بعد النجاح الذي حققه فيلمه الأخير «عمر و سلمى 2» قرّر المخرج أحمد البدري ألا يعمل في أفلام دون المستوى، و ألا يعود ثانيةً الى الأفلام التجارية الرخيصة، وقبل مرور عام على عرض الفيلم، قدم فيلمه الجديد «البيه رومنسي» الذي لم يختلف مستواه كثيراً عن أفلام المقاولات التي كانت تُعرض في فترة الثمانينيات. التقينا البدري لنتحدّث معه عن أحدث تجاربه الفنية.

ما الذي شجّعك للموافقة على «البيه رومنسي»؟

Ad

عندما عرض عليّ المنتج محمد السبكي السيناريو الذي كتبه هيثم وحيد ومصطفى السبكي وجدته جيداً ويحمل معاني جميلة ورسالة نبيلة بل يعيدنا الى زمن الرومنسية والحب الجميل، فوافقت عليه خصوصاً أنني تعاملت مع المنتج محمد السبكي في أكثر من عمل سابقاً لذا أصبحنا نفهم على بعضنا من النظرة.

لكنك أكّدت أنك لن تعود الى مثل هذه النوعية من الأفلام بعد نجاح «عمر وسلمى 2»؟

بالفعل، أكدت ذلك لكني اكتشفت أنني لن أعمل لو انتظرت عملاُ بمستوى «عمر وسلمى 2» نفسه، وهذا لا يعني أنني تخليت عن مبادئي، لكن ثمة أسرة مسؤولة مني يجب أن تعيش في مستوى جيد، والفيلم ليس سيئاً من وجهة نظري بل هو «لطيف».

قصة الفيلم كانت مهلهلة وبلا ملامح ؟

بالعكس، القصة واضحة ولا يختلف عليها اثنان، فمحمد إمام في الفيلم شاب فاسد يعشق البنات، تحاول والدته إصلاح حاله بطريقة كوميدية، و هنا تكمن رسالة الفيلم.

حمل الفيلم الخلطة السبكية الشهيرة المتمثّلة في راقصة وطفلة صغيرة بالإضافة الى وجود حسن حسني. فأين هي لمساتك كمخرج؟

السبكية «شاطرين» ويعرفون جيداً ماذا يريد الجمهور، بدليل أن الفيلم حقّق إيرادات مرتفعة جداً، ففي أول أيام عيد الأضحى حقّق 800 ألف جنيه، وفي اليوم الثاني حقق 920 ألفاً، وهو رقم ليس بسيطاً خصوصاً في ظل وجود منافسين أقوياء مثل «أمير البحار» و «ولاد العم» وغيرهما من الأفلام التي تُعرض في الموسم نفسه.

ألا تشعر أن الفيلم يُعد خطوة الى الخلف في مشوارك الفني؟

أطلب من كل من يردّد هذا الكلام أن يشاهد الفيلم مع الجمهور في دور العرض في منطقة وسط البلد، ليعرف إن كان خطوة الى الأمام أم الى الخلف.

هل جمهور وسط البلد هو مؤشرك الوحيد على نجاح الفيلم؟

الجمهور عموماً هو مؤشري لنجاح الفيلم وليس جمهور وسط البلد تحديداً، فهو البوصلة التي أقيس من خلالها مدى تقدّمي الفني.

ماذا عن النقاد؟

النقاد «على رأسي»، لكن غالباً أشعر وكأنهم يهاجمونني لمجرد الهجوم، حتى وإن حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، بدليل الهجوم الذي حدث ضد «عمر وسلمى 2» على رغم أنه حقق إيرادات غير مسبوقة.

جاءت رقصات دومينيك في الفيلم مليئة بالإيحاءات على رغم عدم وجود سياق درامي لهذه الرقصات؟

تقدم دومينيك في الفيلم دور «غازية» من سنباط، أخفت عن زوجها أنها كانت تعمل راقصة، وعاشت معه طول الوقت من دون أن يعرف، حتى اكتشف الحقيقة في النهاية، فكيف يمكن أن تكون رقصاتها له بلا مبررات درامية إن كانت هي في الأصل راقصة، أما باقي الرقصات فلم تكن رقصات بالمعنى المعروف بل هي حالة نفسية كانت تصيب الزوجة فتجعلها تهتزّ على اعتبار أن ثمة عفريتاً يسيطر عليها ولا أرى أنها كانت مثيرة أكثر من اللازم.

هل كانت دومينيك اختيارك في دور الصعيدية أم هو اختيار المنتج محمد السبكي؟

اختيار السبكي ووافقت عليه لأني شعرت بأنها مناسبة للدور، خصوصاً أنها قدّمته سابقاً في كليب أغنية «عتريس» وحقق نجاحاً كبيراً.

جاء أداء محمد إمام باهتاً وبلا انفعالات حقيقية، وهي مسؤوليتك كمخرج للفيلم؟

اجتهد محمد إمام كي يكون ممثلاً جيداً، أخرجت منه ما استطعت ولم أقصِّر معه في شيء ولا أتصور أن أداءه كان سيئاً، قد يكون بحاجة الى بعض التدريبات لكنه يحمل موهبة كبيرة ستظهر في الأعمال المقبلة بعد أن يكتسب خبرات تمثيلية عدة.

هل اختيارك لمحمد جاء مجاملة لوالده عادل إمام؟

محمد ليس بحاجة الى مجاملات، فهو ممثل موهوب. بدوري، لست بحاجة الى مجاملة عادل إمام وأنا لم أتعاون معه سابقاً.

هل أنت راضٍ عن مستوى الفيلم الفني؟

راضٍ عنه لو حكمنا عليه في ظل الظروف التي صوِّرت فيها، فقد انتهيت من تصويره في أيام معدودة كي ألحقه بموسم عيد الأضحى، وأعترف بأنني أخطات عندما وافقت على العمل في هذه الظروف، فكان ينبغي أن أتمسك برأي بالانتهاء من الفيلم في وقت مناسب كي يخرج في أفضل صورة، لكن والحمد لله جاءت صورته مرضية بدليل الإيرادات.

قيل إنك أُصبت أثناء تصوير الفيلم فكنت أحد أسباب تعطيل التصوير لفترة، هل هذا صحيح؟

نعم، سقطتُ أثناء تصويري أحد المشاهد من أعلى السلّم فتوقّفت عن التصوير، وبمجرد عودتي صوّرت مشهداً لباسم سمرة وطلبت منه فيه أن يضربني بكتفه لأعرض اللقطة ضمن أحداث الفيلم فضربني بقوة أعادت إليّ الألم ثانيةً فتوقّف التصوير مجدداً.

ألا تفكّر في إخراج أفلام تحمل قضايا مهمة؟

أفكّر في هذا الأمر كثيراً، وأريد تقديم عمل يحمل قضية مهمة وفي الوقت نفسه يكون عملاً فنياً ممتعاً كما في «عمر وسلمى 2»، فأنا أعشق الأفلام الكوميدية التي تحمل قضايا.