعد غد الثلاثاء النتائجَ الرسمية لأول انتخابات رئاسية وتشريعية تعددية تشهدها البلاد منذ حوالي ربع قرن، أكدت النتائج الجزئية التي بدأت المفوضية تعلنها تباعاً التوقعات بفوز الرئيس الحالي عمر البشير بولاية رئاسية جديدة، وحزبه «المؤتمر الوطني» الحاكم بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية.

وأعلنت المفوضية أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60 في المئة من مجموع الناخبين، وهي تعتبر نسبة مرتفعة. وقال نائب رئيس المفوضية الناطق الرسمي باسمها عبدالله أحمد عبدالله، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أمس، إن عملية فرز الأصوات في الانتخابات تتواصل على نحو جيد، مؤكداً أنه لم تَرِد إلى المفوضية بعدُ أي نتائج من الولايات.

Ad

وكانت المفوضية أعلنت أمس الأول أن البشير حصل على 94 في المئة من الأصوات التي تمّ فرزها. وأكدت مصادر مُطَّلعة على الفرز أن النتائج التي تصدر تباعاً تؤكد أن البشير سيحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات الرئاسية.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، رئيس «مركز كارتر»، الذي أوفد 70 مراقباً إلى الانتخابات، خلال مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أمس، أنه «من الواضح أن الانتخابات لم تَرْقَ إلى المعايير الدولية والتزامات السودان بشأن إجراء انتخابات حقيقية في العديد من النواحي»، إلا أنه اعتبر في المقابل أن «القسم الأكبر» من المجتمع الدولي سيعترف بنتائجها.

وأكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في السودان فيرونيك دو كيسر أمس أن الانتخابات لم تَفِ بالمعايير الدولية، مشيرة إلى «عيوب كبيرة» شابت العملية الانتخابية تشمل التجهيزات والترهيب، إلا أنها أثنت على حماس الناخبين، وشددت على أن «الخطوة التي أنجزت هي خطوة حاسمة من أجل مواصلة تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وهذا يعني مواصلة عملية السلام».

وأعلن الحزب "الاتحادي الديمقراطي" وحزب "المؤتمر الشعبي"، الحزبان المعارضان الرئيسيان المشاركان في الانتخابات، أمس رفضَهما لنتائجها باعتبارها لا تمثل الشعب السوداني. وقال مرشح الحزب "الاتحادي الديمقراطي" حاتم السر في بيان: "أرفض نتائج الانتخابات جملةً وتفصيلاً، ولن أعترف بها". بدوره، قال حسن الترابي زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" إنه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم: "الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الأمر إلى القضاء، ولكنه من العسير عليهم معالجته". وقالت مصادر لـ"الجريدة" إن الترابي رفض عرضاً من الحزب الحاكم للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.