دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى تأسيس بنك عالمي لليورانيوم منخفض التخصيب، يستهدف تكوين مخزون مادي من اليورانيوم المخصب يبقى تحت إمرة الوكالة باعتبارها ملاذا أخيراً للبلدان التي تدير برامج الطاقة النووية، والتي تواجه انقطاعاً في الإمدادات لأسباب غير تجارية، لافتاً إلى أن التمويل الأولي للبنك المقترح متوافر عبر إسهام من منظمة غير حكومية والملياردير الأميركي وارين بوفيت، مؤكداً أن الكيان المقترح سيسهم في عدم تكرار ما وصفه بـ"التجربة الإيرانية". وقال البرادعي في مقال وزعه أمس، وتنشره "الجريدة" اليوم حصرياً، إنه أودع اقتراحه لدى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي، وحضها على اتخاذ تدبير أساسي لتعزيز جهود منع الانتشار عبر تأسيس كيان تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعامل في اليورانيوم منخفض التخصيب، من أجل ضمان وصول الإمدادات إلى البلدان التي تحتاج إلى الوقود النووي لتشغيل محطات الطاقة النووية.وقال البرادعي، الذي تنتهي رئاسته للوكالة في ديسمبر المقبل، إن "اقتراحي يتلخص في إنشاء مخزون مادي من اليورانيوم المنخفض التخصيب ليصبح تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكداً أن "هذا من شأنه أن يمنح البلدان الثقة بقدرتها على الاعتماد على مصدر جدير بالثقة لتوريد الوقود النووي اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية لديها، وبالتالي عدم الاحتياج إلى إنشاء مرافق خاصة بها لتخصيب اليورانيوم أو معالجة البلوتونيوم". كان البرادعي وعد في اجتماع الوكالة في مارس الماضي في فيينا، بالعمل على إعداد تصور شامل وإطار عمل للبنك المقترح وتقديمهما في غضون أشهر قليلة، وهو الاجتماع الذي شهد إعلان الكويت تعهدها، كأول دولة تساهم في الاقتراح، بتقديم مساهمة قدرها 10 ملايين دولار لدعم فكرة إنشاء بنك يسهم في توفير الوقود النووي للاستخدامات السلمية لجميع دول العالم الراغبة في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.ويرى مدير الوكالة الحائز على جائزة نوبل للسلام لجهوده في هذا المضمار، أن مثل هذه الآليات ستشكل ضرورة أساسية في العقود المقبلة، مع لجوء المزيد والمزيد من البلدان إلى الطاقة النووية لتوفير احتياجاتها من الطاقة، مبينا أنه من المعروف أن اليورانيوم منخفض التخصيب لا يصلح لتصنيع الأسلحة النووية. ووصف البرادعي الاقتراح بأنه "فكرة جريئة"، وأردف قائلاً: "من شأنه (الاقتراح) أن يساعد في تجنب تكرار التجربة الإيرانية بعد ثورة 1979، حين قررت الجهات الموردة عدم احترام عقود توريد الوقود والتكنولوجيا اللازمة لتنفيذ برامج إنتاج الطاقة النووية في إيران. وبعد ثلاثين عاماً مازلنا نستشعر العواقب التي ترتبت على ذلك.وكشف في مقاله أن الأموال اللازمة لإنشاء بنك اليورانيوم المنخفض التخصيب متاحة بالفعل، وذلك بفضل إسهامات منظمة غير حكومية في المقام الأول- "مبادرة التهديد النووي"- وبتمويل أولي من الملياردير الأميركي وارين بوفيت، في حين لم يفصح عن التقديرات الأولية لتكاليف إنشاء "بنك اليورانيوم" التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لم يتطرق إلى حجم التمويلات المتاحة في المرحلة الراهنة.يشار إلى أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة انتخب، بعد ثلاث محاولات تصويت متتابعة، الدبلوماسي الياباني يوكيا أمانو في الثاني من الشهر الجاري مديراً للوكالة خلفاً للبرادعي الذي رفض الترشح لفترة رابعة، وكان قد عين مديراً لثلاث دورات متعاقبة منذ عام 1997، وتنتهي فترة رئاسته في ديسمبر المقبل.انظر (صفحة زوايا - 25) مقال "بداية جديدة لمنع الانتشار النووي"
آخر الأخبار
البرادعي يدعو إلى تأسيس «بنك عالمي لليورانيوم المخصب» كي لا تتكرر تجربة إيران
16-07-2009