لم يخلُ حفل السفارة الفرنسية من التطرق إلى قضايا المنطقة، إذ أكد السفير جان رينيه جيان موقف بلاده من أن خروج العراق من الفصل السابع لن يكون على حساب الكويت، بينما كشف الشيخ علي العبدالله عن مساعٍ مع باريس من أجل امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية. أشاد وكيل وزارة الخارجية بالوكالة الشيخ السفير علي العبدالله الأحمد بالعلاقة المتميزة بين دولة الكويت وجمهورية فرنسا.وقال العبدالله في تصريح للصحافيين خلال مشاركته في حفل الاستقبال، الذي أقامه السفير الفرنسي في الكويت جان رينيه جيان بمناسبة العيد الوطني لبلاده مساء أمس الأول، ان هناك اهتماماً خاصاً من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتطوير العلاقات والتعاون مع جمهورية فرنسا الصديقة، لافتاً إلى أن الزيارات المستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين تدل على عمق العلاقة المتميزة بين الكويت وباريس، وقال "لقد كان رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد في زيارة رسمية لفرنسا قبل فترة، ونتوقع زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الفرنسي للكويت قريباً، لمتابعة المواضيع التي تمت مناقشتها خلال زيارة المحمد لباريس"، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً مستمراً بين الكويت وفرنسا في عدة مجالات، وخاصة مشروع "النووي السلمي".وبيّن الشيخ علي العبدالله أن الكويت تدرك تماماً أهمية إيجاد بدائل لتوفير الطاقة، وخاصة الطاقة الكهربائية، منوها بأن الحكومة بدأت فعلياً في هذا المسار وتفكر باهتمام في المستقبل، وهناك خطوات تجري لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، مؤكداً أن هذه الخطوات لا تتعارض مع المشروع المشترك للنووي السلمي، الذي اتفق عليه مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأضاف "أن الكويت لديها اتفاقيات أمنية وتعاون لتحقيق مصالحها مع دول كثيرة".وفي ما يتعلق بإنشاء مركز ثقافي كويتي فرنسي، أوضح الشيخ علي العبدالله أن هناك مباحثات تجري حاليا، وهناك اجتماع سيُعقَد بين وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله والسفير الفرنسي جان رينيه جيان لمناقشة الخطوات التنفيذية لهذا المشروع.وفي رده بشأن صفقة الرافال قال الشيخ علي، إن الموضوع لا يزال مجرد "كلام" ولا يوجد في الحقيقة شيء رسمي حتى الآن، متسائلا، لماذا نتحدث عن شيء غير موجود؟ مبيناً أن الأخذ والرد في هذا الموضوع لا ينتجان شيئاً، لأنه لا وجود لصفقة بل مجرد كلام.وبشأن ما أُذيع عن تصريحات السفير الفرنسي في بغداد الذي قال إن فرنسا ستقوم بمسؤوليتها تجاه إخراج العراق من الفصل السابع، أكد الشيخ علي العبدالله أن هذا الموضوع لا يزال في إطار التصريحات الصحافية، وأضاف "لم يردنا أي شيء رسمي حتى الآن، ونحن نتعامل بصورة رسمية مع الحكومات، لكن هذا لا يعني أننا لا نتابع الموضوع فقد قمنا بإجراءات رسمية لمتابعة الأمر"، وشدد على أن علاقة الكويت مع فرنسا واضحة جداً، ولا أعتقد أن فرنسا يمكن أن تتخذ موقفا مغايرا لموقفها السابق بصورة مفاجئة، وقال "نحن نراقب هذا الأمر وننتظر تقريراً من سفارتنا في فرنسا حول مدى صحة تلك التصريحات"، مشيرا إلى أن موقف الكويت بخصوص خروج العراق من الفصل السابع واضح ومعروف فنحن نطالب بتطبيق كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكويت قبل خروج العراق من الفصل السابع، والكويت لم تضع شروطاً تعجيزية كما يدعي البعض، وعلى العراق أولاً أن يلتزم بتلك القرارات، وأضاف أن موقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن واضح أيضاً في هذا الشأن.وفي ما يتعلق بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، بيَّن الشيخ علي العبدالله أن الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي تبذل جهداً مضاعفاً للانتهاء من مناقشة العديد من النقاط المتعلقة بهذه الاتفاقية.من جانبه، أشاد السفير الفرنسي في الكويت جان رينيه جيان بالعلاقة المتميزة التي تربط الكويت مع فرنسا والتعاون المشترك في عدة قضايا بين البلدين، وأضاف "أن هذا اليوم مميز جداً، وقد سعدنا بحضور وكيل وزارة الخارجية بالوكالة الشيخ علي العبدالله ومشاركته لنا في هذا الحفل، وهي مناسبة جيدة للاحتفال بالعلاقة المتميزة بين البلدين، والتي تعبر عنها الزيارات المستمرة على أعلى المستويات بين كبار المسؤولين في فرنسا والكويت".وأكد جيان أن هناك ترتيبات تجري حاليا لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي للكويت بدعوة من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد قريباً، مشيرا إلى أن هناك مناقشة جادة حول تأكيد الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الكويت وفرنسا، قائلا إن الأمور تجري بأحسن ما يكون، وهي نموذج للعلاقات المتميزة بين البلدان.وفي رده على سؤال صحافي حول قرار منع ارتداء النقاب في فرنسا، وما إذا كان لمثل هذا القرار تأثير على علاقة فرنسا بالعالم الإسلامي والعربي، قال السفير جيان إن ارتداء النقاب أمر مختلف عن ارتداء الحجاب، فالنقاب حالة خاصة، وهذا القرار جاء لدواعٍ أمنية بحتة وليس ضد المسلمين، مضيفاً أن في فرنسا أكثر من خمس ملايين مسلم يتمتعون بحرية العبادة، ولا أعتقد أن هذا القرار سيؤثر على علاقة فرنسا بالعالم الإسلامي.وشدد جيان على أن لكل دولة ثقافتها وخصوصيتها وكل جالية يجب أن تحترم ثقافة الدولة التي تعيش فيها، ونحن هنا في الكويت مثلاً نحترم ثقافة أهل الكويت، وهذا حق لكل بلد، مشيراً إلى أن قرار منع ارتداء النقاب يتعلق بموضوع الهوية، إذ إن إخفاء الوجه يتعارض مع ذلك، وبالنسبة لتأثير هذا القرار على حصول الكويتيات المنقبات على الفيزا لفرنسا قال جيان، إن هناك شروطا للحصول على الفيزا من بينها صورة مكشوفة للوجه.وفي رده حول ما أشيع عن تصريحات السفير الفرنسي في بغداد بشأن تغيير فرنسا لموقفها تجاه خروج العراق من الفصل السابع، أكد السفير الفرنسي جيان أن سياسة فرنسا بهذا الخصوص واضحة جداً، وأعلنها الرئيس ساركوزي الذي أكد دعم فرنسا لخروج العراق من الفصل السابع، ولكن ليس على حساب حقوق دول الجوار، وقال: "موقف فرنسا واضح ونحن لدينا اتفاقية أمنية مع الكويت، ولا يوجد شيء رسمي يتعلق بتغيير فرنسا لموقفها من هذا الموضوع، ونحن نتمنى أن ينتهي هذا الموضوع، ولكن أكرر ليس على حساب حقوق الكويت والدول الأخرى".
محليات
«الخارجية»: علاقة الكويت وفرنسا متميزة... وماضون في مشروع «النووي السلمي»
16-07-2010