تعاني الأسر الكويتية كلها مشكلة الدروس الخصوصية التي أكلت الأخضر واليابس من ميزانية الأسرة، والتهمت كل ما في جيب رب البيت، ومن الطبيعي أن نجد الطلاب يحصلون على دروس خصوصية في الفيزياء والأحياء والكيمياء وكل مادة آخرها ياء وغير ياء... لكن ما يثير الشفقة أن يكون الشيخ معالي الوزير السابق والحالي بحاجة لدرس خصوصي على يد مدرس أول فاهم وحافظ ودارس وعالم في مادة السياسة والكياسة والحصافة والحكمة.

Ad

وزيرنا الذي بحاجة إلى درس خصوصي مكثف ثلاث حصص في الأسبوع على الأقل، وكل حصة مدتها أطول من ساعة، هو الشيخ أحمد العبدالله الذي أثبت ضعفه الشديد في فهم مادة السياسة، ولم يتعلم من الدرس فرسب في الامتحان السابق، وهو الآن ربما يرسب أيضا في الدور الثاني عندما يواجه امتحان الاستجواب في 16 مارس الجاري، علما أن الامتحان هذا ليس فيه غش، ولن يستطيع العبدالله خلاله الاستعانة بالمستشار أو الصديق أو الجمهور أو حتى الأستاذ المدرس نفسه، لأن ظروف هذا الامتحان مختلفة وأسئلته ستدور حول الوحدة الوطنية، وهو أصعب باب في كتاب مادة السياسة.

وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله أثبت أنه طالب حسن النية لدرجة تجعله يبدو ساذجا، لأنه لم يتعلم عندما كان في الصف الثاني من الوزارة، ونقصد هنا صف وزارة الصحة، حيث إنه اجتاز صف وزارة المواصلات، لكنه تعثر في «الصحة»، وخرج كما نعلم جميعا بعدما وعدته الحكومة بالاجابة عنه في الامتحان لكن حساباتها كانت خاطئة فرسبت ورسب الوزير معها، رغم كل التحذيرات التي وردته، وكنا نحن أحد هؤلاء عندما كتبنا مقالا في جريدة «عالم اليوم» بعنوان «لا يوهقونك يا معالي الوزير»... لكن الوزير لم يدرس ولم يحفظ، فرسب وخرج من الوزارة، لكنه أيضا لم يتعلم من الدرس ويكرر الأخطاء مرة أخرى.

ما نقوله للوزير العبدالله أن الحكومة «ستوهقه» مرة أخرى... وعليه أن يعلم أن ظروف الامتحان أو الاستجواب هذه المرة مختلفة عن ظروف الاستجوابات الأربعة الأخيرة، فعلى الرغم من أنها كانت قوية لكنها لم تنجح بسبب عرضها جميعا في يوم واحد، ولأنها لم تكن في نفس ظروف هذا الاستجواب الذي اجتمعت عليه الكتل البرلمانية.

هذا الاستجواب يا شيخ يمس نسيج المجتمع الكويتي كله، وهو الوحدة الوطنية وأنت تقاعست في تطبيق القانون والكل ساخط لهذا السبب، فعندما طرحت لجنة الإنقاذ الوطني بيانها وقع عليه 20 نائبا كبداية، والآن وصلوا إلى 32 نائبا، والعدد قابل للزيادة ونواب الحكومة أنفسهم وقعوا عليه لأن هناك مساومات «سياسية»، عنوانها قف معي اليوم في استجواب وزير الإعلام أقف معك غدا في قانون الغرفة أو قانون الرياضة أو غيرهما.

بل ما يجعل النواب في حالة شبه إجماع على استجوابك تصريحاتك التي تنم عن ضعف الرؤية السياسية، فبينما الناس غاضبة تصرح أنت ردا على النائب الدويسان قائلا: «شرهتك على اللي راح للوزارة»!! فهل هذا يعقل يا معالي الوزير؟ وكما توقعنا في مقالنا السابق «لا يوهقونك يامعالي الوزير» وحدث ما توقعناه نقولها لك مرة ثانية «لا يوهقونك» وهذه الحكومة لا يعتمد عليها «ولا ينشد فيها الظهر» فقدم استقالتك اليوم قبل أن ترسب في الاختبار غداً.

يا معالي الوزير أنت تعرف أكثر من غيرك بأنك لست من الطلبة المقربين من «الناظر»، ولست من تلك النوعية من الطلبة التي تجيد اللعب «بالبيضة والحجر».