للنسخ معنيان الأول: بمعنى الإزالة أي الإبطال، والثاني: بمعنى النقل، فنسخ الكتاب أي نقله، والمقصود بالنسخ في القرآن هو المعنى الأول فهو إبطال حكم بحكم آخر محله، أو بمعنى آخر رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي، وعلى ذلك فلا ناسخ ومنسوخ إلا بأمر إلهي، ولا ناسخ ومنسوخ بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر أو النهي، فلا يدخلها النسخ بحال. قال تعالى «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها...» (سورة البقرة، آية 106).ومن أمثلة الناسخ والمنسوخ: قوله تعالى «إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون» (سورة الأنفال، آية 65).نسخ بقوله تعالى:«الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين» (سورة الأنفال، آية 66).ونسخ قوله تعالى «يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس» (سورة البقرة، آية 219)، فقد نسختها آية «يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه» (سورة المائدة، آية 90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق.ويرتبط بعلم الناسخ والمنسوخ علم نزول الآيات أو أسباب النزول، فعن طريق معرفة أسباب النزول، وأي السور نزلت قبل الأخرى، يمكن معرفة أحكام الآيات الناسخة والآيات المنسوخة، فالآيات المنسوخة لا يعمل بها في الأحكام الشرعية، بل الحكم فقط للآيات الناسخة.ومعرفة الناسخ ضرورية لمَنْ يتصدى لتفسير القرآن وللفتوى، لذا قال الإمام عليَّ بن أبي طالب عندما مر على قاض: أتعرف الناسخ من المنسوخ قال: لا، قال الإمام عليَّ: هلكت وأهلكت.
توابل
من علوم الكتاب الناسخ والمنسوخ
30-08-2009