استعرضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت ديبورا جونز تاريخ العلاقات الأميركية-الكويتية، واصفة إياها بالناضجة، وقالت: "الكويت حقاً واحة ضمن جيرة صعبة، ونحن نتشاور بشكل منتظم بشأن جملة من القضايا الأمنية الإقليمية بينها إيران واليمن والقاعدة". قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت ديبورا جونز إن العلاقات الأميركية- الكويتية أصبحت متجذرة وتعززت ونمت منذ الغزو العراقي وتحرير الكويت.وأضافت جونز لـ"كونا" بمناسبة الذكرى الـ49 للاستقلال والـ19 للتحرير، ان العلاقات الثنائية أصبحت وثيقة خاصة، وان جذورها تعود إلى وقت تأسيس المستشفى الأميركي في الكويت، وهو أول اتصال حقيقي بين الكويتيين والأميركيين، مبينة أن العلاقات تعززت وتوثقت منذ الغزو عام 1990 والتحرير عام 1991، والتي تأسست بعد هذه الفترة سواء من ناحية المؤسسات أو على الصعيد المباشر.وبعثت بالتهنئة إلى القيادة الكويتية والحكومة والشعب بمناسبة ذكرى العيد الوطني وعيد التحرير، موجهة الحديث إلى هؤلاء الذين رأوا الدمار الذي لحق بالكويت خلال الغزو، وقالت: "الآن الكويت حقاً واحة ضمن جيرة صعبة".وأوضحت أن هذه الواحة جاءت بسبب النظام الحاكم في الكويت، وإجراء انتخابات برلمانية حرة وحرية الإعلام، وتسلّح الكثيرين بالتعليم العالي، كلها أمور ضمنت بقاء الكويت في المقدمة.ووصفت جونز العلاقات الكويتية- الأميركية بـ"الناضجة" ولكون الكويت أحد "الأصدقاء الصادقين" فإنها أضافت "لدينا التزاماً وهو ليس فقط تطوير أنفسنا ولكن لتحقيقه، ليتسنى وجود عناصر استقرار في العالم حولنا، وأن نكون الانزيمات لتغيير إيجابي في العالم، ولهذا أنا أؤمن بهذه العلاقة".وعن مجالات التعاون بين البلدين قالت: "إنه في أي علاقة ناضجة هناك تعاون في كل النواحي".وتابعت: "الواضح بيننا علاقة أمنية مهمة جداً وهذا بسبب أهمية الكويت الداعمة لوجستياً لعملياتنا في العراق، وغيرها من المناطق الأخرى في العالم في ما يتعلق بالأمن الإقليمي، ولكننا نتشاور بشكل منتظم حول جملة واسعة من القضايا الأمنية الإقليمية بينها إيران واليمن والقاعدة إلخ...".وقالت إن الحوار بين الحكومتين الكويتية والأميركية يتناول التعاون لمحاربة الإرهاب وحقوق الإنسان والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى المجتمع المدني والديمقراطية، مضيفة: "الولايات المتحدة ليست دولة هادئة والواضح أننا صريحون إزاء ما يقلقنا، وأؤكد أن الكويت لديها حكومة ناضجة وإعلام حر يتكلم عن هذه المخاوف وهكذا لدينا تفاعل وتبادل حيوي جداً".وزادت ان "القضايا الاقتصادية هذه نقطة أخرى مهمة في الحوار بين الكويت وواشنطن، وغالباً ما أقول إن أحد أهدافي كسفيرة هو نمو العلاقات التجارية والاقتصادية لتحقيق توازن مناسب لعلاقاتنا الأمنية".ورداً على سؤال بشأن سير المفاوضات بين البلدين في ما يتعلق بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة قالت جونز: إن "الكويت والولايات المتحدة تتعاونان وفقاً للاتفاقية الإطارية لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية (تيفا)، إلا أن هيئة ترويج التجارة السلطة التي يمنحها الكونغرس الأميركي للسلطة التنفيذية للتفاوض بشأن اتفاقيات تجارية معينة انتهت في الأول من يوليو عام 2007 ولم تجدد.وتابعت: "هذا أمر في الوقت المناسب سيبرز ثانية ولكن لن يحدث في وقت قريب".وعن انسحاب القوات الأميركية من العراق قالت جونز: إن "العلاقات الأمنية الممتازة والقائمة والعاملة مع الكويت سمحت بنقل المعدات من العراق بشكل سلس جداً".وشددت على أن الهدف الأميركي "ضمان أن يكون العراق امناً للعراقيين والكويتيين على حد سواء وللآخرين، وأن نترك خلفنا عراقاً آمناً وجاراً منتجاً في المنطقة على علاقات سلام داخلي ومع جيرانه".ولفتت جونز إلى أن طبيعة الوجود الأميركي بالعراق في المستقبل كانت مسألة مفاوضات مع العراقيين، موضحة أن "الولايات المتحدة لا تحبذ أن تكون في مكان غير مدعوة إليه. نحن لا نفرض وجودنا على الكويت كما لا نفرض وجودنا على أي حكومة عراقية منتخبة، ولهذا فإن طبيعة هذا الوجود دائماً مسألة مستمرة للتقييم والنقاش من قبل الحكومات.وعن جذب الكويتيين للدراسة في الولايات المتحدة قالت جونز: إن عدد الطلبة الدارسين في الجامعات الأميركية وصل إلى ما يقارب الـ3 آلاف طالب، مبينة أنه خلال الأشهر الستة إلى الثمانية الماضية منحت السفارة ما يقارب 1400 تأشيرة دراسية، وهذا ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 45 في المئة عن العام الماضي.وأضافت أن السفارة تبذل الجهد من أجل جذب الطلبة للدراسة في الولايات المتحدة، وذلك من خلال استضافتها أربعة معارض جامعية سنوياً، معربة عن اعتقادها أن الكويتيين يشعرون بأن الولايات المتحدة منزلهم كما نشعر نحن هنا.وقالت إن مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة تتخطى التفاعل بين الحكومات، لتصل إلى التفاعل بين الشعوب في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والبحوث، مبينة أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا هو إذا تعرفنا على بعض أكثر.وفي ما يتعلق بقضية الاتجار بالبشر قالت السفيرة الأميركية: إن الكويت "محظوظة لتمتعها بإعلام حيوي"، وهو لاعب مهم في استرعاء الانتباه لبعض القضايا القائمة.وتابعت: "أعتقد أنه كان هناك الكثير من التركيز والاهتمام، وأن الحكومة اتخذت بعض الخطوات المهمة للتعامل مع هذه القضايا، وندرك مدى صعوبتها لأننا لدينا مثلها في الولايات المتحدة أيضاً".وقالت جونز إن وزارتي العدل والشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت كانتا "منفتحتين" بشأن هذه القضية، كما أن المنظمات غير الحكومية لعبت دوراً مهماً في إبقاء هذا على الواجهة.وذكرت أن "هدفي إلى وقت انتهاء فترة عملي هنا لعام آخر أن يخلو تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن الاتجار بالبشر من الكويت من عداد الترتيب"، معربة عن الأمل أن "تتمكن الكويت والولايات المتحدة من العمل معاً بشأن هذه المسألة كشريكين وصديقين يواجهان التحدي نفسه".
محليات
جونز: الكويت واحة ضمن جيرة صعبة
22-02-2010