في ثاني تجاربه السينمائية {قاطع شحن}، أصرّ المخرج سيد عيسوي على تقديم وجوه جديدة وأبطال للمرة الأولى، مؤكداً أن أحد أدواره المهمة كمخرج هو اكتشاف المواهب الشابة وتركيز الأضواء عليها، بعيداً عن الاعتماد على النجوم المعروفين نفسهم. عن {قاطع شحن}، والمشاكل التي واجهته من مشادات شذا وشادي شامل وصولاً إلى غضب جيهان قمري ومغادرتها العرض الخاص قبل نهاية الفيلم، كان الحوار التالي مع عيسوي. رغم أن فيلمك الأول {بحبك وبموت فيك} لم يحقّق نجاحاً، قدّمت تجربتك الثانية {قاطع شحن} بتركيبة مشابهة: وجوه جديدة ومطربون شباب، لماذا؟{بحبك وبموت فيك} هو أول أعمالي ولا أنكر أنه احتوى على أخطاء العمل الأول كافة مثل التركيز على وجوه الأبطال، ووجود أغانٍ ليس لها مبرر درامي، وقد حاولت تجاوز هذه الأخطاء في فيلمي الثاني الذي اعتبرته بمثابة تحدٍّ لي، وبالفعل كانت هذه التجربة أكثر نجاحاً على رغم وجود تركيبة الممثلين نفسها. لماذا الإصرار على الوجوه الجديدة؟لأن الفن لا بد من أن يفرز أجيالاً جديدة، ودور المخرج في تصوّري البحث عن مواهب جديدة وتسليط الضوء عليها لأنها تشكّل نجوم المستقبل. تردّد أن الممثلين عمرو حسن يوسف وشذا كانا متعاقدين مع شركة المنتجة للفيلم، لذا اضطررت للتعاون معهما؟لا أنكر أن عمرو وشذا كانا متعاقدين مع الشركة المنتجة للفيلم، إلا أنه كانت لي حرية الاختيار، وعندما قرأت السيناريو رأيتهما مناسبين تماماً للشخصيّتين اللتين قدّماها، لذا لم أعترض عليهما. ألم يكن اختيارهما لتقليل النفقات، خصوصاً أنك تُتهم بإخراج أفلام مقاولات؟ثمة فارق كبير بين أفلام قليلة التكلفة تقدَّم بلا نجوم وبين أفلام المقاولات التي تصوَّر في أسبوع أو أسبوعين، ولا تناقش أي قضايا، وتكون موجّهة الى جمهور الفضائيات، ولا تُعرض عادةً في الصلات أو يُطبع منها عدد محدود من النسخ كي تُعرض لأسبوع واحد في السينما قبل أن تنتقل مباشرة الى الفضائيات، لكن {قاطع شحن} مختلف تماماً فهو يناقش قضايا مهمة وأخذ وقته الكافي، باختصار هو فيلم حقيقي موجّه الى جمهور السينما، وقد حقّق نجاحاً لا بأس به.يرى البعض أن اسم الفيلم، {قاطع شحن}، ليست له علاقة بمضمونه، فهل اخترته لجذب الشباب؟الجاذبية أحد أسباب اختيار الإسم، ومن جهة أخرى كنا نود الإشارة إلى فكرة التواصل بين الأجيال وأن الإنسان عموماً بحاجة الى أن {يشحن} معنوياته، وألا ينقطع عن الأجيال التي سبقته ليتمكّن من الاستفادة منها، وعكس ذلك سيكون خسارة كبيرة له.تعطّل تصوير الفيلم مراراً، فهل كان ذلك بسبب مشاكل شذا مع شادي شامل؟تعطّل التصوير بسبب تغيّر المناخ، إذ بدأنا العمل في الشتاء وكان لا بد من استكمال التصوير في المناخ نفسه، لذا انتظرنا حتى قدوم الشتاء الذي تلاه، أما في ما يخص شادي وشذا فقد كانت المشكلة بينهما إنتاجية، إذ تعاقدت شذا مع شركة الإنتاج على ألا يغنّي غيرها في {قاطع شحن}، بينما تعاقد شامل على تقديم أغنية فيه، وقد انتهت هذه المشكلة سريعاً بوضع أغنية لشذا تغنّيها في {تيتر} الفيلم.يرى البعض أيضاً أن الترويج لهذه المشاكل هدفه الدعاية للفيلم، فما ردّك؟للأسف ثمة من يتصوّر أن الحديث عن المشاكل هو جزء من الإعلان عن العمل، لكني لست مع هذه الطريقة، ولا أتّبع هذا الأسلوب. أثناء عرض الفيلم الخاص غضبت الممثلة جيهان قمري وتركت القاعة اعتراضاً على حزف جزء كبير من مشاهدها، فلماذا حذفتها؟لم أحذف مشاهدها، لكني وضعتها في نهاية الفيلم بهدف مفاجأة المشاهد، وهذا من حقّي كمخرج طالما يصبّ في خدمة العمل، إلا أن جيهان تسرّعت وغادرت قاعة العرض قبل مشاهدة الفيلم كاملاً. لكنّها قالت أيضاً إنك غيّرت الخلفية الموسيقية في المشهد الذي كانت ترقص فيه، فظهرت كالبلهاء!القصد الدرامي من هذا المشهد أن تظهر جيهان بشكل غير طبيعي لأنها كانت مخمورة، كنت أنوي من البداية تغيير الخلفية الموسيقية الشرقية التي رقصت عليها إلى موسيقى غربية ليكون أداؤها غريباً ومناسباً للحالة. عموماً، تدخل هذه الملاحظات كافة في صلب اختصاصي كمخرج له رؤيته التي يحرص على التعبير عنها.في الفيلم كثير من الغموض حتى أن أحداثاً عدة لم يكن لها أي مبرر درامي!كان الغموض مقصوداً في بعض الأحيان بهدف إثارة المشاهد وتشويقه، إلا أنني أعترف بأن الغموض كان أكثر مما يجب. انتقد البعض لجوءك الى الإثارة!{قاطع شحن} خالٍ من الإثارة، باستثناء مشهد وحيد قدِّم من دون ابتذال وبصورة تخدم الدراما، ولو كنت أريد الإثارة كانت هناك مواضع كثيرة في الفيلم تحتمل تقديم مشاهد مثيرة عبرها وهو ما لم يحدث.ما ردك على ما قالته شذا من أنها رفضت أن يعانقها أحد في المشهد الأخير؟المشهد الأخير كان في قسم الشرطة، ولا يمكن أن يحدث فيه أي عناق، ما ينفي كلامها تماما. عموما، أرى أن الممثل طالما قبل دوره في الفيلم فليس من حقّه أن يرفض أي مشهد أو يطلب أي تعديلات.
توابل
مخرج قاطع شحن سيّد عيسوي: لا يحق للممثّل رفض أيّ مشاهد
05-04-2010