على رغم أن شهر رمضان المبارك ما زال في بدايته، ومع أن كثافة المسلسلات المعروضة على الشاشات فاقت كل تقدير هذه السنة وجعلت المشاهد يحتار بين متابعة هذا المسلسل لهذا النجم أو ذاك المسلسل لنجم آخر، برز إلى الواجهة «خاص جداً» للنجمة يسرا و{زمن العار» من بطولة تيم حسن، الذي جسد سابقاً شخصية فاروق في مسلسل «المالك فاروق»، وذلك من خلال الانطلاقة القوية التي حققاها وجذبت انتباه المشاهدين.

يلقي «زمن العار» الضوء على أزمة الطبقة الوسطى في سورية والوضع الاقتصادي المتردي وانعكاساته السلبية على شريحة كبيرة من الناس، عبر تصوير الواقع الذي تعيشه عائلة أبو منذر (خالد تاجا)، لا سيما ابنته بثينة (سلافة معمار) التي أتمّت الدراسة الثانوية، إلا أن انصرافها إلى خدمة والدتها المريضة جعلها تفوّت قطار الزواج ووجدت نفسها وحيدة في عمر 32 عاماً، ما أصابها بما يشبه العقدة النفسية، خصوصاً أنها لا تعمل ولا تخرج من البيت إلا نادراً، حتى أن أفراد أسرتها تناسوا مشاعرها الأنثوية وحقّها بالعيش كالآخرين وألقوا بأحمال خدمتهم على كاهلها، كما لو أنها لم تولد إلا للعناية بهم وتأمين متطلباتهم. هذا الواقع بالذات يدفع بثينة إلى أن تكون عنصراً ضعيفا أمام إغواء زوج صديقتها جميل (تيم حسن) لها.

Ad

يتوقف المسلسل عند الأفكار المتشابكة والقيم والعادات التي يتغنّى بها مجتمعنا ولا تمت أحياناً إلى الواقع بصلة، فهو لا يرحم الضعفاء ويحصر العار بفقدان الفتاة عذريتها مثلاً، في حين أن الرشوة والسرقة ليسا سوى مجرّد هفوة لديه.

العنوان جميل جداً لأنه يطرح أسئلة جوهرية عن معنى العار الحقيقي ومنابعه وتداعياته في حياتنا، والأهم تسليط الضوء على مشكلة الإنسان الضعيف الذي لا صوت له في مجتمع تربّع على عرشه الأقوياء وذوو النفوذ فيما يصارع الضعيف عقد واقعه ومشاكل محيطه.

لا بد من الإشارة إلى التميز في أداء الممثلة سلافة معمار والعفوية في تجسيدها الشخصية، إذ تدفعنا إلى مشاركتها حالتها والتفاعل مع مشاعرها وأحاسيسها بشكل كبير، من هنا تستحقّ دور البطولة هي التي أحبها الناس سابقاً في مسلسل «ورود ممزقة».

«زمن العار» من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير وإخراج رشا شربتجي.

يسرا... خاص جداً

أما يسرا، التي أخفقت السنة الماضية في مسلسل «إيد أمينة» الذي لم يحقق نسبة مشاهدة عالية وواجه انتقادات من الصحافة والناس لبعد أحداثه عن الواقع وطريقة معالجتها عن الحقيقة، عادت بقوة هذه السنة في «خاص جداً» لتثبت مجدداً أنها من أقوى العناصر في الدراما العربية ومن الصعب منافستها، خصوصاً أن المسلسل حقّق انطلاقة قوية منذ حلقاته الأولى.

تجسّد يسرا شخصية شريفة، معالجة نفسية تقسّم وقتها بين عائلتها التي تقيم في القاهرة وبين عملها في دبي. تبدأ الأحداث مع اكتشاف شريفة خيانة زوجها (محمود قابيل) بعد علاقة حب استمرّت أكثر من 25 سنة كافحا فيها معاً؛ فتطلب منه الطلاق وتتوالى الأحداث على مدار 30 حلقة حول اندماج شريفة في عملها الذي تتفرغ له بعد طلاقها من زوجها.

جاءت الصورة جميلة جداً لا سيما من جهة الألوان وطريقة تنقل الكاميرا من مشهد إلى آخر، كذلك لفتنا الوضوح والجرأة في الحوارات وعرض القضايا بطريقة محترفة، فلم يكن مشهد اكتشاف شريفة خيانة زوجها على غرار المشاهد المألوفة في الدراما والتي يسودها عادة النحيب والصراخ والتكسير و{الولولة» بل اتسم بالواقعية والاحساس في استحضار الذكريات الجميلة والعودة إلى الواقع الأليم.

من جهة أخرى تميّز دور والدة يسرا(رجاء الجدّاوي) في كسر إطار المسلسل الدرامي وإدخال البسمة إلى قلب المشاهد، فهي تقع في النسيان من وقت لآخر وتنسى الأشخاص حتى القريبين منها وتعيش قصة حب خيالية مع فارس أحلامها الذي هو صديق ابنتها.

كذلك يعالج المسلسل قضايا الشباب عبر تصوير الحالات التي تمرّ بها ابنة شريفة والمشاكل الزوجية، خصوصاً الخيانة، عبر تمادي ابن شريفة (تامر هجرس) في خيانة زوجته وإنكاره أعماله المشينة على رغم علم زوجته بها.

ترى، ماذا ستحمل إلينا الأيام المقبلة من أحداث جديدة؟ وهل سيستمر المسلسلان في هذه الوتيرة التصاعدية أم سيقعان في الرتابة التي تسيطر على معظم الأعمال العربية؟