في خطوة لافتة تصب في مصلحة الحكومة الإيرانية في مواجهة الاحتجاجات، اتهم الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني "عناصر مشبوهة" بالتسبب في الأحداث الأخيرة التي جرت بعد الانتخابات الرئاسية، بهدف "زرع الشقاق بين الشعب والنظام الإسلامي، وسلب ثقة أبناء الشعب بالنظام الإسلامي".

ولم يكتف رفسنجاني، الذي يشغل منصب رئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام"، بذلك، بل حصر موضوع الاعتراضات على الانتخابات الرئاسية في مجلس صيانة الدستور، داعياً الأخير إلى دراسة الاعتراضات بإمعان ودقة.

Ad

واعتبر الرئيس الأسبق قرار المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي الأسبوع الماضي، تمديد "مهلة مجلس صيانة الدستور لدراسة القضايا بدقة، وإعطاء توضيحات مقنعة، وإزالة الغموض عن الانتخابات، إجراءً قيماً للغاية"، وأضاف: "هذا الإجراء القيم الذي أقدم عليه قائد الثورة لكسب ثقة الشعب بعملية الانتخابات كان مؤثراً جداً، وآمل أن يتمكن القائمون على هذا الأمر من أن يدرسوا بشكل كامل الاعتراضات القانونية بدقة، ومراعاة الإنصاف والعدل وتعاون المرشحين".

ومن المقرر أن يصدر مجلس صيانة الدستور اليوم حكمه النهائي بشأن الانتخابات، علماً بأن المجلس استبعد أكثر من مرة إبطالها، مشيرا إلى أنه لم يجد أي مخالفات كبرى في العملية الانتخابية.

في غضون ذلك، ارتفعت أمس، حدّة الخلاف الدبلوماسي بين إيران وبريطانيا، فبعد أن تبادل كل من البلدين طرد دبلوماسيين اثنين من سفارتيهما في لندن وطهران، اعتقلت الأخيرة ثمانية موظفين إيرانيين يعملون في السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية، بحجة أنهم شاركوا في التحريض على التظاهرات التي خرجت إلى الشوارع الأسبوع الماضي.

وطالب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند السلطات الإيرانية أمس، بالإفراج عن الموظفين الإيرانيين الثمانية، واصفاً توقيفهم بأنه أمر "غير مقبول".

وأكد الاتحاد الأوروبي أمس أن "التعرض بالمضايقات والتحرش بالأطقم الدبلوماسية الأوروبية من جانب إيران سوف يُقابل برد قوي وجماعي".

من ناحية أخرى، شدد خامنئي أمس على ضرورة حل القضايا الداخلية للبلاد عبر القنوات القانونية.

وانتقد خامنئي لدى لقائه مسؤولي السلطة القضائية في البلاد، تصريحات القادة الأوروبيين والأميركيين بشأن الوضع في إيران بعد الانتخابات الرئاسية، واصفاً إياها بـ"السخيفة"، وقال إن "الانحياز الغربي لن يكون له سوى مردود عكسي في إيران"، داعياً النخب والتيارات السياسية إلى "عدم إثارة مشاعر الشبان أو ضرب وحدة الشعب".

(طهران ــ أ ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)