في حي فلمنج بزيزينيا في الإسكندرية يقع «متحف المجوهرات الملكية»، أغلى وأثمن متحف مصري، لما يحويه من مجوهرات ازدانت بها صدور أميرات الأسرة المصرية وتحف امتلأت بها قصورهن قرابة قرن ونصف القرن، وهو في الوقت ذاته أجمل المتاحف وأروعها، لأنه موجود في قصر الأميرة فاطمة حيدر (حفيدة مصطفى بهجت فاضل باشا شقيق الخديوي إسماعيل وحفيدة محمد علي باشا لابنه إبراهيم) الذي يمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر.

افتُتح «متحف المجوهرات» أخيراً بعد انتهاء أعمال الترميم والتطوير في القصر، إذ أعاد الخبراء صياغة سيناريو العرض المتحفي، لإبراز روعة عمارة مبنى المتحف، وعملوا على تكييف الهواء مركزياً وتزويد المتحف بمكتبة وكافتيريا ومعمل للترميم مزود بأحدث الأجهزة العلمية، إضافة إلى قاعة محاضرات.

Ad

لمزيد من الأمن زوِّد المتحف بشبكة إنذار وحريق وأحدث أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وكاميرات المراقبة، وللمرة الأولى في تاريخ المتاحف المصرية تُحفظ اللوحات داخل واجهات حائطية تجنباً للسرقة أو محاولات الاستبدال.

يقول رئيس قطاع المشروعات في «المجلس الأعلى للآثار» اللواء علي هلال إن «متحف المجوهرات الملكية» يحتل مساحة قدرها 4185 متراً مربعاً، وهو الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط المتخصص في عرض مجوهرات أسرة محمد علي.

بحسب رئيس قطاع المتاحف محمد عبد الفتاح، المتحف نموذج معماري فريد للتراث المصري المستوحى من الطراز الأوروبي، إذ أبدع الفنان الإيطالي المعماري أنطونيو لاشياك الزخارف والتصميمات فيه فجاءت على الطراز البيزنطي، بينما جاءت الزخارف والرسومات على الأسقف والجدران مستوحاة من روائع عصر النهضة سواء فن الباروك أو الروكوكو، وغطت الأرضيات أثمن أنواع الأخشاب وأندرها.

كان القصر استعمل كاستراحة لرئاسة الجمهورية إلى أن صدر القرار الجمهوري رقم 173 عام 1986 بتخصيصه متحفاً لمجوهرات أسرة محمد علي الملكية، لما له من قيمة معمارية وفنية متميزة.

في القصر 14 قاعة عرض متحفي، تبدأ رحلة الزائر من السلالم في الجناح الشرقي والمؤدية إلى بهو المدخل، وفيه تحفتان نادرتان إحداهما تاج الأميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الأولى، والثانية طقم من الحلي النادرة للملكة ناريمان زوجة الملك فاروق الثانية، ثم إلى يسار الغرفة باب يؤدي إلى القاعة الرئيسة، حيث واجهة تضم صوراً ملونة بالمينا تمثل شجرة الأسرة العلوية، أما الممر الواصل بين جناحي القصر فتحده من الجانبين عشر نوافذ ضخمة من الزجاج الملون والمعشق بالرصاص رسمت عليه قصة رومنسية من الأساطير الإيطالية القديمة واحتلت بداية الممر واجهة تحتوي على نيشان محمد علي باشا والوشاح الأكبر وبعض الأنواط من الذهب، وفي الواجهة الثانية نيشان الخديوي إسماعيل ووشاح نيشانه الأكبر.

في القاعة الرابعة مجموعة من الأوسمة والنياشين والأنواط والشارات الملكية، أما القاعة الخامسة فخاصة بحلي الأميرتين فايزة وفوزية بنتا الملك فؤاد، وتضم علبتين للحلوى من الذهب والمينا عليهما التاج الإيراني، وصحيفة من الذهب تمثل رسالة تهنئة بعيد ميلاد الأميرة فايزة هدية من زوجها.

القاعة السادسة خاصة بأدوات الزينة والأكسسوار، البعض منها للأمير محمد علي توفيق والأمير إلهامي حسين ورقية حليم والأميرة فوزية، وفي القاعة السابعة ما يزيد على 173 قطعة من الحلي وأدوات الزينة والأكسسوار، فيما تعرض القاعة الأخيرة في الطابق الأول كؤوسا ذهبيّة غاية في الروعة يعود بعضها إلى عصر الملك فؤاد ويصور مناظر سياحية وطبيعية في مصر، فيما يرجع البعض الآخر إلى عصر الملك فاروق.

الطابق الثاني

يضم الطابق الثاني خمس قاعات تتوسطهما قاعة التتويج، وفيها ثلاث واجهات في كل منها طاقم الزفاف والتتويج من مجوهرات الملكة فريدة، وواجهات أخرى تعرض طاقم تتويج الملك فاروق، القلادة الملكية والنيشان والوشاح الأكبر، وأكسسوارات ملكية وأدوات زينة، إضافة إلى أدوات المائدة الملكية من الذهب المرصع والبلاتين والفضة وأطقم الكوكتيل.

تعرض القاعة الحادية عشرة أدوات مكتبية خاصة بالملك فاروق وبعض الأمراء، وأجملها شطرنج من الذهب والماس مهدى من شاه إيران، أما القاعة رقم 13 فتحتوي على أدوات البناء لوضع حجر أساس قصر العيني وكوبري قصر النيل وقناطر نجع حمادي وواجهة أخرى تعرض مجموعة رائعة من الساعات المرصعة بالماس والأحجار الكريمة، وواجهة تعرض عملات ملكية من الذهب والفضة.

أما القاعة الرابعة عشرة والأخيرة فتتضمن هدايا ومقتنيات ملوك الأسرة العلوية وأمرائها، وأجملها عصا المرشالية المرصعة بالماس والياقوت وشعلة من الفضة مطعمة بالذهب والعاج وشخشيخة الأمير أحمد فؤاد من البلاتين.