أشار ديفيز إلى أن التعافي الاقتصادي في آسيا، كان أقوى منه في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وأن الصين تقود مسيرة آسيا للخروج من نفق الركود. أوضح أربعة من قادة الأعمال والقطاع الأكاديمي والمجتمع المدني أنه في الوقت الذي بدأت فيه البلدان حول العالم تتعافى من الأزمة الاقتصادية، لاتزال هناك أسئلة معلقة وتحتاج إلى إجابات بشأن عملية إعادة الهيكلة الضرورية. جاء ذلك في اليوم الأول لـ«قمة مجالس الأجندة العالمية» التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تستضيفها دبي على مدى 3 أيام. وقالت شاران بورون، رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال، خلال مؤتمر صحافي: «لدينا الآن فرصة، لقد ركزت الأزمة تفكير الحكومات وبالأخص مجموعة العشرين الكبرى، حول ما يجب فعله لإعادة التوازن إلى العولمة. وهذا يعني إعادة بناء الاقتصادات، وموازنة الصادرات مع الطلب المحلي، وضرورة الاستثمار في الوظائف، وكذلك الحماية الاجتماعية». ودعت شاران إلى تركيز الاستثمارات على دعم التنمية الخضراء ومساعدة فقراء العالم.وأشار جون جييف، من مركز بلفر للشؤون العلمية والدولية في جامعة هارفارد، إلى أنه في الوقت الذي نجحت فيه الجهود العالمية لمعالجة الأزمة، في وقف دوامة الانحدار الاقتصادي بشكل عام، وأسهمت في إعادة بعض الثقة إلى الأسواق المالية، فإنه مازالت هناك «مخاوف شديدة من احتمال انحسار جهود الإصلاح». الحوكمة الدوليةوقال: «هناك إجماع واسع على ضرورة تقوية آليات الحوكمة الدولية في أوروبا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينبغي علينا أن نقوم بخطوة مماثلة على مستوى العالم؟». وأضاف جييف أن هناك قلقاً متزايداً من أن تؤدي «خطط الإنقاذ غير المتوازنة في الغرب إلى فقاعات في الشرق».اللاتوازن العالميوأوضح هوارد ديفيز، مدير «كلية لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية»، أن نوعية الانتعاش كانت متفاوتة من مكان لآخر. وقال: «كان الانتعاش في جميع الحالات التي شهدناها حتى الآن، ضعيفاً إلى حد ما، كما أننا لم نتوصل بعد إلى حل لمشكلة اللاتوازن العالمي التي كانت وراء الركود الاقتصادي». وأشار ديفيز إلى أنه ينبغي على الدول أن تضع استراتيجيات لدرء عواقب خطط الإنقاذ الكبرى التي طبقتها لمواجهة الأزمة، لافتاً إلى أنه في حين تحمّل القطاع الخاص وطأة الأزمة حتى الآن، فإن الأخيرة ستشمل القطاع العام في نهاية المطاف، ولا سيما عندما يتقلص حجم الإنفاق الحكومي.التعافي في آسيا وأشار ديفيز إلى أن التعافي الاقتصادي في آسيا، كان أقوى منه في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وهو ما أكدت عليه لورا إم. تشا، نائب رئيس مؤسسة هونغ كونغ وشنغهاي المصرفية، بقولها: «تقود الصين مسيرة آسيا في الخروج من نفق الركود». وفي حين دارت الشكوك حول قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي بقوة، نظراً لاعتماده الكبير على الصادرات، فإن زيادة الإنفاق لا سيما على تطوير البنية التحتية، ونمو الإنتاج الصناعي، مدفوعاً بالطلب المحلي، من العوامل التي ساهمت في تمكين الصين من المضي قدماً في مسيرة النمو الذي قد يتجاوز نسبة الـ 8 في المئة المستهدفة لهذا العام. وأفادت تشا بأن الصين كانت محمية إلى حد ما من اضطرابات الاقتصاد العالمي، نظراً للقيود المفروضة على تحويل عملتها، كما توقعت أن تشهد الأسواق المالية الصينية مزيداً من عمليات التحرر، وأن أنظمتها المصرفية والمالية ستتمتع بقوة أكبر، بما يتيح لها مواجهة أية أزمة قد تتعرض لها مستقبلاً.يُذكَر أن تشا؛ وديفيز؛ وجييف؛ وبورو، هم من بين أكثر من 700 مشارك في «قمة مجالس الأجندة العالمية» التي يبلغ عددها 76 مجلساً. ومن بين المجتمعين في دبي، 3 من الحائزين على جائزة نوبل، و300 رجل أعمال، و240 أكاديمياً، و100 شخصية من مؤسسات المجتمع المدني، وما يزيد على 50 من رؤساء المؤسسات الدولية و30 شخصية عامة. وتعقد القمة التي تستمر ثلاثة أيام، بالتعاون مع حكومة دبي.
اقتصاد
بوادر الانتعاش الاقتصادي العالمي تثير مخاوف من انحسار جهود الإصلاح لا تزال هناك أسئلة معلقة وتحتاج إلى إجابات بشأن إعادة الهيكلة
23-11-2009