وضع الأنبا كيرلس أسقف مدينة نجع حمادي، التي شهدت "مذبحة عيد الميلاد"، السلطات المصرية في حرجٍ بالغٍ، عندما أكد في أقواله خلال تحقيقات النيابة أن هناك "جانياً حقيقياً" لم يتم ضبطه حتى الآن، وراء الحادثة التي أسفرت عن مقتل 6 أقباط وشرطي مسلم.

Ad

وطالب الأنبا كيرلس الجهات الأمنية بـ"الكشف عن الجاني الحقيقي وراء الحادث"، مستبعداً "فرضية الاكتفاء فقط بأن المسؤولين عن الجريمة هم مجموعة من البلطجية ليس لهم أي أهداف طائفية"، ومشيراً إلى أن "مثل هؤلاء البلطجية يمكن شراؤهم بالمال لتنفيذ جميع الجرائم بعيداً عن الدين".

في غضون ذلك، تواصلت أمس، الإدانات الدولية لحادثة نجع حمادي وسط اعتراض رسمي واعتبار ذلك "تدخلاً مرفوضاً في شأنٍ مصري داخلي".

وفي هذا السياق، استنكر مجلس كنائس الشرق الأوسط أحداث عيد الميلاد، معرباً في بيانٍ عن إدانته لـ"الاعتداءات على الأبرياء من المواطنين المسالمين الذين سُفِكت دماؤهم"، ودعا إلى "إنزال أشد العقاب بالجناة الذين يحاولون زعزعة استقرار وحدة مصر الوطنية".

وقرر بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية شنودة الثالث إقامة قداس الأربعين لضحايا الحادث بنفسه في مسرح الجريمة بنجع حمادي في 16 فبراير المقبل، الذي سيكون "يوم حداد قبطي عام تتشح فيه الكنائس بالسواد حداداً على أرواح الضحايا".

إلى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس وفد لجنة الحريات في الكونغرس الأميركي، بدعوى استكمال جولته الثانوية لتفقد أوضاع الحريات الدينية في دول الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد عدداً من رموز الكنيسة القبطية والجمعيات الحقوقية القبطية وأعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان.

ويرى عضو أمانة السياسات في الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم أستاذ العلوم السياسية د. جهاد عودة، أن موقف الأقباط الغاضب من الحادث قد يضع مصر في موقف حرج مع صدور التقرير النهائي للجنة الحريات في الكونغرس، محذِّراً من "خطورة شعور الأقباط الحالي بالتعرض للظلم والاضطهاد الذي قد يصور الأشياء بصورة غير حقيقية".