بعد إعلان سبعة من المتهمين الـ11 الذين أعلنت السلطات الإماراتية أنهم نفذوا عملية اغتيال القائد العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي، أنهم إسرائيليون وأن هوياتهم سُرِقت منهم، وأن الصور الموزعة لا تتطابق مع صورهم، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية تأكيد أو نفي تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (موساد)، في العملية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس إن استخدام المتهمين لهوية إسرائيليين وُلِدوا في الخارج، لا يثبت أن الـ"موساد" هو المسؤول عن العملية، وأضاف: "ليس هناك سبب يدعو إلى التفكير في أنه كان الموساد الإسرائيلي لا جهاز مخابرات آخر أو بلداً يريد إلحاق أذى ما"، لكنه لم ينفِ صراحة تورط بلاده في الاغتيال، مشيراً إلى أن إسرائيل تلتزم "سياسة الغموض" في ما يتعلق بمسائل الاستخبارات.

Ad

ونفى الوزير الإسرائيلي احتمال نشوب أزمة دبلوماسية مع بريطانيا، بسبب الاشتباه في تزوير جوازات سفر بريطانية.

وفي هذا الإطار، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس بإجراء تحقيقات شاملة بشأن الجوازات البريطانية المزيفة الستة التي استُخدِمت في عملية الاغتيال. وجاءت تصريحات براون وسط مطالب بريطانية بضرورة استجواب وزارة الخارجية البريطانية للسفير الإسرائيلي في لندن بشأن ضلوع الـ"موساد" في العملية.

وفي باريس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، أن الجواز الفرنسي المزعوم الذي استعمله أحد المتهمين "جواز مزوَّر".

وقال مصدر قريب من المخابرات الفرنسية، إن الجواز الفرنسي الذي استُخدِم في العملية يحمل رقماً صحيحاً لكن الاسم غير صحيح، وأضاف: "انه تزييف جيد جداً". كما ذكرت وزارة الداخلية النمساوية أنها فتحت تحقيقاً في استخدام أحد المتهمين لما لا يقل عن سبعة هواتف محمولة بكروت شحن نمساوية مدفوعة سلفاً. كما أكدت دبلن أنها لم تُصدر أيّاً من جوازات السفر الايرلندية بالأسماء التي أوردتها شرطة دبي.

وأوضح الضابط السابق في الـ"موساد" جاد شيمرون لـ"رويترز" أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح من الصعب تزويد عملاء أجهزة الاستخبارات بأوراق مزوّرة يمكنها أن تفي بالغرض، مشيراً إلى أنه يتعيّن استخدام وثائق حقيقية في العادة مع صور مزوّرة.

وذكَّر شيمرون بقضيةٍ من القضايا الشهيرة التي تربط الـ"موساد" بوثائق أجنبية مزوّرة، عندما سجنت نيوزيلندا في عام 2005 عملاء للجهاز لحصولهم على جوازات سفر نيوزيلندية بطريقة غير مشروعة، وقال إنه لن يندهش إذا اكتشف أن عملية اغتيال المبحوح لم تكن عملية إسرائيلية بحتة بل دولية.

(القدس، لندن، باريس ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)