- الشابة السعودية التي اختير بحثها العلمي من بين نحو عشرة آلاف بحث على مستوى العالم، ومُنحَت ثلاثة ملايين دولار، غادة المطيري... البعض هنا يُطأطئ رأسه خجلاً إذا ذُكِرَ اسمها. والآخر قيل له: هل تقبل الزواج منها؟ فأجاب فوراً بصرخة: «أعوذ بالله». ثم أكمل وهو يلجم حصان غضبه ويستهلك آخر ما تبقى من رصيد الحكمة: «الله يستر على محارمنا». - لو عاشت غادة، أو البروفيسورة السعودية العالمية إيمان هبّاس المطيري، التي رشحها الغرب لأن تكون واحدة من ضمن خمس عشرة شخصية يعوّل عليها في تغيير ملامح كوكب الأرض، أو العالمة الفيزيائية السعودية ريم الطويرقي، التي صفق علماء الغرب لاختراعاتها... لو عاشت أيٌّ منهن معنا هنا لكانت الآن توزع قوارير الزيت المقروء عليه، ولزوّجوها من شيخ دين طاعن في السن، أو شيخ دم طاعن في الثراء، ولجلست في البيت تتابع برامج تفسير الأحلام.- خطيئة غادة وصويحباتها أنهن خرجن من بيوتهن وسلكنَ اتجاهاً ثالثاً غيرَ الاتجاهين الإجباريين... بيت الزوج، والقبر! اللهم اغفر لهن.- بدأ المجتمع الشقيق بالخروج من الغرفة الصغيرة التي احتجزه فيها المتشددون إلى الحوش، إلى الفضاء الطلق، إلى الحرية، فخَلَت الغرفة... فاحتلها الكويتيون مفضلين إياها على الحوش. «منزل مبارك».- قالوا عن الفتاة تلك: «منقبة، تبارك الرحمن»، ثم سكتوا. لم يتحدثوا عن نميمتها وطبيعة شخصيتها التي تشبه الذبابة في نقل الجراثيم من شخص إلى آخر. لم يتحدثوا عن رفضها إكمال التعليم. لم يتحدثوا عن كذبها الدائم... يبدو أن النقاب يغطّي العيوب لا الوجه فقط.- قالوا عنه: «حفّ شواربه وأعفى لحيته، تبارك الله»، وسكتوا. لم يتحدثوا عن مجلسه الدائم تحت ركبة واحد من أبناء الأسر الحاكمة. لم يذكروا حكاية طلاق شقيقته التي زوّجها ذاك الشيخ، وعرضه الجديد عليه: «دعها عنك طال عمرك، سأريك صورة شقيقتي الثانية فهي أحلى منها وجهاً وجسماً». لم يذكروا كيف أصبح ثرياً بين يوم وليلة... تبارك الرحمن. - لا يمكن أن يُبدع المتشددون أبداً... كيف يبدعون وهم يرفضون «الجديد»؟. استحالة... أعطوني اسم مبدع واحد استفادت البشرية من تشدده... يكفيني اسم واحد فقط.- ظهر ذلك الشاب الأفغاني على شاشة القناة الفضائية باكياً: «أثناء حكم طالبان، لم أسمع يوماً أنهم ساعدوا عائلة فقيرة، في حين أنني أسمع يومياً عن إعلان (تطبيق حدود الله)، الذي يعني (الجلد العلني) لامرأة ظهرَ جزء من وجهها، أو لشاب نقلَ الثقات أنه يستمع إلى الأغاني في بيته! ثم تساءل: لماذا يتجسسون على الناس؟... صمت بعد ذلك برهة كي يتمكن من بناء سدّ أمام دموعه، ثم غمغم: صرخ جارنا فيهم وهم يقودونه إلى (ساحة تطبيق حدود الله): «بالتأكيد، لن يرضى الله عن أفعالكم هذه»، واختفى جارنا إلى اليوم.- في منى، راعني منظر القذارة المنتشرة في «أطهر بقعة على وجه الأرض»، فقلت للحُجاج العرب الأفارقة المجاورين لي وهم يهمّون بمغادرة المكان: «اجمعوا – لو سمحتم – مخلفاتكم من علب العصير والقراطيس وغيرها في كيس وارموه في حاويات القمامة»، فأجابني أحدهم مستنكراً وقد بدت «الزبيبة» شامخة على جبهته: «ليه؟ حد قال لك إن احنا عمّال نظافة؟»، فاعتذرت له: «آسف، ظننتكم حُجّاجاً». كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
آمال محارمنا
09-10-2009