كيف اختارتك منظمة الأغذية الدولية التابعة للأمم المتحدة سفيرة لمكافحة الجوع؟ بعدما تطوعت لتقديم خدمات إنسانية لأهل غزة إثر الحرب التي شنتها إسرائيل على هذا القطاع العام الماضي، واتصلت لهذه الغاية بالقيمين على برنامج الأغذية العالمي وأبلغتهم رغبتي بمساعدة أهل غزة المنكوبين، سافرت إلى هناك وتوطدت علاقتي بالقيمين على البرنامج، لكن للأسف أثارت زيارتي ضجة كبيرة مع أنني لم أكن أهدف إلا إلى مساعدة الناس في هذا البلد المنكوب. لماذا انطلقت من مكافحة الجوع تحديداً للشروع بنشاطاتك الإنسانية؟لم اختر ذلك، بل المنظمة هي التي اختارتني لهذا المنصب الذي يشرّفني، وسعادتي لا توصف بهذا الاختيار، لأنني أدرك أهمية مكافحة الجوع باعتبار أنه منبع المصائب في العالم.تحدثت عن تأثرك بالأوضاع المأساوية في اليمن وقطاع غزة، كيف ستتعاملين مع هذين الملفين في ظل الأوضاع التي تمنع وصول المساعدات إليهما؟الأمم المتحدة منظمة حيادية ولديها إمكانات تساعدها على حماية برنامجها في أي مكان في العالم، ولا ميول سياسية لديها أو حسابات إضافة إلى أنها بعيدة عن التفرقة العنصرية أو الدينية... لذا بعد التعاقد معها لم أعد مقيّدة بالعلاقات السياسية، إنما بالعمل الإنساني الذي هو في الأساس حيادي تماماً، ويكفي أن برنامج الأغذية في غزة يشجع الاقتصاد المحلي وشراء الأغذية المحلية.ما هي خططك المستقبلية كسفيرة لمكافحة الجوع؟استعدّ لتنفيذ مشروع «الكوب الأحمر»، وهو يقوم على أن يملأ كل فرد كوباً بسيطاً ببعض الطعام يومياً، ما يعني تقديم الوجبات لملايين الأطفال المحتاجين في العالم، كذلك أتمنى أن يشارك مستخدمو الإنترنت والشبكات الاجتماعية مثل «فيسبوك» في نشاطات البرنامج والمساعدة على نشرها لتوضيح أهدافها الإنسانية النبيلة.لماذا أطلقت تسمية «الكوب الأحمر»؟ الكوب الأحمر رمز لمنظمةالـ {wfb» في الغرب، صحيح أن قيمة الوجبة اليومية هي جنيه، لكنها تشعر الشخص المتبرّع بقيمة تبرعه، الأرقام هي لعبتي المقبلة لمعرفة مدى تأثيرها على الناس، فهؤلاء يؤمنون بالمعلومات الموثّقة بالأرقام التي تحمل المصداقية.ما مشاريعك المستقبلية الأخرى؟حملة «مليار لمليار». اكتشفت أخيراً أن عدد الجياع في العالم وصل إلى مليار و200 ألف شخص، بينما وصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى مليار شخص، فلو تبرّع كل منهم بجنيه مقابل دخوله إلى الإنترنت يومياً أو مقابل عدد معين من الساعات، سيصبح لدينا مليار جنيه يومياً لمكافحة الجوع في العالم.كيف سيُنفّذ هذا المشروع؟بمجرد دخول الزائر إلى موقع البحث الشهير google سيجد أيقونة تسأله إن كان يرغب في التبرع بجنيه يومياً، ثم يُخصم المبلغ منه مباشرة.هل تسعين إلى القضاء على الجوع من خلال هذه المبادرات؟لا، لأنني أدرك تماماً أن هذا الأمر لن يتحقق قريباً، إنما أسعى إلى التخفيف من حدّته وتوجيه طاقات الشباب الخيرة نحو الخدمات الإنسانية، هذا هو دوري كسفيرة لمكافحة الجوع. ظهر عليك توتر شديد قبيل بدء المؤتمر الصحافي الذي تحدثت خلاله عن منصبك الجديد، لماذا؟لأنني مقبلة على خطوة إنسانية جميلة أعتز وأتشرف بها وأتمنى أن أقدّم عبرها أفضل ما لدي لخدمة الناس.هل شجعتك هذه الخطوة على خوض خدمات إنسانية أخرى؟يقضي التزامي مع منظمة الأمم المتحدة بعدم تعاقدي مع أي منظمات أخرى، لكنني سأتبرع لمشاريع خيرية بدأت بها قبل اختياري سفيرة في منظمة الأمم المتحدة، وبعدما أدركت أهمية دور الفنان الإنساني.متى بدأت تفكرين بهذه الطريقة؟بعدما تزوجت شعرت بقيمة أن يكون الفنان مسؤولاً عن جمهور وعن شهرة عليه استغلالها أفضل استغلال، وهذا أمر نابع لدي من نضوج اكتسبته مع مرور السنوات.هل الأعمال الإنسانية أحد أدوار الفنان؟لا أقول إنها واجب على الفنان، فثمة فنانون رسالتهم الوحيدة امتاع الجمهور وأنا أحترمهم فهذا دور عظيم في حد ذاته لا يمكن إنكاره.ماذا عن التنسيق بينك وبين سفير المنظمة محمود ياسين؟أرغب بالاستفادة من خبراته في هذا المجال، فهو سفير لمكافحة الجوع في الأمم المتحدة منذ عام 2004، وبالتأكيد مرّ بمواقف مختلفة ومتنوعة.
توابل
هند صبري: أكافح الجوع بـ«الكوب الأحمر» وحملة «مليار لمليار»
25-01-2010