كلنا يعرف النصيحة الأشهر في عالم الاستثمار: "لا تضع جميع بيضك في سلة واحدة"، التي تهدف إلى الحث على تقليل المخاطر الاستثمارية عن طريق توزيع استثماراتك على مجموعة متنوعة من الأصول. البيض هنا يُقصد به أصولك الاستثمارية سواء كانت عقارات أو أسهما أو نقودا أو ودائع، ولكن هل تساءلت يوما عن أعز وأثمن هذه الأصول؟ الأصل الذي لن تقوم لسلتك الاستثمارية قائمة من دونه، هل عرفته؟ إنه أنت. نعم أنت أعظم أصولك، بل أنت مصدر جميع أصولك الأخرى، فجميع الأصول الاستثمارية مهما بلغت قيمتها فإنها قابلة للتعويض، إلا أنت.

ولكن ما فائدة هذه المعلومة؟ وما الذي سيتغير عندما تدرك هذه الحقيقة؟ بعض النتائج المرجوة من هذه المعرفة هي عدم التعلق بأي أصل استثماري مهما كان مربحاً، فشركتك التي بنيتها بيديك وتتمتع بأرباحها السنوية، والسهم الذي تحبه وتستثمر فيه منذ أمد بعيد، وصك عقارك العزيز الذي مازال يحمل اسمك عليه، ليست سوى أصول مادية تأتي وتذهب وتزيد وتنقص، وليس من المفترض بك التعلق بها أكثر من اللازم أو الندم على خسارتها أو انخفاض قِيَمِها المالية. نتيجة أخرى يمكن أن تجنيها من خلال هذه الطريقة من التفكير، وهي ضرورة الاهتمام بتطوير نفسك في شتى المجالات عن طريق القراءة المستمرة، وحضور الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الاستثمار، ومتابعة الأخبار الاقتصادية، وتحليل ما يمكن تحليله منها، وذلك لزيادة قيمة نفسك (أعظم أصولك)، وبالتالي تنمية بقية الأصول في سلتك الاستثمارية وإثرائها بالمعرفة والخبرة.

Ad

من أشهر من استفاد من معرفة حقيقة أن الإنسان هو أعظم أصوله الاستثمارية هو الملياردير الأميركي الشهير دونالد ترامب، الذي تُقدّر عدد المرات التي تعرض فيها للإفلاس أكثر من ثلاث مرات، لكنه تمكن بعد كل حالة إفلاس من العودة من جديد وبناء امبراطورية مالية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات، والسبب في ذلك هو معرفته الجيدة أنه من الممكن تعويض كل المبالغ والأصول الاستثمارية التي خسرها من جرّاء حالات الإفلاس السابقة، وان أهم أصل لديه هو نفسه، فهو الذي يدير باقي الأصول، وهو الذي يفاوض للحصول على أفضل الأسعار، وهو الذي يقرر متى يشتري ومتى يبيع استثماراته المختلفة.

احرص إذا على الحفاظ على أعظم بيضة في سلتك الاستثمارية، ولا تدع فرصة لباقي استثماراتك لإلهائك عنها مهما كان، فكل شيء يمكن تعويضه إلا أنت.

*كاتب متخصص في إدارة الأموال الشخصية